توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وطن فوق صفيح ساخن

  مصر اليوم -

وطن فوق صفيح ساخن

وطن فوق صفيح ساخن
بقلم - مي عزام

(1) لماذا نشعر جميعا بالتوجس والقلق وكأن على رؤوسنا الطير؟

لماذا لدينا إحساس مبهم بأن الأيام القادمة حبلى بأحداث ستعصف بنا جميعا وتتركنا فى مهب الريح؟

لماذا نشعر أن فرصتنا فى تأسيس «مصر الجديدة»، التى حلمنا بها بعد ثورة يناير ضاعت، ولم يبق لنا إلا موائد الكراهية وطعم الصدى فى الأفواه؟

ألف «لماذا» أبدأ بها صباحى كل يوم، وسؤال يتأرجح على الجدار كالبندول لا يسمح لى بالنوم الهانئ والعميق يصرخ فى رأسى: ماذا بعد؟

لم يعد لدىّ إجابة، وكأن القادم أسوأ من مخاوفى وأكبر من خيالى.

(2) فى مثل هذه الأيام من العام الماضى كتبت مقالا أعربت فيه عن مخاوفى بعدما تلقيت رسائل تهديد على إيميلى الخاص، بسبب ما أكتب من انتقادات، وكان عنوانه «سيادة الرئيس: أنا من الخائفين»

بعدها أشهد أننى لم أتعرض لأذى أو تهديد، لكن المناخ العام ازداد ثقلا وقتامة، وقوة النظام ازدادت غشامة مع المعارضين والمناوئين للرئيس، الجميع لديه إحساس غامض أنه مراقب وأن تحركاته محسوبة عليه، وأنهم يعدون عليه أنفاسه، وكأننا نعيش أجواء رواية 1984 لجورج أورويل، نردد فى صمت بليغ «الأخ الكبير يراقبك».

لماذا كل هذه المخاوف والقلق، والتى لم تعد مقصورة على العامة، بل ظهرت على السيسى فى أكثر من موقف، خاصة فى افتتاح حقل ظهر، كان متوترا، وغاضبا؟ لماذا أصبحنا جميعا كمن يسير فوق صفيح ساخن؟

(3) مصر تمر بمرحلة مربكة ومرتبكة لم أعش مثلها خلال عمرى كله، ما يتهددها ليس مؤامرات خارجية تحاك لها كما اعتاد الإعلام الموجه أن يردد، لكن التهديد الحقيقى هو التحديات الداخلية، فهناك شعور عام بعدم الرضا، مضاف إليه الخوف والإحباط واليأس. الأمن الذى تحقق فى الشارع لا يكفى، فهناك شعور آخر أهم وهو الإحساس بالأمان، يصل للناس حين يشعرون أنهم فى مأمن من أى غدر أو بطش أو أحداث غير متوقعة، هذا الأمان نعمة كبيرة ذكرها الله تعالى فى كتابه الكريم حين قال: «الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ»، الأمان فى نفوس المصريين تعرض لهزات عنيفة جراء العديد من التصرفات، منها: الاعتقالات الموسعة، والاختفاء القسرى، وحظر التظاهر السلمى، والتضييق على حرية التعبير واستقلال الإعلام وحجب المواقع ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعى، وتحرير سعر الصرف، الذى جعل قيمة ما بيد المصريين من جنيهات تنخفض إلى النصف تقريبا بين ليلة وضحاها، هذا القرار ضرب إحساسهم بالأمان الاقتصادى، وهذا سارٍ حتى الآن، خاصة مع تصريحات الرئيس المتكررة عن الأيام الصعبة التى تنتظرنا، فلا أحد يعرف ماذا يأتى به الغد من قرارات مؤثرة على اقتصاديات حياتنا، وكيف يمكن للطبقة الوسطى أن تحقق لنفسها الستر والاكتفاء الذى كانت تعيش فى كنفه لسنوات بدرجات متفاوتة، ومؤخرا ما تعرض له مرشحو الرئاسة المحتملون من ضغوط وتحريض واعتداء، وبعضهم من رجالات الدولة، لن أنسى صوت صديقتى وهى تحادثنى بعد الاعتداء على المستشار هشام جنينة، كانت مذعورة وهى تقول: عملوا كده مع جنينة، هيعملوا معانا إيه؟ طمأنتها وقلت: لا شىء، لسنا أرقاما فى معادلة الحكم، نحن مجرد متابعين لخناقة على السلطة، لم أكن أريد أن أزيد من رعبها، لكننى كنت مثلها خائفة، الخوف معدٍ مثل الضحك، وما يحدث من تجاوزات من النظام يجعلنا جميعا نتشكك من أى موقف حتى لو كان عاديا، منذ أيام اتصل بى شخص قدم نفسه على أنه مواطن خليجى متابع لمقالاتى ومعجب بأفكارى، لأول مرة أشعر بالريبة، وكنت حذرة فى حديثى معه وتبادر سريعا إلى ذهنى أنه ربما يكون شخصا من جهة أمنية يسجل حديثى وقد يدبر لى أمرا لا أتوقعه.. إلى هذا الحد وصلت المخاوف!.

(4) فى مقال مهم لأحمد بهاء الدين عن الشرعية فى العالم العربى كتب: «السلطة فى كل زمان ومكان تحتاج إلى القوة لضبط حياة المجتمع ولكنها لا تكون شرعية إذا كانت تعتمد على (القوة) فقط، إنما تكون شرعية إذا كان لها (قوة النفوذ) عند الناس، لا (نفوذ القوة)، فمن غير هذه الرابطة لا تكون هناك شرعية. لأن الشرعية فى النهاية هى الانسجام بين الحاكم والمحكوم، وبغير هذا الانسجام الداخلى لن ترقى لنا حياة فى داخل بلادنا، ولن يقوى لنا عود فى خارج بلادنا».

كيف يمكن أن نصف الحال بين الشعب والنظام الحاكم الآن؟

وهل يمكن أن يستمر الحال على ما هو عليه؟

سؤال ينتظر العقلاء للإجابة عنه.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وطن فوق صفيح ساخن وطن فوق صفيح ساخن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon