توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وإذا المصالح تُطل كالحريق... وإذا الحلفاء كلٌ فى طريق

  مصر اليوم -

وإذا المصالح تُطل كالحريق وإذا الحلفاء كلٌ فى طريق

بقلم - مي عزام

(1)

التحالفات التقليدية تجف كأوراق الخريف، تتساقط في هدوء، لا نسمع لها حفيفا، مجرد خشخشة لا تزعج أحدا حين تسير عليها الأقدام الغليظة.

(2)

بعد الحرب العالمية الثانية، انصاعت أوروبا الغربية إلى الوصاية الأمريكية؛ ردًا للجميل، وأيضا لأن المعسكر الغربى كانت مصالحة واحدة، في مقابل المعسكر الشرقى. الآن اختلف الأمر حتى إن الرئيس ماكرون اقترح تأسيس جيش أوروبى موحد للدفاع عنها ضد من يهددها، وجعل أمريكا ضمن قائمة المهددين.

تركيا عضو الناتو، والتى سعت جاهدة لدخول الاتحاد الأوروبى تعاقدت على شراء نظام دفاع جوى صاروخى من روسيا المنافس التاريخى للناتو.

قطر عضو مجلس التعاون الخليجى تغرد خارج السرب، وتستخدم أذرعها الإعلامية للنيل من السعودية والإمارات وسياستهما.

ثورات الربيع العربى كشفت أقنعة عدد من الأنظمة العربية التي خلعت برقع الحياء، وأنكرت أحاديث الأخوة، والنتيجة حروب أهلية واستقطاب مجتمعى، بعد سنوات من الدمار اختلطت الأوراق، وتغيرت التحالفات في المنطقة، وتفرق الدم العربى بين القبائل.

القضية الفلسطينية لم تعد القضية المحورية عند العرب، وإسرائيل لم تعد العدو الاستراتيجى.. خوف بعض دول الخليج من النفوذ الإيرانى وحلفائها في المنطقة جعل إيران العدو الأول لهم، وقدموها على داعش.

(3)

صفقة القرن التي عرضها صهر ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط، جاريد كوشنر، مصطلح يتم تداوله من فترة، والمقصود به صفقة لتبادل أراضى تنهى القضية الفلسطينية، ينكره البعض، ويؤكده آخرون، الصفقة ستكون سببًا جديدًا للشقاق بين الدول العربية والتحالفات الإقليمية.

ما يحدث في ليبيا يهم مصر، خاصة بعد أن تحولت لساحة حرب وصراع بين قوى ليبية تساند كل منها دول كبرى وإقليمية وعربية، مصر ليس لها مطامع في ليبيا، لكنها تطمح في استقرار البلد الشقيق وعدم تعرض حدودنا الغربية لأى مخاطر، حلفاء الأمس قد تتعارض مصالحهم مع مصر في اللحظة الآنية، وهنا لن تجد مصر بديلا عن الخروج من تحالفات تمثل عبئا على كاهلها، وتختلف مساراتها مع الأمن القومى المصرى.

(4)

السمة الأساسية في النظام العالمى الحالى الذي أوشك على الانهيار والتحلل، انعدام الثقة بين حلفاء الأمس التقليديين، والبحث عن حلفاء جدد يتشاركون نفس المصالح ووجهات النظر. تركيا تحالفت مع روسيا وإيران في سوريا، وابتعدت خطوتين عن أمريكا؛ لأن الأخيرة استمرت في مساندة قوات حماية الشعب الكردى، أوروبا تعانى من تهرب ترامب من تعهدات أمريكا الدولية دون مراعاة لمصالح حلفائه الغربيين، مثل الخروج من الاتفاق النووى الإيرانى واتفاقية المناخ وفرض رسوم حماية على سلع أوروبية مصدرة لأمريكا، التي كانت مهندسة العولمة والأسواق المفتوحة، هي الآن التي تقوض هذا النظام على يد رئيسها ترامب الذي يتمتع بموهبة استفزاز حلفائه أكثر من أعدائه.

(5)

عدد من عقلاء الكتاب الأمريكيين نصحوا ترامب بألا يدعَ خطة كوشنر للسلام ترى النور (صفقة القرن)، لأن إطلاق اقتراح أمريكى من شأنه أن يفشل سيؤدى إلى إضفاء الشرعية على الضم الإسرائيلى للضفة الغربية، وسيمنح المملكة العربية السعودية نفوذا، لكنه سيعزز إيران، وسيزيد من العنف والإرهاب في المنطقة، طرح خطة سلام أمريكية جديدة في هذه اللحظة سيكون خطأ فادحًا من شأنه أن يزيد الأمور سوءًا، ونصحوه بالتركيز على استقرار الوضع في غزة.

(6)

صفقة القرن ليست خطة سلام عادل، يعيد بعضا من الحق الفلسطينى المغتصب، لكنها صفقة مشبوهة من التي اعتاد عليها ترامب في شبابه المبكر، وبالنسبة لمصر صفقة خاسرة استراتيجيًا وغير مقبولة.

المستقبل يحمل تغيرات بطيئة لكن ملموسة في التحالفات المصرية العربية والإقليمية ستعيد تشكيل سياسة مصر الخارجية، فمنطقتنا العربية لا تحتمل مزيدًا من العداءات والحروب، بل تحتاج إلى استقرار مبنى على العدالة والنزاهة والتنمية المستدامة ومحاربة الفساد.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وإذا المصالح تُطل كالحريق وإذا الحلفاء كلٌ فى طريق وإذا المصالح تُطل كالحريق وإذا الحلفاء كلٌ فى طريق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon