توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هكذا يكون الحب.. The shape of water

  مصر اليوم -

هكذا يكون الحب the shape of water

بقلم - مي عزام

عندما أفكّر في «إليزا»

الشيء الوحيد الذي يخطر على بالي قصيدة لعاشق

كتبها من مئات السنين: «غير قادر على إدراك شكلكِ لأنني أجدكِ دائمًا حولي، وجودكِ يملأ عيني بحبكِ وهذا يجعل قلبي مرهف لأنّكِ في كل مكان»

(2) فيلم شكل الماء «ذا شيب أوف ووتر»، يعد عملا فريدا رغم وجود أعمال ذات مستوى فنى رفيع تنافسه على الأوسكار مثل «دونكيرك» و«داركست أور»، و«ثلاث لوحات إعلانية خارج إبينج»، لكن ظل «ذا شيب أوف ووتر» الأكثر جمالا وإنسانية، السيناريو يرسم لك التفاصيل اليومية التي تعيشها بطلته إليزا (سالى هوكينز )، وكذلك جارها العجوز «جيلز» (ريتشارد جينكينز) وزميلتها في العمل وصديقتها «زيلدا» (أوليفيا سبنسر)، ثلاث شخصيات يعتبرها المجتمع الأمريكى في مطلع ستينيات القرن الماضى، حيث تدور أحداث الفيلم، شخصيات مهمشة وغير طبيعية، «إليزا» بكماء و«زيلدا» سمراء من أصول أفريقية، و«جيلز» عجوز له ميول جنسية مثلية ومطرود من عمله كرسام للوحات إعلانية، يفتقد الصحبة ولا يجدها إلا مع جارته البكماء التي ترعاه. نعرف من أحداث الفيلم العلاقة القديمة بين «إليزا» والماء، فلقد وجدت وهى رضيعة بجوار البحر وربيت في ملجأ، يظهر على الجانب الأيسر من عنقها خرابيش منذ طفولتها لا يعرف أحد مصدرها، «إليزا» شخصية منضبطة كالساعة، تفعل ما تفعله كل يوم بدقة، مستمتعة بحياتها البسيطة الرتيبة ولا أحد يعرف ما يدور بعقلها الحالم، تعمل عاملة نظافة في أحد المعامل التابعة لمؤسسة «ناسا» هي وصديقتها «زيلدا»، التي تعانى من العنصرية في الشارع والتعاسة في المنزل مع زوجها الذي يحملها كل أعباء الحياة وليس بينهم حوار من أي نوع، وهى تعوض ذلك مع «إليزا» فهى مستمعة جيدة بحكم إعاقتها وهو ما جعل صداقتهما قوية ومتينة للغاية، وحين يحين الوقت وتطلب منها تضحية ستفعلها دون تفكير رغم المخاطر. وهناك البروفيسور «روبرت هوفستلتر» (مايكل ستولبيرج) الذي يعمل في معمل الأبحاث وهو روسى واسمه ديمترى حضر لأمريكا لينقل علمها إلى بلاده، العلم والأبحاث والمبادئ تمثل له أولوية كبرى.

(3)  يحدث تغير كبير في المكان بظهور مسؤول الأمن الجديد الكولونيل «ريتشارد ستريكلاند» (مايكل شانون)، وهو شخصية شرسة سادية، حضر إلى المعمل ومعه عبوة تشبه الغواصة البحرية نقل فيها «كائن برمائى»، تم اصطياده من منطقة الأمازون، أهالى المنطقة كانوا يتعبدون إليه ويقدمون له القرابين، لكن حضوره لهذا المكان كان لتجهيزه للقيام برحلة إلى الفضاء على غرار الكلبة لاسى التي أطلقها الروس في الفضاء. كانت الحرب الباردة على أشدها بين أمريكا والاتحاد السوفيتى، «ستريكلاند» كعادته كان يعامل المخلوق البرمائى بعنف فما كان من الأخير إلا أن قضم أصبعين من يده اليسرى، مما جعله يريد الانتقام منه وقتله، وقدم تقريرا لقائده أنه لا يصلح لهذه المهمة وعليه أمر القائد بالتخلص منه وتشريح جثته وهو ما وجده البروفيسور روبرت تسرعا، لكن لم يستمع إليه أحد، كما طالبه رفاقه الروس بنفس الشىء حتى لا يستفيد الأمريكيون من تشريح الجثة.

(4) أثناء هذه الفترة بدأت علاقة ود بين «إليزا» والكائن البرمائى (دوج جونز)، الاثنان لا يتحدثان، لكن لغة الإشارة جمعت بينهما وكذلك الموسيقى، كانت تحضر له البيض المسلوق كل يوم، كان ينظر إليها بود وامتنان لم تشعربه تجاه أي كائن آخر، عكس «ستريكلاند» الذي كان يحاول التحرش بها جنسيا مستغلا عاهتها، كان من الطبيعى ان تدافع عن حياة هذا الصديق الجديد الودود، ووضعت خطة لتهريبه شاركت فيها «زيلدا» والبروفيسور و«جيلز» العجوز، كان الجميع خائفا من العواقب، فكيف واتتهم الشجاعة؟ إنه الإحساس بالواجب، وجدت إليزا أن إنقاذه واجب وكذلك البروفيسور أما «زيلدا» و«جيلز» كان هناك واجب الصداقة تجاه «إليزا».

(5) انتقل الكائن البرمائى إلى منزل «إليزا» التي حولت بانيو حمامها لحوض يعيش فيه، مع الوقت زادت الألفة بينهما، وتحول إلى حب عميق، استطاعا أن يلتقيا جسديا رغم الاختلاف بينهما، عرفت «إليزا» الحب الذي لم تذقه يوما وأدركت أنها ولدت لهذه المهمة: إنقاذ هذا الحبيب القادم من أعماق البحار. مقابل هذه الشخصيات الودودة البسيطة المهزومة اجتماعيا نجد شخصية ستريكلاند السادية وكذلك الجواسيس الروس الذين دبروا مقتل زميلهم ديمترى بدم بارد وكذلك قائد ستريكلاند الذي رفض أعذاره بعد اختفاء المخلوق البرمائى وهدده إن لم يسترجع المخلوق خلال 36 ساعة ستكون نهايته.

(6) استطاعت إليزا أن تنقذ حبيبها وتذهب به إلى ملتقى البحر مع المحيط ليعيش في بيئته الطبيعية، ولكن ستريكلاند طاردهما وتمكن من الوصول إليهما وأطلق الرصاص على المخلوق البرمائى وإيليزا، الأول استطاع أن يشفى نفسه بقدراته الخاصة، وهاجم «ستريكلاند» وقتله واستطاع إنقاذ «إليزا» حملها بين يديه وقفز بها إلى الماء، وفى عمق الماء منحها قبلة الحياة، وتحولت الخرابيش الموجودة منذ مولدها إلى خياشيم تتنفس بها تحت الماء، قصة مثل قصص ألف ليلة وليلة تستحق عنوان الأميرة البكماء وأمير البحار.

الفيلم موفق في عنوانه «شكل الماء» فالماء لا شكل له ولا هيئة ولكن أصل الحياة، تماما مثل الحب، لا شكل له، فهو حولنا يطفو في كل مكان، ينتظر القلوب المؤمنة بالوعد لتحطم كل المعوقات وتتخطى كل الحواجز.

(7)  «ذا شيب أوف ووتر»، أجمل أعمال المخرج المكسيكى جييرمو ديل تورو (54 سنة) الذي شارك في كتابته أيضا، رشح لـ13 جائزة أوسكار وحصل على أربع: أفضل فيلم وأفضل مخرج، وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل تصميم إنتاج، وهو فيلم ينتمى إلى التيمة المفضلة للمخرج :الفنتازيا، حيث يمتزج الواقع بالخيال وكأنك نعيش حدوته لكن في الواقع، كما فعل من قبل في فيلمه «متاهة بان» إنتاج 2006 ورشح لأوسكار أحسن فيلم أجنبى ونال 3 جوائز أوسكار أخرى كما رشح للسعفة الذهبية في مهرجان كان، وكذلك فيلم قمة القرمزية إنتاج 2015، والذى يختلط فيه الرعب بالخيال ويقدم فيه نوع آخر من الحب: الحب المدمر. وديل تورو متعدد المواهب، فهو صانع أفلام: مخرج ومنتج وكاتب سيناريو وروائى وتعلم المكياج والخدع السينمائية على يد أسطورة هوليوود «ديك سميث»، ولعل ذلك ما جعله يغزل لنا نسيجا فريدا يحمل بصمات روحه المبدعة وخياله المحلق على مدار ساعتين وثلاث دقائق. كل الممثلين أبدعوا في أدوارهم، موسيقى الفيلم التصويرية جعلتنى أشعر أنها معزوفة من السماء.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا يكون الحب the shape of water هكذا يكون الحب the shape of water



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon