توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موعد سري مع محمود درويش

  مصر اليوم -

موعد سري مع محمود درويش

بقلم - مي عزام

(1)تمر اليوم 77 سنة على ميلاد الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، ماذا يمكن أن نكتب عن درويش في ذكرى ميلادٍ لم يعترف به، لأنه لم يكن يريد أن يعترف بموته؟، ماذا يمكن أن تضيف الكلمات لمتنبي العصر.. لديوان الوجدان العربي.. لشاعر المقاومة بالوردة والصرخة والبندقية؟، كيف نكتب عن الغائب وهو لا يزال بيننا يتنفّس شعرًا وألمًا وحلمًا؟، كيف ننتهي من سيرته في كلمات ونحن لا نزال نبحث في قصائده عن أسئلة لم يأتِ بعدُ أوان إجابتها: الحنين إلى خبز أمه، الإصرار على أن يكون ما يريد، مذاق قهوته الصباحية التي كان يحرص على أن يعدّها بنفسه، كيف كان يشعر حين يسجّل بالقلم الحبر الأزرق شعرًا أحمر بلون الدماء المتجددة التي تجاري الزمن تدفقا وقوة، كيف كان قلبه المريض يحتمل كل هذا الألم وكل هذا الحب؟

(2)

درويش لم يكن يحب أن يخوض في الحديث عن حياته الخاصة، فهو راهب في محراب القدس، فلسطين أمله وفلسطين ألمه.

قال عن نفسه يومًا: أنا من مواليد برج الحوت، وهو برج متقلّب.. عشت قصص حب كثيرة، لكننى لم أعِش قصة حب كبيرة، هكذا مولود برج الحوت: شغوف، عاطفى، الحب في حياته كماء البحر، فالحوت مائى لا يعيش من دون بحر، ومن دون حب ولو في الخيال، وهذا البرج العاشق لا يحب مرّة ولا مرّتين، بل مرات، وفى كل مرة يكون مخلصًا للحب لا للحبيب، لكن هل كان درويش بالفعل عاشقًا سيئ الحظ كما وصف نفسه يومًا؟ أم كان محظوظًا لكثرة ما عرف من الحب؟.. هل عرف الحب يومًا أم أنه كان يبحث عن حب مثل حب أمه «حورية» ولم يجد؟ لا أحد يختار الوقوع في الحب ولا أحد يختار فراق الحبيب، الحياة علّمت درويش أن قدره أن يمضى وحيدًا رغم كل هذا الحب الذي أحاط به منذ شبابه المبكر وحتى وفاته.

(3)

الحديث عن الحب في حياة درويش لا ينتهى.. فما أروع ما تركه لنا من قصائد حب بدأها مع «أجمل حب» وختمها مع «كمقهى صغير هو الحب»، وهى إحدى قصائد ديوانه «كزهر اللوز أو أبعد»، لقد صدق درويش كثيرًا حين قال إنه أحب كثيرًا، ولكنه كذب دون قصد حين قال إنه لم يكن في حياته حب كبير، الحب الكبير في حياة درويش كان حبّه لدرويش وإخلاصه لشعره، فاستمعوا إليه وهو يتحدّث عن مواعيده السرية:

«أوصدت البابَ ووضعتُ المفتاحَ في جيبى. أغلقتُ النوافذ وأسدلت الستائر. مسحتُ الغبار عن المرآة والمنضدة ونظارتى، وشذّبت زهور المزهرية، واخترتُ ليليات شوبان، ونزعت سلك الهاتف لئلّا تحرجنى صديقتى بسؤال عما أفعله الليلة. فكيف أقول لها إنى على موعد سرّى مع نفسى؟ هجستُ بأن الليل، كالعالم، لم يعد مكانًا آمنًا… وانتظرت بلا قلق موعدى. صببتُ نبيذًا أحمر في كأسين. وفكّرتُ بلا تركيز في ما سأقول لزائرتى- نفسى. وحدستُ بطريقتها الخاصة في تعريتى ونزع أقنعتى، وبسؤالها الساخر: منذ متى لم نلتقِ؟ سأقول لها: منذ امتلأتِ بى وامتلأتُ بك، ولجأتِ إلى صورتى عنك، ولجأتُ إلى صورتك عنى. ستسألنى: لماذا إذن لم تنسَ أن تنسانى؟ سأقول لها: لئلا تسرقنى المصادفات من الممكنات في طريقى إلى مجهولك. ستقول لى: لا أفهمك. سأقول: ولا أنا. لم يعد العالم مكانًا آمنًا، أحتاج إليك خلاصا... لماذا تأخرتِ عن الموعد؟ ستسألنى: أي موعد؟ سأقول لها: هذا الموعد- هل نسيتِ؟ لكننى لا أسمع جوابًا، وأتطلع إلى كأسها فلا أجدها. شربت كأسى وثملت وقلت: أنا وحدى في ثيابى. أعدتُ تشغيل الهاتف واتصلت بصديقتى متوسلًا: تعالى إلىَّ. فقالت: لا أستطيع الخروج من البيت، لأننى على موعد سرّىّ مع… نفسى!»

مقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موعد سري مع محمود درويش موعد سري مع محمود درويش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon