توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثم ماذا بعد؟!

  مصر اليوم -

ثم ماذا بعد

بقلم : عبد المنعم سعيد

 غادرت القاهرة مباشرة بعد التصويت فى الانتخابات الرئاسية إلى الولايات المتحدة، وطوال الرحلة كانت المتابعة لما حدث فى اليوم التالى للانتخابات، ومعها كانت متابعة أخرى لأخبار الفريق القومى لكرة القدم وهو يلعب مع اليونان فى المباراة التجريبية. فى كلتا الواقعتين لم أكن منشغلا بالنتيجة، فالظن دائم أن هناك أمورا فى الحياة تكون وظيفتها التجريب، والتدريب، والنضج، والتعلم من الأخطاء.

التفكير فى الانتخابات الخاصة بنا لن يكون وصورة سويسرا فى أذهاننا بنفس القدر الذى يكون تفكيرنا فى كرة القدم، بينما ألمانيا أو البرازيل فى فكرنا. كلتاهما (الانتخابات وكرة القدم) بهما نوع من القبول بالسير فى سباق بين أمم العالم، وهو تحدٍ جئنا له متأخرين، حيث نعلم أن الوصول إلى نهائيات كأس العالم استغرق منا ٢٨ عاما فى الانتخابات من الصعب أن نعرف الفترة التى استغرقناها، لكى نصل إلى النقطة التى وصلنا لها والتى هى أننا نستطيع أن نعقد انتخابات دورية فى مواعيدها كل أربع سنوات، وحسبما جاء فى الدستور، ويتحكم فى العملية الانتخابية من الألف إلى الياء الهيئة العليا للانتخابات المُشكّلة من قضاةٍ لديهم القدرة على إعلان نتيجة الانتخابات التى جاءت حسب ما أدلى به الناخبون. لم تتغير صناديق، ولا أضيفت أصوات أو خصمت، وما ظهر كان هو ما كان من تصويت، وما بعد ذلك محض تفاصيل تقول لنا إن الطريق إلى الديمقراطية لا يزال طويلا، ولكن السفر بدأ بأن ذهب الناس، أو جزء غير قليل منهم، إلى صناديق الانتخابات.

السؤال الذى لا يقل أهمية عما جرى هو: ثم ماذا بعد؟!

الشعوب لا تذهب إلى الانتخابات كنوع من الرياضة الوطنية، أو لتلك المتعة التى تأتى مع مشاهدة المباريات، لأنك باختصار لا تعرف النتيجة، ولا تعرف ما إذا كان فريقك القومى سوف يأخذك إلى ما هو أبعد من التمثيل المشرف أم لا. الانتخابات تجرى للاختيار بين أفراد مرشحين، وبين أفكار وبرامج، ولكنها فى حالات تكون للتصويت على ما كان، وما سوف يأتى.

فى حالتنا فإن الصورة كانت واضحة أنه لا توجد منافسة حقيقية بين الرئيس السيسى والدكتور موسى، كما أن برامج الرئيس والمرشح المنافس غير مختلفتين اختلافا جوهريا، الحقيقة كانت استفتاء على الرئيس، ومن صوّتوا بالإيجاب كان لأنهم يصدقون على ما فعله ويتطلعون إلى المزيد، أما من أبطلوا أصواتهم فقد كان ذلك للاحتجاج على ما يفعل. ولما كانت النتيجة كاسحة لصالحه، فإن السؤال: «ثم ماذا بعد؟» لا يصير سؤلا صعبا، بل إن إجابته القصيرة هى استكمال ما بدأ وهو كثير.

ولكن ذلك ليس كل القصة، فاستكمال ما جرى سوف يعنى أنه بعد سنوات أربع سوف تكون الأنفاق التى جرى حفرها تحت قناة السويس ممتلئة بالبشر الذين سوف يعبرون إلى تعمير سيناء، ومن ساهم فى بناء مدينة العلمين سوف ينظر إلى شمال غرب مصر فيجد البشر يمتدون إلى الحدود مع ليبيا، وتصبح مرسى مطروح عروسا أخرى على البحر الأبيض المتوسط. وهكذا أمور، فلن يكون مقبولا أن تكون نسبة الفقر فى بعض محافظات صعيد مصر تتعدى ٦٦٪، وهكذا أمر فى البحر الأحمر ومحور قناة السويس، حيث العائد كبير.

ما بدأ لا بد أن ينتهى، ولكن القفزة الكبرى سوف تكون التحرير الكامل للاقتصاد والممارسات الاستثمارية وخوض مرحلة متقدمة من تصنيع مصر. هذا لم يكن سهلا فى الفترة الأولى، ولكن عملية «التطعيم» تحت نار التضخم والبطالة وعجز الموازنة قد حدثت وجرى تجاوزها، وبات ممكنا تحرير القطاع العام وتمليكه للشعب، كما تم فتح ملف التعليم الذى ظل عارا لوقت طويل. ولكن القضية الكبرى سوف تظل كيف سوف يستمر التراكم الرأسمالى المصرى بعد أربع سنوات من الآن هى الامتحان الأكبر، لأن ذلك سوف يتضمن امتحانا للتراكم السياسى الذى يقضى بأن تجربة الشعب المصرى قد جعلته يشب عن الطوق، ويمضى قدما إلى انتخابات تنافسية بين جماعات ترى الصيرورة فى التقدم المصرى جزءاً أساسياً من الحكمة المصرية الدائمة.

سوف يكون هناك بالطبع من يريدون اختصار الطريق، وإبقاء الأوضاع على حالها، لأن ذلك ما تعودنا عليه، ولأن الإنجاز كبير، ولكن العبث بالدستور سوف يعيدنا إلى نقطة عبرناها منذ وقت طويل، وذلك امتحان ندعو الله ألا يكون.

نقلاً عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثم ماذا بعد ثم ماذا بعد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon