توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آسفين يا مصر

  مصر اليوم -

آسفين يا مصر

بقلم : يوسف القعيد

العنوان فى الأصل لكتاب: آسفين يا مصر، لمارلين سلوم، نشرته قبل أربع سنوات دار ميريت. وجدته عند باعة الكتب القديمة فى مدينة نصر. وحزنت لأننى لم أجد كتباً أخرى لنفس المؤلفة. ولأن محمد هاشم توقف عن النشر لأسباب كثيرة ومتداخلة.

وخسرنا ناشراً مهماً. والحكاية التى أكتب عنها لا فضل لى فى الاهتداء إليها. الأستاذة سلوى عبد الرحمن، محررة حقوق الإنسان بمجلة المصور وبوابة دار الهلال. لفتت نظرى لها. وأرسلت لى بوسائل التواصل الاجتماعى بياناتها. مأخوذة من جريدة البوابة عبر تحقيق صحفى كتبه: تامر أفندى وأحمد طلعت رسلان.

والشاب بطل الحكاية اسمه محمود المالكى، من الإسماعيلية، أحب الاختراع والابتكار منذ صغره، فى الخامسة عشرة من عمره أجرى بحثاً عن «تعطيل صاروخ بواسطة شعاع»، وبه حصل على المركز الأول فى محافظته والرابع على الجمهورية فى مسابقة أقيمت للموهبين والمخترعين الصغار. شارك بعدها فى مسابقة للاختراعات أقيمت فى روسيا. وحصد المركز الأول عن اختراعه لجهاز تكييف متنقل يحمله الشخص على شكل شمسية. ولكنه طائر يتم التحكم فيه. فازت اختراعات أخرى له بالعديد من الجوائز. فى معارض أقيمت فى تايلاند علاوة على روسيا. أى أن العالم اعترف به. ولكن مصر تنكرت له. رغم أن له 5 اختراعات حظيت باعتراف علمى وعالمى لا شك فيه.

أرسل رسالة لوزير التعليم العالى، الدكتور خالد عبد الغفار. والوزير قام بعمل بلوك له على الواتساب. وقد دهشت من تصرف وزير التعليم العالى. فعندما يتشجع شاب ويراسله ويتواصل معه. فإن أول مشاعر تنتابه هى الفرح والسعادة ويتواصل معه. باعتبار أن كل طالب علم بمنزلة ابن له. لم ييأس الشاب لأن الإيمان بالأمل قدرة فريدة. وتمت مخاطبة رئيس أكاديمة البحث العلمى الدكتور محمود صقر.

وحدد له مقابلة مع نائبه. وقابله النائب وكان اسمه الدكتور عمرو، الذى حوله إلى موظفة سألته على طريقة أبطال الروتين فى الدراما المصرية: طلباتك إيه؟. قال لها: عندى اختراع ولا أستطيع السفر إلى معرض CAN بكندا بسبب ارتفاع تكاليف السفر. وكل ما أحتاجه توفير التأشيرة وتكاليف السفر. سمع الرد: ماعندناش فلوس ليك. وهكذا لم يجد الشاب أمامه سوى اللجوء للرئيس عبد الفتاح السيسى. وربما وجدنا له العذر. فالرئيس اهتم بالشباب بصورة لا تحتاج لكتابة. ويكفى أنه يجلس فى مؤتمرات الشباب ستة مؤتمرات حتى الآن وعن يمينه شاب، وعن يساره شاب آخر. بعيداً عن قواعد البروتوكول ولا حتى العرف العام.

أكتب هذا الكلام مع أننى ضد أن كل من له مشكلة لا يجد أمامه إلا الرئيس السيسى، فالرئيس مسئول عن أكثر من مائة مليون مصرى داخل مصر وفى كل مكان من العالم. وربما كانت مشاكلهم بالملايين.

ويجب على أجهزة الدولة المصرية وعلى المسئولين فيها. كل حسب موقعه. أن يقوم بدوره. بإخلاص وضمير وتفانٍ وإحساس وإدراك وطنى. تعلق سلوى عبد الرحمن على المشكلة: الرئيس السيسى ليس من المفروض أن يقوم بعمل كل شىء. لا بد أن تكون لدينا خطة جماعية للتطوير ونقف كلنا يداً واحدة.

وإن كنا نبحث عن قدوة لنا فى عالم اليوم. سنجد أمامنا التجربة الصينية عندهم إرادة داخلية مع قوانين رادعة. مبادرات فردية ومجتمع يُمكِّن الأفراد من تحقيق ذواتهم وما يحلمون به من خلال الإمكانات التى يقدمها لهم. إنهم هناك لا يعملون بالهوى والمزاج. ولكن انطلاقاً من مشروع وطنى محدد.

أكمل ما أنا بصدده. فأكاديمية البحث العلمى أنشئت فى أواخر ستينيات القرن الماضى. كانت واحدة من أحلام جمال عبد الناصر حتى يجعل العلم أساساً ثابتاً ومهماً لنهضتنا التى كان يحلم بها لمصر. وكانت فيها إدارة كبرى لبراءات الاختراع. وكانت واحدة من معالم مصر. وفى مرحلة ربما أصبحت وزارة مستقلة. ثم ألحقت بوزارة التعليم العالى.

ووصل الحال بها إلى ما نحن فيه الآن.عندما فكرت فى الكتابة حول الموضوع. وجدت بالصدفة وحدها فى جريدة الأخبار عدد الجمعة الماضى حديثا مع الدكتور محمود صقر، رئيس الأكاديمية على صفحة كاملة. أجراه حازم بدر. وعناوينه تتناقض تماماً مع أرض الواقع. لأن مصر علمتنا أن الكلام أسهل من السهولة. والفعل أصعب من الصعوبة. إن لم يكن فى درجة الاستحالة. وتلك مجرد نظرة على العناوين:

مولنا التحالفات البحثية بـ 130 مليون جنيه.

تطبيق الثواب والعقاب يبدأ بالرءوس الكبيرة.

تمويل البحث العلمى فى تطور. واقتربنا من نسبة 1% من الدخل القومى.

غياب ثقافة الحماية يضعنا فى مرتبة متأخرة على مقياس الاختراعات.

وعندما يتكلم فى حديثه عن بنك الابتكار الوطنى الذى تم إطلاقه فى مؤتمر الشباب السادس يقول:

- أن هذا البنك حجة على من يدعى أن أبحاثه حبيسة الأدراج. فأى فكرة أو بحث مبتكر يمكن تسجيلهما فى البنك. ليراهما المستثمرون والجهات المانحة المهتمة بموضوعات البحث والابتكار. وتوفر الأكاديمية من جانبها خدمة التواصل بين الطرفين.

لا أطلب من وزير التعليم العالى، ولا من رئيس أكاديمية البحث العلمى أن يقابلا أى شاب لديه اختراع. مع أن الاهتمام بالشاب النابغ أضخم تشجيع يمكن أن يجده فى بداية حياته. ولكن الأهم وجود آلية مؤسسية للعمل. وقاعدة علمية للتعامل مع صاحب الاختراع مهما يكن سنه. ومع افتراض وجود خيال فى الاختراع. فالإنسانية تقدمت من عصور الغابة إلى ما نحن فيه على أجنحة الخيال. الذى لولاه لكنا نعيش الآن عند الخطوة الأولى فى التاريخ الإنسانى.

ربما كان العلم بمعناه المجرد كلمة السر التى تحدد المسافة بين ما نطلق عليه: العالم الأول، والثانى، والثالث، الذى اخترنا أن نكون جزءاً منه وسعدنا بالاختيار. وتصورناه قدراً من أقدارنا. ولا نحاول التقدم خطوة للأمام. كان العلم مساحة الحلم الذى أخذ الإنسان من الكهوف والغابات إلى ما بعد الفضاء. وأوصلته إلى القمر.

نظرة يا مصر لاختراع شاب. الشباب مرحلة الحلم والرغبة فى تغيير العالم للأحسن بالعلم. الحلم والعلم؟ كلمتا السر لإخراجنا مما نحن فيه.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آسفين يا مصر آسفين يا مصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon