توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبد الوهاب الأسواني.. إلي الملتقي

  مصر اليوم -

عبد الوهاب الأسواني إلي الملتقي

بقلم : يوسف القعيد

أكتب ما سأكتبه. وأنا غارق في إحساس بالخجل من ممارستي لعادتنا القاتلة. ألا وهي الاهتمام بمن يرحل من عالمنا. واللهاث وراء ذكراه. والكتابة عنه. وإظهار ما قدمه من مشروع في الكتابة. مع أن هذا لو تم وهو بيننا ومعنا علي قيد الحياة. لكان ذلك أفضل. بل ربما طالت حياته أكثر. مع أن الأعمار بيد الله وحده.
احترت في تفسير الظاهرة. وكتبت من قبل. وأكرر الآن: هل نمارس هذا لأننا أحفاد من بنوا الأهرامات؟ وأهم منجزاتهم كانت أعمالا فنية خالدة تتحدي النسيان؟ وتقول لنا بعد سنوات: كانت هنا حياة. وكان فيها أبطال يستحقون أن يخلدوا. ربما. لكنها عادة لابد من مقاومتها.
رحل عبد الوهاب الأسواني في صمت وهدوء صباح الخميس الثالث من يناير. لم أعرف إلا بعد أن تم دفنه. وأقيم له عزاء في الزيتون. والأسبوع الماضي هاتفني خالد حنفي، رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون ليقول لي إن هناك تأبينا لعبد الوهاب الأسواني في نقابة الصحفيين. حدثني قبل التأبين بساعات. ولم يكن من الممكن إعادة ترتيب اليوم من أول وجديد لكي أكون هناك. مع حرصي الشديد علي ذلك.
في الأسابيع القادمة ستقيم لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة أمسية لعبد الوهاب الأسواني. اقترحها الدكتور حسين حمودة، علي اللجنة. وأتمني لو كانت محاولة ليس للتأبين، ولكن لإلقاء نظرة علي عالمه ومشروعه الروائي والتوقف أمام منجزه. وأن نحدث الأجيال الطالعة عن كاتب فريد ربما غير قابل للتكرار. رغم أنه اختار أن يكتب فقط ويعتبر أن الكتابة قضية عمره الأولي، لا يسبقها غير القراءة. وعملية التثقيف الدءوب والصامتة التي مارسها بينه وبين نفسه.
لم أصدق أن عبد الوهاب الأسواني لاقي وجه ربه وهو في الخامسة والثمانين. ربما لأنه في سنواته الأخيرة كان قد انقطع عنا وانقطعنا عنه بسبب مرضه أو إهمالنا لمن لا نجدهم في وجوهنا دون سعي منا للقياهم.
سلمي الأسوانية كانت روايته الأولي. التي حملت كل ملامح عالمه. وقدمته لنا كقاص هادئ يكتب بإخلاص ما يشعر به وبصدق ودقة. لا يكتب إلا عما يعرفه جيداً. أخذ خطوة للوراء منذ بدايته الأولي. ووقف يطل علي الدنيا من المكان الذي يقف فيه. ينصت أكثر مما يتكلم. وحتي عندما يقرأ أو يكتب. وكان غزير القراءة ولديَّ يقين أنه كان غزير الكتابة أيضاً. رغم أن ما نشره أقل من القليل. كان ينصرف للعمل قراءة كانت أم كتابة في صمت وبهدوء وبعيداً عن أي صخب أو ضجيج في الحياة اليومية.
له من الأعمال الروائية: وهبت العاصفة، اللسان المر، ابتسامة غير مفهومة، أخبار الدراويش، النمل الأبيض، كرم العنب. ومن الأعمال القصصية: مملكة المطارحات العائلية، للقمر وجهان، شال من القطيفة. ومن الإبداعات الأخري: مواقف درامية من التاريخ العربي، خالد بن الوليد، أبو عبيدة الجراح، الحسين بن علي بن أبي طالب، بلال مؤذن الرسول، عمرو بن العاص.
عبد الوهاب، يا نبع الصفاء، سامحنا وحتي الملتقي، دينك في أعناقنا جميعاً.

 

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الوهاب الأسواني إلي الملتقي عبد الوهاب الأسواني إلي الملتقي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon