توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«زبيدة»: سؤال حائر حول ثقة المواطن فى الحكومة

  مصر اليوم -

«زبيدة» سؤال حائر حول ثقة المواطن فى الحكومة

بقلم - مي عزام

هل يمكن لمصر أن تنهض وتتحول بعد سنوات قليلة إلى بلد يعتمد على نفسه ولا يستورد إلا خامات التصنيع؟ هل يمكن أن نبدأ رغم هذا المستوى المتدنى فى التعليم والصحة وحقوق الإنسان والتحول الديمقراطى؟ هناك أمثلة على دول نهضت قبل أن تستوفى معايير الجودة، لكن بشروط، مثل سنغافورة، بعد إعلان استقلالها فى عام 1965، وجدت نفسها غارقة فى مشكلات اجتماعية واقتصادية كثيرة مع انعدام الموارد، فى هذه الفترة العصيبة تولى مهمة النهوض بها رئيس الوزراء «لى كوان يو» الذى أدرك أن بلاده لن تزدهر إلا بتغيير شامل، وذكر فى حوار مع جريدة «نيويورك تايمز»: «نحن نعلم أننا لو سرنا على نهج الدول المجاورة سنموت، فنحن لا نملك شيئا بالمقارنة مع ما يمتلكونه من موارد، ولهذا ركزنا على إنتاج شىء مميز، وهو القضاء تماما على الفساد، والاعتماد على الكفاءة، واختيار أصحاب المناصب بناء على الاستحقاق ونجحنا».

(2)

القضاء على الفساد، ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب كان نقطة انطلاق سنغافورة، مع تنفيذ سياسة تحفيز المواطنين على تغيير سلوكياتهم، والإنسان كائن اجتماعى يتأثر بما حوله ويقلده، وإذا نجحت دولة فى نشر سلوكيات: الانتماء، أداب الحديث، النظافة... إلخ، فهى بذلك تفتح آفاق المستقبل بمبادرات البشر لا الحجر.

(3)

ما فعلته سنغافورة مبكرا أصبح الآن علماً يدرس، وهو نظرية التحفيز، التى وضعها «ريتشارد ثالر»، أستاذ الاقتصاد السلوكى، ونال عنها جائزة نوبل فى الاقتصاد العام الماضى، وتقوم على فكرة أن الناس يمكن توجيههم لاتخاذ قرارات أفضل من خلال سياسات بسيطة وغير ملحوظة، دون مصادرة حريتهم فى الاختيار، أكثر من 150 حكومة حول العالم اتخذت إجراءات وسياسات لتوجيه سلوكيات شعوبها فى وجهة معينة، وتشير الأبحاث إلى أن الناس يرحبون بهذه المحفزات مادامت تتفق مع قيمهم ومصالحهم، وترتبط أيضا نسبة تأييد هذه الأساليب بمستوى الثقة فى الحكومة.

مثلا نسبة تأييد هذه السياسات كانت عند أدنى مستوياتها فى المجر، لأن نسبة المجريين الذين يثقون فى الحكومة لا تزيد على 28%، وعلى العكس ترحب الغالبية العظمى من الصينيين بهذه السياسات لأن مستوى ثقتهم بحكومتهم مرتفع.

(4)

حكيم الصين كونفوشيوس رد على سؤال أحد تلاميذه عن الحكم قائلا: «لابد للحكومة أن تحقق أموراً ثلاثة: أن يكون لدى الناس كفايتهم من الطعام، وكفايتهم من العتاد الحربى، ومن الثقة بحكامهم». فرد تلميذه: «فإذا لم يكن بد من الاستغناء عن أحد هذه الشروط، فأيها يجب أن تتخلى عنه أولاً؟»، فأجاب المعلم: «العتاد الحربى». فسأله من جديد: «وإذا كان لابد من الاستغناء عن أحد الشرطين الباقيين فأيهما يجب أن تتخلى عنه؟».

فأجاب المعلم: «فلنتخل عن الطعام، ذلك أن الموت كان منذ الأزل قضاء محتوماً على البشر، أما إذا لم يكن للناس ثقة بحكامهم فلا بقاء للدولة».

(5)

نقطة الانطلاق فى مصر، هى التى عبر عنها «لى كوان يو»، واختتم بها كونفوشيوس نصيحته: محاربة الفساد وثقة الشعب بالحكومة، وهى لا تأتى إلا بالإخلاص والقدوة الحسنة، المصريون فاقدون الثقة فى حكوماتهم على مدى عقود طويلة، ويشعرون بأنها لا تعمل لخدمتهم ولكن لخدمة النظام السياسى الذى يأتى بها، ورجالها ليسوا بقدوة، فهم يطالبون الشعب بالصبر والتقشف وربط الأحزمة فى حين لا يقدمون على أى ترشيد فى الإنفاق الحكومى. كما أن العلاقة بين الشعب والداخلية تتسم بالخوف أكثر مما تتسم بالثقة والأمان.

(6)

الحكومة فشلت فى تحفيز الناس وتوجيههم تجاه سياسات معينة رغم امتلاكها كل وسائل التحفيز، وقصة زبيدة دليل جديد على ذلك، قصتها التى عُرضت فى الإعلام المصرى تختلف عما جاء فى تقرير «بى بى سى» إنجليزى، أيهما يصدق الشعب؟ أقول عن ثقة إن هناك انشقاقا كبيرا فى الشارع المصرى حول ذلك، وأكيد أن هناك فئات غير الإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم يجدون أن «بى بى سى» أكثر مصداقية، ورغم شكوكى الشخصية فى الموضوع، لكن ذلك لا يمنعنى من طرح سؤال: لماذا لا يثق قطاع كبير من المصريين فى الإعلام التابع للدولة؟ وهل يمكن لهذا الإعلام المتدنى من حيث المستوى المهنى والأخلاقى أحيانا أن يشكل وعى هذه الأمة ويكون حافزا للمواطنين على مبادرات العطاء التى يطلبها الرئيس من الشعب؟

حب مصر والانتماء إليها لا يكون بترديد «تحيا مصر» ثلاثا ولكن بتحفيز الشعب بالقدوة الحسنة واقتلاع جذور الفساد واستعادة الثقة المفقودة بين الشعب والحكومة. فلتكن هذه مهمة الرئيس وحكومته فى السنوات الأربع القادمة.. إن نجح فيها سيكون قد أصاب الهدف وعلى الله التوفيق.

 

 

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«زبيدة» سؤال حائر حول ثقة المواطن فى الحكومة «زبيدة» سؤال حائر حول ثقة المواطن فى الحكومة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon