توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإدارة الأميركية وإيران وإفريقيا

  مصر اليوم -

الإدارة الأميركية وإيران وإفريقيا

بقلم : عبدالله السويجي

هوس الظهور الإعلامي والإصرار على إحداث جدل في العالم أصبحت عادة من عادات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، ولهذا اختار في البداية أن يصطدم بشكل مباشر ومستمر مع كبريات وسائل الإعلام الأمريكية ويشتبك معها متهماً إياها بعدم المهنية والكذب، فاستفز كبار المحررين وأصحاب الأعمدة الرئيسية والافتتاحيات، وبعدها استخدم مواقفه السياسية التي لا تعدو عن كونها مجرد فقاعات ليكون دائماً في الصدارة، فإن لم يجد عدواً إعلامياً أو موقفاً سياسياً لجأ إلى الإتيان بحركات أمام وسائل الإعلام ليستدرج التعليقات، والهدف الإبقاء على شخصه حاضراً في الصفحات الأولى للصحف وفي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قد يكون ترامب أكثر رؤساء الولايات المتحدة الذين يلجؤون ل«تويتر» لإطلاق تصريحاته، لكن هذا الهوس في الظهور قاده إلى مخالفة القواعد الرسمية للسياسة والدبلوماسية الدولية والعلاقات الدولية، فأطلق على الأفارقة أوصافاً لا تليق برئيس دولة كبرى.

الملف النووي الإيراني قد يكون أكثر الملفات التي شغلت بال سلفه باراك أوباما الذي وقَّع اتفاقاً مع إيران، وواصل هو هذا الانشغال، وأضاف إليه ملف كوريا الشمالية، وفي الحالتين، كان يتراجع بطريقة أرضت كثيرين لأنها تنزع فتيل أزمة قد تقود إلى حرب شرسة ومدمرة، لكنها أدهشت وأثارت استغراب سياسيين كثيرين معنيين بالأمن والسياسة الدوليين.
لقد هدد ترامب خلال حملته الانتخابية بالخروج من الاتفاق النووي مع إيران في حال وصوله إلى البيت الأبيض، وكذلك اعترافه بالقدس عاصمة لدويلة «إسرائيل»، وحين وصل ظل يناور مع الإيرانيين لكنه لم ينفذ تهديده بإلغاء الاتفاق، ولم يتمكن من تعديل شروطه، وتملّص من وعوده عن طريق استخدام (التمديد) والتواصل مع (حلفائه) الأوروبيين. فقبل أيام قليلة، أعلن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية أن الرئيس ترامب سيمدد تعليق العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران في إطار الاتفاق النووي ولكن «للمرة الأخيرة»، ويعتزم العمل مع «شركائنا الأوروبيين بهدف تشديد بنود النص الذي تم التوصل إليه عام 2015». من المفيد الإشارة هنا إلى أن الاتفاق لم يكن بين الولايات المتحدة وإيران وحدهما، بل بين الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وبين إيران،وأقره مجلس الأمن كوثيقة دولية وبالتالي فإن أي تغيير في البنود أو الإلغاء يتطلب اتفاقاً بين الموقعين. وحتى يحافظ الرئيس الأمريكي على وعده فقد فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة تستهدف 14 فرداً ومؤسسة إيرانية وعللتها بانتهاك حقوق الإنسان أو لصلتها بالبرنامج البالستي الإيراني.

وردت إيران عن طريق وزير خارجيتها محمد جواد ظريف يوم الجمعة الماضي بأنه «لا يمكن إعادة التفاوض على الاتفاق، وبدلاً من تكرار الخطاب المتعب، يجب على الولايات المتحدة أن تحترم نفسها تماماً مثل إيران»، وزاد على ذلك إن واشنطن «تنتهك» ثلاث فقرات من الاتفاق، بما فيها الفقرة 26 التي تدعو الولايات المتحدة للتصرف «بحسن نية لدعم الاتفاق» النووي والسماح لإيران بالاستفادة من رفع العقوبات عنها، وقال أيضاً إن عداء ترامب حيال الاتفاق النووي وإزاء إيران عموماً يشكل أيضاً انتهاكاً لفقرة «الامتناع عن أية سياسات قد تؤثر مباشرة أو غير مباشرة في تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران» على النحو المنصوص عليه في الفقرة 29.

وفي تقديرنا فإن ترامب لن يقدم على إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، ليس خوفاً وإنما لأن الدول الأوروبية وروسيا والصين، الموقعة على الاتفاق ترى أن إيران لم تخرق الاتفاق وتمتثل لبنوده، وقد تكون إيران لم تفعل ذلك بالمجمل إلا أن تضارب المصالح سيجعل من الصعب تعديل أو إلغاء الاتفاق، لأنه أيضاً سيعطي الحرية لطهران بأن تصبح دولة نووية خلال فترة بسيطة، وهذا ما يعقد الأزمة، ومن جهة أخرى، فإن واشنطن هي المستفيد الأكبر من هذا القلق العالمي الذي تخلقه ولا سيما في المنطقة العربية بشكل عام، ومنطقة الخليج بشكل خاص.
مصداقية ترامب مع حلفائه في الغرب والمنطقة العربية تهتز بشكل حاد، وازدواجية المعايير والالتزامات اتضحت في مواصلة تذبذب سياسته مع إيران، وفي حسمها إلى جانب «إسرائيل» حين أوفى بوعده الإعلان عن اعترافه بالقدس عاصمة لها ونقل سفارته إلى القدس.

إن حبه للظهور الإعلامي وخلق جدلاً لا ينتهي استبد به إلى درجة أنه افتعل مشكلة مع 54 دولة إفريقية حين أطلق عليها وصفاً غير لائق، الأمر الذي أثار استنكار مئات الملايين من سكان إفريقيا والأمريكيين المنحدرين من أصول إفريقية، وطالبوه بالتراجع والاعتذار لأنها «تصريحات فاضحة وعنصرية ومتضمنة كراهية للأجانب»، ولم ينفع مع ترامب اللعب على الكلمات إذ أكد عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي ديك دوربن الذي حضر الاجتماع الذي استخدم خلاله ترامب اللفظة النابية، أن الرئيس استخدم هذه اللفظة عدة مرات.

الأهم أن يدرس الحلفاء العرب بعناية تسلسل مواقف الرؤساء الأمريكيين تجاه قضاياهم، وأن يطرحوا السؤال الذي يدور في أذهان كثيرين: هل الولايات المتحدة حليفة صادقة أم لا؟
 
 

نقلا عن الخليج الاماراتيه

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإدارة الأميركية وإيران وإفريقيا الإدارة الأميركية وإيران وإفريقيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon