توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«لماذا» و«كيف».. العلاقة بين الهدف والوسيلة

  مصر اليوم -

«لماذا» و«كيف» العلاقة بين الهدف والوسيلة

بقلم - مي عزام

تشغلنى الأسئلة أكثر من حرصى على الإجابات، خاصة التى تبدأ بـ«لماذا»، فهى من أدوات الاستفهام التى لا تفارق ذهنى وأعتبرها ضرورية للمعرفة والاستنارة، كثيرا ما تتغلب عليها «كيف» وتحتل مكان الصدارة فى تفكيرنا، لتشغلنا الأداة عن الهدف، وفى خضم الانشغال نكتشف أنه رغم مرور سنوات على بداية المسيرة مازلنا عالقين لم نصل إلى الهدف رغم الإنجاز العملى الذى قمنا به.

أهمية «لماذا» لا تقلل من أهمية «كيف»، فاستخدام وسيلة غير مناسبة يمكن أيضا أن يكون عائقا أمام تحقيق الهدف.

(٢)

«ويبلاش» أو«السوط»، فيلم أمريكى إنتاج ٢٠١٤، حائز على ٣ جوائز أوسكار، وهو من تأليف وإخراج أحد شباب المخرجين الأمريكيين الموهوبين وهو داميان شازيل، تدور معظم أحداثه فى قاعة التدريب بمدرسة «شافير» الموسيقية الشهيرة، ويرسم لنا العلاقة بين قائد فريق هذه المدرسة المخيف «فليتشر» الذى تجسد لنا الكاميرا إحساس السيطرة الكاملة التى يمارسها على أعضاء الفريق، حيث يبدو كإله لا ينازع سلطانه أحد، وكيف يبدو البطل أندرو (مايلز تيلور)، عازف الدرامز (١٩ سنة)، الموهوب والعاشق لموسيقى الجاز منذ طفولته، حائرا وتائها وهو يتعرض لدرجة هائلة من الضغط من جانب «فليتشر»، الذى لا يتورع عن إهانة الموسيقيين ووصفهم بأبشع الألفاظ وأكثرها خسة والتقليل من شأنهم أمام زملائهم بل وضربهم أحيانا صفعا على وجوههم أو بقذفهم بأدوات قد تؤذيهم.

(٣)

هدف «فليتشر» هو الضغط على العازفين الذى يرى فيهم نبوغا وموهبة حتى يصل بهم إلى مرحلة كسر النواة لتفجير أقصى درجات الإبداع لديهم، وفى سبيل ذلك يمارس أقصى درجات الاستفزاز غير الإنسانية كما نشاهدها فى الفيلم، الذى تعيشه بكل حواسك حتى تكاد تتماهى مع شخصياته، وتنتقد سلوك المايسترو «فليتشر»، وتصرخ: لماذا يفعل هذا؟ وكيف يسمح له العازفون بممارسة هذه السادية عليهم؟

(٤)

شاهدت فيلم «ويبلاش» على الأقل أربع مرات، ورغم ذلك لم تزهد مشاهده عينى، ولم تمل موسيقاه أذنى، العنوان ملائم تماما لموضوعه، فالسوط يُستخدم فى الترويض والتأديب ويستخدمه الساديون للمتعة، وهو فى نفس الوقت اسم المقطوعة الموسيقية التى يتدرب عليها فريق شافير الموسيقى تحت قيادة فليتشر، وهى من موسيقى الجاز، حيث لاعب الدرامز له أهمية كبيرة، وهو ما يجعل العبء الكبير يقع على عازف الدرامز أكثر من غيره.

التحفيز بهذه الصورة السادية التى ظهرت فى الفيلم، يؤدى لثلاثة احتمالات: الانتحار بسبب العجز عن الوصول للمستوى الذى يطلبه فليتشر وهو ما حدث مع عازف البوق «شون كاسى»، الذى وجدوه مشنوقا فى شقته، واتهمت أسرته «فليتشر» بأنه وراء ما تعرض له من ضغوط، والثانى الإحباط كما حدث مع «تانر» عازف الدرامز، الذى هجر الموسيقى ليدرس الطب بسبب سلوك فليتشر معه، وأخيرا الاحتمال الثالث والأخير أن تنجح هذه الضغوط الهائلة فى تفجير نواة الإبداع كما حدث مع «أندرو» فى النهاية، ليستخرج اللؤلؤ من قلب القوقعة كما يقال.

(٥)

فى كل مكان فى العالم هناك «فليتشر» يؤمن بأن لديه رسالة عليه أن يؤديها، يبحث عن الكمال ويرفض الاكتفاء بجملة «عمل جيد»، ومن أجل ذلك يضغط على من يديرهم، لما له من سلطة غير محدودة عليهم (بسبب ثقته فى قدراته، ولخوف الآخرين من معارضته وفقدان مكانتهم تحت إدارته). شخصية «فليتشر»، التى جسدها الممثل «جى كى سيمونز»، وحاز عنها بجدارة على «أوسكار أحسن ممثل مساعد»، أفضل مثال على أن الهدف مهم، لكن اختيار الوسيلة المناسبة إنسانيا لا يقل أهمية، لتحقيق النجاح بنسب أكبر.

(٦)

اسأل نفسك كل يوم عن هدفك فى الحياة. اجعل من «لماذا» سؤال البداية.. وحين تصل إلى إجابة، فكر فى وسيلة لا تُفقدك من حولك.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لماذا» و«كيف» العلاقة بين الهدف والوسيلة «لماذا» و«كيف» العلاقة بين الهدف والوسيلة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon