توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عائلات من الدموع

  مصر اليوم -

عائلات من الدموع

بقلم : يوسف القعيد

عندما قرأت عبارة أن مصر الأولي عالمياً، سعدت، قبل الوصول لختام الجملة. فحب الأوطان فرض. عندما يكون الوطن مصر. أقول عنها: لا مصر إلا مصر. لكن باقي الجملة يدفع لقلب الإنسان حالة من الحزن علي حاضر المصريين، والأهم علي مستقبلهم.

صدمتني عبارة أن مصر الأولي في العالم في ارتفاع الطلاق. لا تسبقها دولة أخري. لا غربية ولا شرقية. لا متقدمة ولا متخلفة. لا إفريقية ولا أسيوية. ولا تنتمي لأمريكا اللاتينية. وأننا حققنا السبق العظيم لأنه تحدث عندنا حالة طلاق كل 4 دقائق. معدل مهول، ولو ترجمت الدقائق لساعات، والساعات لأيام، ستتضاعف الأرقام بصورة مفزعة.

ولو تركنا الأمر علي ما هو عليه، سنصل إلي حالة من القبول المجتمي بفكرة الطلاق. باعتباره حلاً للمشاكل، علماً بأن الوصول إليه مشكلة المشاكل. وما يترتب علي حدوثه بالنسبة للأجيال الطالعة، أقصد الأطفال. أمور بالغة الخطورة.

السؤال الذي لابد أن نسأله لأنفسنا: ما الذي أوصلنا إلي المربع الأخير؟ أو الذي أتمني أن يكون الأخير؟ وألا تعقبه أرقام أخري أكثر فزعاً، علماً بأن هذه الأرقام الراهنة التي وصلنا إليها مخيفة. أعرف أن ما يرعبنا كثير. وأنا لا أحب أن أمارس تجارة الفزع والتخويف والرعب. لكن مسألة الطلاق تعني مستقبل العائلة المصرية النواة الأولي للمجتمع المصري عبر أزمنته وعصوره.

أسمع أحياناً عن حلول تقدم. تبدأ من المسجد والكنيسة. وتصل إلي الشئون الاجتماعية. والحلول التي أسمع عنها شكلها براق، وربما كان جميلاً. لكن الفيصل تنفيذها في الواقع. أكرر التنفيذ الفيصل بين حل وآخر، بين حل خيالي قريب من دنيا الأحلام، وآخر ممكن التحقيق.

أسمع عن حالات طلاق كثيرة بسبب المحنة الاقتصادية الراهنة. وأطالع في صحفنا أخباراً عن العنف الأسري، والجريمة العائلية. يكون الفاعل الرجل والضحية المرأة، وربما حدث العكس. ونحن نتجاهل الأطفال الذين يشاهدون العنف وهم في أول حياتهم. فيزرع في وجدانهم فكرة العمل العنيف باعتباره حلاً لمشاكل مستحيلة الحل.

قبل أن نصل للمربع المخيف، القبول المجتمعي بفكرة الطلاق، والتعامل معها كحالة مثل الزواج، والخضوع لها، والتكيف والتأقلم معها. لابد من مواجهة الأمر. ابتداء من الحضانة، ثم المدرسة بأشكالها المختفلة، والجامعة، وأيضاً المجتمع. ويجب ألا ننسي أن تنامي الطلاق ربما يعود لمشكلة المشاكل. ألا وهي: الهم الاقتصادي الذي يعاني منه كل بيت في مصر الآن.

الأخطر من كل ما مضي هو عزوف كثير من الشباب من الجنسين عن فكرة الزواج أساساً. وعدم الإقدام عليها. وعدم النظر إليها علي أنها الطريق - ربما الوحيد - للاستقرار. وأن تكوين أسرة هو استمرار للإنسان نفسه ولمجتمعه ولوطنه ولأمته. وحتي لو تزوجت الأجيال الطالعة مضطرة، فإنها قد تفعل هذا باعتباره الحل الذي لا حل سواه. هل هناك يأس إجتماعي أكثر من هذا؟!.

هل تريد الحق؟ أم ابن عمه؟ بقدر فزعي من هروب الشباب من الزواج، أفزع أكثر من محاولاتهم الهروب من الوطن. والجري لأي مكان آخر في الدنيا الواسعة مهما كانت التضحيات.

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عائلات من الدموع عائلات من الدموع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon