توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما أوسع الثورة..!

  مصر اليوم -

ما أوسع الثورة

بقلم - مي عزام

(1)

تتواكب ذكرى ثورة يناير هذا العام مع جدل حول تعديلات دستورية مقترحة.

ثورتنا جاءت فى سياق ثورات الربيع العربى التى واكبت التخطيط لتغيرات جذرية فى المنطقة، من قبل قوى دولية، وهو ما لم ننتبه إليه.

كان سقف أحلامنا السماء، فلم نلتفت إلى ما يدبر لنا. الثورات لها دورة حياة: لحظة ميلاد ونمو ونهاية.

ثورتنا ولدت فى ظرف محلى وإقليمى ودولى مناسب، لكنها تعثرت فى النمو نتيجة أسباب كثيرة، لكن ذلك يجب ألا يُعمينا عن مدى التغيير الذى أحدثته، ولا نشعر به لأننا نعيشه بالفعل.

(2)

الأحلام عصية على السرقة. والأفكار لا تموت. ما زالت ثورة يناير تمثل إلهامًا حقيقيًا للمصريين، وما زالت الحلم الذى يرافقنا، لكنه يحتاج إلى الصبر والأمل.

الثورات فعل مستمر، وحتى يستمر لا بد أن يبدأ بك، بأن يكون لديك ثقة بالتغيير وأن يطالك. وعليك أن تدرب نفسك على الفعل دون انتظار الثمر. السنوات التى تلت الثورة لم تذهب هباء، كما يظن البعض، دفعنا الثمن غاليا، لكن ما كان لهذا الشعب أن يصل لهذا الوعى دونه. لم نعد الشعب الساذج الذى يجمّعونه بدف ويفرّقونه بعصا، لكننا أصبحنا قادرين على التفرقة بين الغث والسمين، بين الصدق والخداع، بين العهود الحقيقية والوعود الإعلامية.

لا شىء طيبًا يضيع، وثورة يناير طيبة، استغلها أصحاب المصالح، لكنهم تكالبوا على القشور الزائلة، وبقى لنا جوهر ثورتنا: كسر حاجز الخوف، والاعتراف بقوة الشارع، وحلم لا يفارقنا، وربما يكون مصدر شجننا.

(3)

ثمانى سنوات مضت على ثورة يناير، لكن مسيرة التغيير المنتظر متعثرة. نسير منذ عقود طويلة فى دائرة جهنمية، لا نستطيع الخروج منها. يطول السفر، ثم نجد أنفسنا فى النهاية عند نقطة البداية: تصور عدم وجود بديل. نواجه دوما اختبار السيئ والأسوأ، وكأننا عاجزون عن إيجاد تصور لاختيار ثالث نشارك فى صنعه. ثورتا يناير ويونيو كانتا بحثًا عن الاختيار الثالث. صحيح أننا لم نُوفَّق فى مسعانا، لكن الندم على أى منهما يشتت مسارنا؛ فالثورتان تمثلان الخطوات الأولى فى طريق الألف ميل.

(4)

طريق طويل وشاق كُتب علينا، كانت بدايته مظاهراتٍ وخروجًا للميادين للتعبير العلنى عن رفض حاضر يسرق منا المستقبل. ثورة الشارع مرحلة وانتهت، لكن علينا أن نتمسك بما حصلنا عليه بجدارة: الثقة بقدرتنا على التأثير والفعل، وأننا كمواطنين لنا حق فى أن نكون شركاء فى وضع أسس دولة المؤسسات التى تحترم دستورها ولا تتغول فيها سلطة على باقى السلطات، وأن نعيش فى دولة تحترم القانون وتعامل المواطنين بلا تمييز أو تفرقة، تحارب الفساد وتعمل وفق منظومة تتصف بالشفافية والنزاهة وعدم التستر على أى مسؤول.

(5)

ميدان التحرير الذى كان يسع الجميع ضاق على المستقبل. نحتاج لتصور آخر يجمعنا. النخبة هى القبطان الذى يوجه سفينة الوطن، وعليها أن تعترف بتقصيرها فى توجيه دفته بسبب انقسامها وتشرذمها. وعلينا أن نفكر جميعا فى تطوير أدواتنا ليصبح لنا صوت مسموع وقدرة على التأثير على صانع القرار، وألا يُفقدنا التعنت ثقتنا بقوتنا.

الرهان على السلطة دائما مُخيب للآمال. يجب أن تتأكد أن مَن فى السلطة ليس أفضل منك، وربما أنت فى وضع أفضل منه، فليس لديك الضغوط التى عليه، والمواءمات التى تستنفد قدرته على التفكير الحر المستقل دون تبعية أو حسابات.

(6)

علمتنى الأيام أنه لا شىء باقٍ إلا الشعب وأرض الوطن، وتأكدت بعد ثمانى سنوات أن هذا الشعب سيصير يومًا ما يريد.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما أوسع الثورة ما أوسع الثورة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon