توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أخبار فى الجغرافيا الاقتصادية

  مصر اليوم -

أخبار فى الجغرافيا الاقتصادية

بقلم : عبد المنعم سعيد

 الصورة ما هى إلا مجموعة هائلة من النقاط التى إذا ما ارتبطت فيما بينها ظهرت فى شكل نعرفه ويمكننا التعليق عليه؛ وما التحليل إلا قدرة على ربط نقاط ببعضها البعض والاستنتاج والاستدلال منها فيكون هناك منطق خاص يفسر ما مضى ويتوقع ما هو آت. النقاط فى الحياة لا تزيد على كونها أحداثا تظهر لنا فى شكل أخبار وأنباء، وما علينا إلا أن نجمعها ونربط بينها فإذا الأحوال جلية وواضحة. «ستيفن جوبز» ذكر فى محاضرته الشهيرة منذ أعوام فى جامعة ستانفورد أن بدايته كانت فى مادة علم «الخطوط» التى لم تكن فى جوهرها أكثر من التدريب على ربط النقاط ببعضها، ومنها ولدت شركة «آبل» للكمبيوتر الذى لم يكن يزيد على شاشة تتجمع عليها ملايين النقاط فتكون حروفا وصورا. بالطبع فإن المسألة التى تبدو بهذه البساطة هى فى واقعها بالغة التعقيد، ولكنها على أى حال تشكل نقطة الانطلاق الأولي.

ما يهمنا هنا مصر، وخلال الأسبوع الماضى تجمعت أخبار وأنباء عن أحداث كلها تشكل نقاطا؛ والنقاط تشكل صورة لابد من استيعابها عن الدولة ومستقبلها وهى فى كلمة واحدة «الطاقة» أيا كان نوعها ومصدرها وسبل استخدامها. وأول الأخبار من حيث الأهمية جاء يوم 14 مارس الجالى أن وزير الكهرباء افتتح محطة الطاقة الشمسية فى بنبان أسوان بقدرة توليد 50 ميجاوات ودخل إنتاجها إلى الشبكة القومية للكهرباء بالفعل. ورغم أن ذلك حلم قديم لاستغلال الطاقة الشمسية فى بلد هو أكبر صحن شمسى فى العالم، فإن حكمة أنه من الرائع أن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى على الإطلاق تنطبق علينا، مع الفارق أنها تشكل نقطة انطلاق كبيرة على ضوء ما نراه فى أخبار أخري. فالخبر الثانى ينتمى إلى حزمة أخبار توليد الطاقة الكهربائية وتوزيعها فمصر تدخل الآن كنقطة وصل بين إفريقيا وأوروبا للربط الكهربائى بين القارتين من خلال الاتفاق بين مصر من ناحية وكل من قبرص واليونان، وكلاهما عضو فى الاتحاد الأوروبي، من ناحية أخري. نقطة الانطلاق كانت بتفعيل مذكرة التفاهم بين الطرفين بقدر 2000 ميجاوات واستثمارات مبدئية تبلغ 4 مليارات دولار لنقل الكهرباء عبر كابل بحرى طوله 1707 كيلومترات. لاحظ هنا أن مصر تربط نفسها كهربائيا مع المملكة العربية السعودية، ولها سابق ارتباط مع الأردن بما يحمله من إمكانات الربط بين إفريقيا والمشرق العربى وأوروبا.

الجغرافيا الاقتصادية المصرية تعينها بشدة على القيام بهذا الدور للربط الكهربائي، أى توزيع مخرجات إنتاج الطاقة التى دخلت مرحلة جديدة مع ترسيم الحدود البحرية مع السعودية وقبرص. هنا فإن مدخلات إنتاج الطاقة لا تتمثل فقط فيما أضيف للقدرات المصرية الخالصة فى حقول «ظهر» فى البحر المتوسط والدلتا فى وادى النيل، وإنما بما تضيفه اكتشافات النفط والغاز فى منطقة البحر المتوسط كلها. الخبر الجديد فى هذا الشأن أن شركة «شل» العالمية اشترت غازا من حقل إفروديت القبرصي، وحقل لفياثان الإسرائيلي، بمقدار 25 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة بهدف تسييلها فى مصنع التسييل الذى تملكه فى إدكو المصرية. وكما هو معلوم سابقا أن شركة «دولفينوس» المصرية قد اشترت هى أيضا من شركة «نوبل» الأمريكية التى تدير حقلى تمارا ولفياثان الإسرائيليين ـ وحقولا أخرى فى الولايات المتحدة والكاميرون ودول أخرى . كل ذلك يؤدى إلى تشغيل خط أنابيب شرق البحر المتوسط المصري، ومصنعى تسييل الغاز فى دمياط وإدكو بشكل مستقر ولسنوات طويلة مقبلة ليس فقط اعتمادا على الغاز المصرى الخالص وإنما بإمدادات من حقول دول أخرى فى شرق المتوسط أو من حقول مشتركة سوف يتم اكتشافها وتشغيلها خلال المرحلة المقبلة.

وسواء كان الأمر غازا أو نفطا أو كهرباء فإن مصر هى حلقة الوصل والمركز الذى تدور حوله هذه التطورات الاقتصادية خاصة أن روابطها لا تجرى فقط فى إطار منطقة شرق البحر المتوسط، وإنما كان سابقا عليها منطقة البحر الأحمر من خلال قناة السويس وخط السوميد لنقل النفط. الربط ما بين المحورين والبحرين يعطى مصر العديد من المزايا التنافسية سواء باستخدام خطوط الأنابيب، أو الممرات البحرية، أو مصانع التسييل، أو موانى التصدير. وكل ذلك يعطى مصر فرصا كبيرة على محاور أولها الرسوم والضرائب الجارية على عمليات النقل والتفريغ. والثانى التصنيع من خلال مصانع البتروكيماويات والتسييل والصناعات الكثيفة الاستخدام للطاقة مثل الحديد والصلب والأسمدة والأسمنت وما يماثلها، وكلها يمكنها التوسع فيما هو موجود وإضافة ما هو جديد. والثالث أنها تفتح الأبواب على مصاريعها لتنمية سيناء ليس فقط سياحيا وإنما أيضا صناعيا وديمغرافيا. والرابعة أن محور قناة السويس للتنمية الجارى العمل فيه سوف يستفيد كثيرا من كل هذه التطورات.

ما يجب ملاحظته فى هذا الشأن أن الجغرافيا الاقتصادية لمصر ومنطقة شرق البحر المتوسط وشمال البحر الأحمر لا تقوم فقط على تعاون الدول وهو ما يعطى الفرصة للجغرافيا السياسية لكى تلعب دورا منشطا أو معوقا للحركة الاقتصادية، وإنما أيضا على حركة الشركات العالمية متعددة الجنسيات والمتعددة النشاط الاقتصادى أيضا. فكما ذكرنا أن شركة «نوبل» الأمريكية تنمى حقولا للغاز ليس فقط فى إسرائيل وإنما مجال عملها الرئيسى فى خليج المكسيك وكاليفورنيا فى الولايات المتحدة، والآن فإن نشاطها الجديد فى إسرائيل، وكذلك الحال بالنسبة لشركة شل التى تعمل باتساع العالم كله طولا وعرضا، والآن فى حقل لفياثان ومصنع إدكو. وأخيرا فإن شركة «مبادلة» الإماراتية اشترت 10% من أسهم شركة «إيني» الإيطالية التى اكتشفت حقل ظهر المصري، فى الوقت نفسه الذى اشترت فيه «إيني» 5% من حقل زكوم الإماراتى و10% من إنتاج غاز حقلى أم شيف وناصر فى الإمارات أيضا. والخلاصة أن مصر الآن تدخل بابا واسعا ليس فقط كمركز لإنتاج وتوزيع الطاقة، وإنما أيضا لكل ما يترتب على ذلك من نتائج اقتصادية.

نقلاً عن الآهرام القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخبار فى الجغرافيا الاقتصادية أخبار فى الجغرافيا الاقتصادية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon