توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تحمينا الأسوار العالية؟!

  مصر اليوم -

هل تحمينا الأسوار العالية

بقلم - مي عزام

(1)

عرفت المجتمعات والممالك- منذ قديم الزمن- القلاع والأسوار المحصنة لحماية حدودها، ولكنها جميعًا سقطت أمام الغزاة الأقوياء.

لم تكن هناك قلاع ولا حصون بين دول أوروبا فى الحربين العالميتين، ورغم ذلك كانت الحرب بين الحلفاء والمحور فى غاية الشراسة، وأدت إلى تدمير غير مسبوق. تم تقسيم أوروبا بين المعسكرين الشرقى والغربى، وقسّمت ألمانيا بين المعسكرين، وحمل سور برلين كل الآثار السلبية للحرب الباردة. بين ليلة وضحاها، استيقظ المواطن الألمانى ليجد صديق طفولته مواطنًا فى دولة أخرى معادية لبلده، وكان من الطبيعى أن يأتى يوم ويسقط جدار الهزيمة، وحين حدث ذلك توحدت ألمانيا من جديد، وأصبحت أقوى اقتصادٍ فى أوروبا.

(2)

فى العالم يتم تشييد جدران لأسباب عدة، بعضها بسبب الخلافات بين دول الجوار مثل الهند وباكستان وبنجلاديش، أو لمنع سهولة الانتقال من الجنوب الفقير إلى الشمال الغنى مثل جدار «مليلة» بين أسبانيا والمغرب، وهناك الجدار الذى شيدته إسرائيل على حدودها مع الضفة الغربية، هدفه المعلن: حماية أمن الإسرائيليين، لكنه جدار فصلٍ عنصرى لمنع سكان الضفة من التجول بحرية فى بلدهم. لا يختلف الأمر عما كان يحدث فى جنوب أفريقيا. واليوم ترامب يسعى لإقامة جدار على حدود بلاده مع المكسيك، لمنع الهجرة غير الشرعية بتكلفة تزيد عن 5 مليارات دولار، وهو ما لم يوافق الكونجرس عليه. لم يتراجع ترامب، بل هدد بإعلان حالة الطوارئ حتى يبنى الجيش الجدار من ميزانية وزراة الدفاع، وهو أمر لن يحدث على الأرجح.

(3)

طبيعى أن تتلاقى مفاهيم «ترامب» مع «نتنياهو» الذى أعلن من قبل عن تضامنه مع الرئيس الأمريكى وأمنياته له بالنجاح فى بناء الجدار.

تذكرنى جدران العزل الإسرائيلية بفيلم «الحرب العالمية زد» إنتاج 2013، تدور أحداثه حول تفشى وباء يحول البشر إلى مسوخ زومبى، دول العالم جميعها، أصيبت بالوباء عدا إسرائيل، بسبب الجدار الذى يعزلها عن العالم، وفى غمرة نشوة إسرائيل بهذا التميز، احتفل مواطنوها احتفالًا صاخبًا، لكن الضوضاء تجذب الزومبى وتثيرهم. تسلقوا الجدران غير عابئين بالرصاص المنهمر عليهم من الجيش والشرطة. وصل الوباء إلى قلب إسرائيل، وتفشى بسرعة مضاعفة نتيجة الجدار العازل المحيط بالدولة. إنها نفس فكرة حصان طروادة: العدو يختبئ فى عقر دارك.

(4)

حين شيدت إسرائيل خط بارليف ظنت أنه سيحميها من تقدم الجيش المصرى، لم يتصور قادتها العسكريون أن خراطيم الماء كافية، لتفتيت الأسطورة.

كل حاجز يتم بناؤه بغرض حرمان الإنسان من حقه الطبيعى- نهايته إلى زوال، وإن طال الزمن.

إنسان القرن الـ21 لن يعجز عن إيجاد وسيلة لخرق أى جدار يهدد حياته وحقوقه، ومنها تحديد إقامته وحقه فى التنقل وطموحه لحياة أفضل.

فيلم «إليزيوم» الجنة إنتاج 2013 أحداثه تدور فى المستقبل، حيث يعيش حكام العالم وطبقة الأثرياء فى الفضاء، فى «كمبوند» يشبه الجنة الموعودة، ويتركون البشر على كوكب الأرض يكدحون كالعبيد، حتى يظهر المخلص الذى يسرق الشفرة، ويفتح الجنة أمام سكان الأرض البائسين. «برومثيوس» فكرة لن تموت.

(5)

من حق الدول أن تدافع عن حدودها وتحميها، لكن عليها فى الوقت نفسه احترام حقوق الإنسان فى كل مكان وليس فقط مصلحة مواطنيها. تفكير العزل وغلق الآذان عن أنين الآخرين ليس حلا؛ حين يأتى الطوفان لن يفرق بين من يعيش فى السفح أو قمة الجبل.

العالم لا يحتاج لمزيد من الجدران العازلة، لكنه بحاجة إلى استعادة قيم العدل والمساواة والإخاء والتسامح، والكف عن ازدواجية المعايير، الدول والأنظمة التى تظن نفسها قوية ومهيمنة عليها أن تدرك أن القوة تحتوى بداخلها بذرة تدميرها، مثل «كعب أخيل».

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تحمينا الأسوار العالية هل تحمينا الأسوار العالية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon