توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موت الرب الأمريكى.. ومحنة الديمقراطية (1-2)

  مصر اليوم -

موت الرب الأمريكى ومحنة الديمقراطية 12

بقلم : مي عزام

 الديمقراطية، كمصطلح، معناها حكم الشعب لنفسه، كان الأغريق والرومان يطبقانها بأسلوب مختلف عما نعهده الآن، استغرق الأمر قرونا طويلة، قام فيها العديد من الثورات الشعبية وحركات التمرد والعصيان الطبقى، حتى وصلنا إلى أسلوب الحكم الأكثر ملاءمة لعصرنا، الحكم الديمقراطى عن طريق اختيار الشعب لرئيس الدولة ونوابه في المجالس التشريعية والرقابية عن طريق الاقتراع الحر المباشر السرى حتى لا يكون هناك تدخل من سلطة أو تأثير من أشخاص، ومن الآثار الإيجابية للديمقراطية احترام حقوق الإنسان، كما أصبح حق التعبير مكفولا للجميع.

الغرب وفى مقدمته أمريكا، اعتبر نفسه المبشر بالديمقراطية والراعى لها بعد الحرب العالمية الثانية، أمريكا أعطت لنفسها الحق في إرسال مبشرين إلى شتى بقاع الأرض لتطبيق الديمقراطية، كما تريدها، وسمحت لنفسها باستخدام السلاح أحيانا، لتمكين الديمقراطية بالقوة!! وأحيانا استخدام أساليب أخرى مع متعاونين لها بالداخل، لكن التبشير بالديمقراطية الأمريكية في الخارج كان له هدف واحد سيطرة الرأسمالية ومناهضة الفكر الاشتراكى والعدالة الاجتماعية، رب رسالة الديمقراطية الأمريكية رأسمالى متوحش ومعجزته التي يخرس بها عباده: «الدولار».

(2)

أمريكا ظلت لعقود ملهمة، أرض الأحلام والدولة الأكثر ملاءمة لمقتنصى الفرص وراغبى التحقق والنجاح، وبهذا استطاعت أن تجعل من ديانتها الجديدة، عن طريق الدعاية والترويج واستخدام القوى الناعمة، الديانة الأكثر جاذبية للملايين حول العالم وخاصة الشباب وراغبى تغيير أوطانهم إلى الأفضل للوصول إلى النموذج الأمريكى في الحكم، وككل الديانات الجديدة كان عليها أن تتغلب على المنافسين، فكانت الحرب الباردة على الشيوعية وأفكارها، الرب الأمريكى المتفتح والوسيم، كان له وجه آخر قبيح: فهو منتقم، لا يصفح ولا يغفر، عنيف وسادى في معاملة أعدائه، عاشق للدم يعشق استخدام العنف والسلاح، لا يؤمن بالعدالة بين البشر ولا يحقق المساواة بينهم، رغم ذلك نجحت هوليوود الماشطة الخبيرة في إخفاء الندوب الغائرة من على وجه الرب الأمريكى، بمكياجها المتقن وفنها المتميز.

(3)

سقطت الشيوعية بسقوط الاتحاد السوفيتى، وسيطرت أمريكا على العالم، فهل جلبت السلام وحققت العدالة والمحبة؟ هل أصبح العالم أقل فقرا وأكثر سعادة؟ هل تراجعت الحروب وقلت مبيعات الأسلحة؟ لا، بل ازداد العالم ظلما وظلاما، وسادت مفاهيم التشىء والرغبة المجنونة في الاستهلاك، وتم استبدال مفهوم التعاون بين الدول بالهيمنة والتبعية، ونسي الغرب وأمريكا دور المهاجرين في بناء أوطانهم وارتفعت الأصوات تطالب بترحيلهم، ازدادت دول العالم الثالث بؤسا بسبب قروض البنك الدولى والصندوق (التى تهيمن أمريكا على سياستهما) القرض يقدم ومعه روشتة علاج لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية، تتحول بعدها الدول المقترضة إلى صوب للرأسمالية المتوحشة لتدخل في شباك العنكبوت مصاص الدماء.

(4)

في العقدين الأخيرين، بدأ الحلم الأمريكي في التراجع وبدأ الحالمون يبحثون عن طرق جديدة وبلدان بديلة، بعدما تكشفت سوءات أرض اللبن والعسل، لم يعد الرب الأمريكى مقنعا، وبدأت دول أخرى تجد لنفسها طريقا لا يتقاطع مع أمريكا ولكن يسير بالتوازى معها، فمازالت هي الدولة الأقوى اقتصاديا وعسكريا في العالم والصدام معها مهلكا. بزغ نجم الصين والهند والبرازيل وغيرها، وعادت روسيا لتعلب دورا مهما على الساحة الدولية، وتوافق مع ذلك تغير كبير في مفاهيم الحكم حول العالم، وظهرت إرهاصات تمهد لاستعادة مفهوم الديكتاتور العادل، وفى المقابل تحذيرات من انهيار الديمقراطية وفشلها في امتحان حكم الشعوب بالعدل والإنصاف، والتفكير في محاولة إصلاح الديمقراطية واستعادتها لجوهرها الأصيل، بعد أن أصبح دورها ينحصر في الاختيار والمفاضلة بين السيئ والأسوء في الانتخابات.. وللحديث بقية.

نقلًا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موت الرب الأمريكى ومحنة الديمقراطية 12 موت الرب الأمريكى ومحنة الديمقراطية 12



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon