توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المطالبة بحذف آيات من القرآن..هل كان هتلر مسلما؟(1)

  مصر اليوم -

المطالبة بحذف آيات من القرآنهل كان هتلر مسلما1

بقلم : مي عزام

 منذ ثلاث سنوات وتحديدا فى أكتوبر 2015، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الصهيونى فى القدس، ليبرئ هتلر من نية إبادة الشعب اليهودى وارتكاب الهولوكوست، وفى المقابل اتهم مفتى القدس فى أوائل القرن العشرين الحاج أمين الحسينى، بأنه من أقنع هتلر بعدم طرد اليهود من أوروبا وحرقهم بدلاً من ذلك، خلال اجتماع له مع هتلر فى ألمانيا عام 1941.

وتتلخص مزاعم نتنياهو التى صرح بها فى أن المفتى قال لهتلر «إذا طرد اليهود من ألمانيا فإنهم سيأتون إلى هنا» ويقصد فلسطين، وعندها قال هتلر للحسينى «ماذا أفعل؟»، رد الأخير: «احرقهم».

بعد يوم واحد فقط من هذه التزييف التاريخى، علقت الحكومة الألمانية على الأمر قائلة: «إن مسؤولية ارتكاب الهولوكوست تقع على عاتق الألمان». حينذاك رد عرب وإسرائي��يون على حديث نتنياهو وأنكروه، ومنهم العضو العربى فى الكنيست أيمن عودة الذى قال: «إن نتنياهو يعيد صياغة التاريخ من أجل التحريض ضد الفلسطينيين». أما دينا بورات وهى مؤرخة ضحايا محرقة اليهود، فقالت: «على الرغم من مواقفه المتطرفة المعادية لليهود، فإن المفتى لم يكن من أعطى هتلر فكرة إبادة اليهود». وأضافت «هذه الفكرة كانت موجودة قبل لقائهما فى نوفمبر 1941، فى خطاب ألقاه أمام البرلمان الألمانى فى 30 يناير 1939، تحدث هتلر بالفعل عن إبادة للعرق اليهودى».

(2)
كان من الأفضل لنتنياهو أن يدعى أن مفتى القدس أقنع هتلر بالدخول فى الإسلام، وأن الأخير فعلها سرا، ليصبح الأمر متوافقا مع مايحدث الآن، من هجمة على الإسلام واتهام القرآن الكريم بأنه كتاب يحتوى على آيات تدعو إلى العنف والقتال ومعاداة السامية. منذ أيام نشرت جريدة «لوباريزيان» الفرنسية مقالا (أقرب إلى البيان) بعنوان «ضد معاداة السامية الجديدة»، وقعه 300 شخصية فرنسية من بينهم الرئيس الأسبق ساركوزى و3 رؤوساء وزراء سابقين وعدد من الكتاب والفنانين والسياسيين وشخصيات عامة ومنهم مسلمون وهذه المقالة تأتى بعد مظاهرة حاشدة سميت «المظاهرة البيضاء»، تمت فى نهاية الشهر الماضى، بعد أيام من مقتل السيدة ميرى نول (86 عاماً) وهى يهودية فرنسية ماتت على إثر طعنات سكين فى منزلها الباريسى وأحرقت شقتها، ووجدت جثتها متفحمة، جريمة بشعة المتهمون فيها مسلمون ويتردد أن الجريمة قد تكون على الهوية.

(3)

فى تاريخ فرنسا الحديث تعرض عدد من الفرنسيين اليهود للقتل (حوالى 10 أفراد)على يد أشخاص مسلمين، ورغم أن التحريات التى قامت بها الشرطة الفرنسية وأحكام القضاء أكدت أن معظم هذه الجرائم لاتدخل فى إطار معاداة السامية، إلا أن اللوبى اليهودى، جعل من هذه الجرائم قضية رأى عام بل قضية وطنية على الفرنسيين جميعا أن يدافعوا عنها ويدفعوا ثمنها.
تعرض المقال المنشور فى «لوباريزيان» لـ«التطرف الإسلامى»، وأدان ما تتعرض له الطائفة اليهودية فى باريس لمخاطر وصفها بأنه «تطهيرعرقى بلا ضجيج» ضد اليهود المقيمين فى باريس وضواحيها من جانب المسلمين، وجاء فى المقال هذه الفقرة: «نطلب أن تصبح مكافحة هذا الإخفاق الديمقراطى الذى تمثله معاداة السامية، قضية وطنية قبل فوات الأوان، وقبل ألا تعود فرنسا، فرنسا».

(4)

اللوبى اليهودى فى فرنسا، من أقوى جماعات الضغط اليهودية فى أوروبا كلها، ولقد نجح فى التغطية والتعمية على مايحدث فى غزة من قتل لمتظاهرين عزل، وجعل من حوادث قتل فردية يتعرض لها يهود، على يد المسلمين، (مضطربين عقليا وأصحاب سوابق) تهديد للطائفة اليهودية فى فرنسا ومعاداة للسامية، وهى التهمة التى أصبحت سيفا مصلتا على رقبة أى شخص يتجرأ على الذات اليهودية ويحاول أن يظهر زيفها وضلالها.
فى حين نجح اليهود فى حشد الآلاف فى مظاهرة بسبب ارتكاب مسلمين لجريمة قتل همجى ضد سيدة يهودية مسنة، لم ينجح العرب فى حشد مظاهرة تندد بقوات الاحتلال الإسرائيلى التى قتلت أكثر من 36 فلسطينيا أعزل كانوا ضمن متظاهرين فى مسيرات العودة فى غزة فى أقل من شهر واجد، خلاف مئات المصابين. ولقد تم تداول فيديو يصور جنودا إسرائيليين يتسابقون على اصطياد شاب فلسطينى أعزل ضمن المتظاهرين وكأنه كلب أجرب، لو كان هذا الفيديو يظهر إسرائيليا يهوديا يتعرض للقتل على يد عربى مسلم لكانت الآن المظاهرات تعم العالم، منددة بمعاداة السامية.. لكن لا عزاء لمعاداة الإنسانية.
إلى هذا الحد هانت دماؤنا على العالم، لأننا لانملك أدوات تأثير، رغم كل مايملكه العرب من مال فنحن قليلو الحيلة مقهورون، مما جعل الجميع يتجرأ علينا، وينتهكون حرمة بلادنا ويقتلون شعوبنا بلا عقاب ولارادع.

(5)

الموقعون الثلاثمائة على المقال المشار إليه، لم يكتفوا بالتنديد بالتطرف الإسلامى، بل طالبوا بتجميد وحذف آيات من القرآن الكريم، بدعوى أنها «تحرض على قتل غير المسلمين: يهودا ومسيحيين وملحدين» وتدعو لمعاداة السامية، وهو ليس الطلب الأول، فهذه المطالبة زادت حدتها فى الفترة الأخيرة وأصبحت تتردد على نطاق واسع وعلنى، وهناك مطالبات من دول بعينها بحذف كل الآيات التى تدعو للجهاد والقتال من القرآن، ومن المناهج التى تدرس فى المدارس والمعاهد الدينية، وفى اعتقادهم أن ذلك سيمنع الفكر المتطرف وكذلك تكوين الجماعات الإرهابية كداعش.
من يدعون أن آيات القرآن التى تدعو لمحاربة الكفار والمعتدين هى سبب العنف فى العالم ومعاداة السامية، عليهم أن يعودوا لأمثلة فى التاريخ، كيف عامل العرب المسلمون اليهود فى الأندلس؟!.. ومن قتل اليهود فى ألمانيا وأحرقهم فى الأفران؟!.. ومن سخر من جشع شيلوك اليهودى فى«تاجر البندقية»؟!

أننى لا أدافع عن إسلامى ولا قرآنى، ولكننى أدافع عن المنطق السليم والحقائق فى مواجهة الزيف والتضليل.. وللحديث بقية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المطالبة بحذف آيات من القرآنهل كان هتلر مسلما1 المطالبة بحذف آيات من القرآنهل كان هتلر مسلما1



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon