توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى عفرين سقط صغار اللاعبين

  مصر اليوم -

فى عفرين سقط صغار اللاعبين

بقلم - نصر محمد عارف

 عندما وصلت الأزمة السورية إلى نقطة الانفراج، وبدأت جميع الاطراف تتحدث عن طرق الحل التى تحقق وحدة سورية الارض والشعب، وتحفظ مؤسسات الدولة وجيشها، وتفتح الأفق أمام تغيير ديموقراطى يحقق استقرار سورية، ويفتح أمام شعبها افاقاً تساعده على رحلة إعادة إعمار ما هدمته الحرب من مدن وقرى، وإعادة ترميم شبكة العلاقات الاجتماعية التى نسفتها سبع سنوات من الاقتتال بين كل مكونات الشعب، وإعادة الامل فى غد افضل لكل إنسان سورى …فقد يتحقق بالحوار والتفاهم، وبالسلام والتسامح بعدما فشلت فى تحقيقه الجماعات المسلحة الممولة والموجهة من القوى الإقليمية والدولية؛ التى لم يكن فى أبعد أهدافها مصلحة سورية، أو مستقبل الشعب السوري.

عندما وصلت سورية إلى هذه المرحلة من الهدوء والسلم ظهر أردوغان أعظم من ارتكب جرائم حرب فى سورية من خلال إدخال كل شذاذ الأفاق من جميع أنحاء العالم لممارسة القتل الممنهج فى الشعب السوري، وأعطى الذريعة لمجرمى الحرس الثورى الفارسي، وحزب الله الفارسى للانتقام، وارتكاب جرائم حرب فى الجهة المقابلة، ارتفع صوت أردوغان مهددا بإشعال حرب أخرى فى شمال سورية؛ فى عفرين ضد الأكراد، وما هى إلا أيام حتى دخلت القوات التركية ومعها الأتباع مسلوبى الإرادة من عملاء تركيا فى سورية الذين يسمونهم بالجيش الحر المستعبد من قبل تركيا.

قام أردوغان وجيشه، وعملاؤه من الجيش الحر، الذين يذكروننا بجيش أنطوان لحد الذى كان يسمى بجيش لبنان الجنوبى ذراع إسرائيل فى لبنان بعد غزو] 1982، قاموا بتدمير ما لم يتم تدميره فى الشمال السوري، وبدأت مرحلة جديدة من خلط الأوراق، وتشتيت الجهود، وإعطاء فرصة لداعش لكى تلملم صفوفها؛ بعد أن ينشغل الأكراد بجيش أردوغان، وكأن أردوغان جاء لإنقاذ داعش، وتمكينها من التقاط الأنفاس لتحقيق مزيد من الإرباك فى المشهد السوري، ولكن أردوغان كعادته فى الاندفاع والحماقة بصورة تليق بزعيم مليشيا، أو ناشط سياسي، أو ثورى يسارى من ثوار أمريكا اللاتينية فى الستينيات، اندفاع أردوغان بهجومه على عفرين وضع نهاية للمشهد السورى لصالح اللاعبين الكبار، وساعد على خروج جميع اللاعبين الصغار بما فيهم أردوغان وحكومته. وذلك على النحو الآتي:

أولا: فى عفرين تم الاتفاق على إنهاء جميع الجماعات السورية المسلحة، فقد وافقت تركيا على اطلاق يد روسيا وسورية فى إدلب لإنهاء الوجود العسكرى لكل الفصائل التى تم حشرها فى إدلب من جميع أنحاء سورية، حيث كانت إدلب هى وجهة المسلحين فى كل اتفاقية من حى الوعر فى حمص، إلى الغوطة الغربية، وبيت جن وغيرها، والآن تقوم القوات المسلحة السورية بدعم روسى بالتقدم فى إدلب للقضاء على آخر وجود للمسلحين فيها.

ثانياً: فى عفرين ينتهى الحلم الكردى بتكوين فيدرالية كردية فى شمال سورية، وتنتهى فكرة سورية الاتحادية التى تم طرحها من قبل الأكراد لتكرار النموذج العراقي، وذلك لأن تركيا لن تقبل ذلك، وروسيا والحكومة السورية يتمنون أن يخلصهم جيش أردوغان من الصداع الكردى ممثلا فى قوات سورية الديموقراطية (قسد) التى تسامحت معها كل من روسيا وسورية لاستخدامها فى التخلص من داعش فى شرق سورية، فتخلصت قسد من داعش، والآن يجهز أردوغان على قسد، وينتهى الحلم الكردى فى تكوين فيدرالية تتواصل مع كردستان العراق وتوصلها بالبحر المتوسط.

ثالثاً: فى عفرين يتم دفن آخر أحلام أردوغان، وهو حلم إعادة النظر فى اتفاقية لوزان 1923 التى وضعت حدود تركيا الحالية، ويطالب أردوغان منذ فترة بإعادة النظر فيها لضم اراضى من اليونان ومن العراق وسورية؛ أهمها محور الموصل حلب، وقبل ذلك كان يحلم بوضع نظام تابع له فى سورية من أجل الاستيلاء عليها، وضمها لحلم العثمانية الجديدة التى تبدأ فى العالم العربى فى سورية، وتنتهى عند اليمن وعلى حدود المغرب.

فى عفرين تقزمت أحلام أردوغان وأهدافه، وتراجعت من الهجوم والحلم الإمبراطوري، إلى الدفاع وتأمين الحدود الجنوبية من وجود بؤر لحزب العمال الكردستانى الذى أرهق الدولة التركية واستنزفها لعقود، هدف أردوغان الآن التخلص من الأكراد فى شمال سورية حتى لو اضطر للتعامل مع بشار الأسد فى سبيل تحقيق ذلك.

رابعاً: باشتعال عفرين ومطالبة الأتراك للقوات الأمريكية الانسحاب من منبج، سيتم تسريع عجلة الترتيبات النهائية للوضع فى سورية، وأول هذه الترتيبات خروج العصابات الطائفية القادمة مع الحرس الثورى الفارسي، ومع حزب الله الفارسي، وتقزيم دور إيران من أجل إنهائه تماماً، فلن يرضى الروس أو الأمريكان بوجود إيرانى حقيقى فى سورية بعد الحرب، ولن ترضى روسيا بالتحديد؛ التى استثمرت المليارات، والسمعة الدولية، وعلاقاتها مع الغرب من أجل الحفاظ على سورية فى يدها، لن ترضى بالعبث الفارسى المتخلف فى سورية، لن تقبل روسيا بوجود أجندة طائفية فى دولة هى فسيفساء الأديان على ظهر الأرض، ستخرج إيران من سورية فى وجود الأسد وقبل زواله، ومعها كل العصابات الطائفية؛ مثلما خرجت العصابات الطائفية الأخرى ممثلة فى داعش والنصرة وغيرهما، فكلهم طائفيون متخلفون، قادمون من مجاهل التاريخ.

خامساً: انتهى دور كل من استثمر فى جبهة النصرة أو فتح الشام أو الجيش الحر، كل العرب الذين استثمروا فى هذه الجماعات، وجدوا أهم جماعة فيهم، وهى الجيش الحر الذى تستخدمه تركيا ليلعب معها دور جيش أنطوان لحد مع إسرائيل، ومن ثم تحول الجيش الحر الى جماعة مرتزقة تقتل الأكراد لصالح تركيا.

سادساً: بقى فى سورية الأمريكان والروس، هكذا نحن منذ قرن؛ فى الثورة العربية الكبرى 1916 حاربنا الدولة لعثمانية لنقع فريسة بين فرنسا وبريطانيا، واليوم حارب العرب والعثمانيون نظام بشار الأسد لتقع سورية فى أحضان روسيا وأمريكا…. التاريخ لا يعيد نفسه…نحن بمنتهى البلاهة نعيد تمثيله.

نقلا عن الاهرام القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى عفرين سقط صغار اللاعبين فى عفرين سقط صغار اللاعبين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon