توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تغريدات الكراهية

  مصر اليوم -

تغريدات الكراهية

بقلم: خولة مطر

تلتقى فى كل مقهى بعيدا كان أم قريبا.. فى حى شعبى أو تراثى أو فى شوارع مكتظة عبر البحار.. فى كل اللقاءات الحوار يبدأ وينتهى بجملة لا يمكن إلا أن تكون تعبيرا عن إحباط الكثير من العرب وليس النخبة فقط.. نحن نغرق فى بحار الكراهية والجهل أم هو الجهل الذى يجعل الأرض خصبة للكراهية؟؟ كلاهما متشابهان.. لم تعد الكراهية عبارة عن ثأر يتحدث عنه البعض فى المناطق النائية بل أصبحت الكراهية «حداثية» جدا تنتشر سريعا كالوباء، تدخل بين التغريدة والأخرى تحلق فى ملايين متابعة ثم تختبئ تحت الجلد لا يبدو أنها واضحة للرأى أو المستمع أو المتابع ولكنها هناك تقفز فى وجوهنا كلما انفتح حديث بعيد أو قريب من نفس الموضوع..

***
لو تحدثت عن الحروب سيقال لك نفس العبارة «سنة أو شيعة» لو قلت التطرف طاردوك بنفس العبارة لو سئلت عن خطيب تقدم لابنة أخيك رفع جميع أفراد العائلة صوتهم ليقولوا قبل أى شىء «شيعى أو سنى» وحتى عندما يقبل أحدهم بالآخر لا يختفى الغمز واللمز..

***
تنتشر الكراهية دون أن ندركها، يكرر بعضهم قبل أن يبدأ حديثه «أنا مش طائفى بس..». ويكمل بكلمات لا تنم إلا عن طائفية مغيته وكراهية لا تشبهنا لا تقترب من ماضينا ولا تلامس آباءنا وآجدادنا وبيوتنا العتيقة حيث لا أحد يعرف مذهب جيرانه سوى أم حسن وأم محمد وأم عمر!!!
***
يقولون له أنت تدافع عنهم فحتما أنت شيعى وعندما يردد وما المشكلة فى ذلك يأتى الجواب «اه كنا عارفين إنك شيعى».. يجلس أولئك خلف الأسئلة يحورونها ويتناولونها بأبعاد من هنا وهناك ثم يقولون له «أنت سنى؟؟» فيردد وما أهمية ذلك فى عملنا هذا فنحن نعمل على خدمة البشر «صح؟؟» أينما كانوا وكيفما كانت أجناسهم ودياناتهم.. تبرق الأعين له وينفض الجمع سريعا..

***
تمثيلية اسمها «الطائفة الكريمة» كلما كرروها، يقول هو «انقلبت معدتى وكدت أن أستفرغ» فهو يدرك وكثيرون بل ملايين مثله أن ما هى سوى تعبير عن طائفية مغيته متأصلة جدا..

***
فيما يتحسر المتحسرون وكثير منا هم على أيام كانت ويرددون «يحلو أيام الأول» يركزون هم أنفسهم على هواتفهم «الذكية» وينقلون تغريدات لعشرات بل مئات وما هى إلا لحظات ويغرد كل سرب الغربان ليعيدوا نشر الكراهية التى باطنها الجهل حتما أو الخبث والمصالح.. يدرك الجميع أن الجيوش لم تعد تلك التقليدية بالأسلحة الثقيلة من دبابات وحاملات جنود وطيارات وصواريخ «ذكية» ولكنها أحيانا تصيب الأصدقاء!! بل أصبحت الجيوش الأكثر خطورة هى تلك التى تجلس فى الغرف المكتظة بشباب وشابات همهم أن ينشروا رسائل الكذب والحقد والكراهية.

معظمها لا تخدم أوطانهم ولا حتى مستقبل أولادهم ولكنهم المرتزقة الجدد!!!

***
ما أكثر الرسائل اليومية التى ما إن تستلمها من صديق أو صديقة حتى تنهال عليك من كل المعارف فتدرك كم حجم الجهل أو التجهيل الذى نغرق فيه، كم نحن على أتم استعداد لإيجاد أو خلق الأعداء وإشهار السيوف وسحب الخناجر من أغمادها.. فقط للدفاع عن الدين والطائفة.. لا يدرك بعضهم أن كثيرا من خطابات الكراهية التى يروجون لها وهم حملات الشهادات ومدعو الثقافة والمعرفة هى لا تختلف كثيرا عن خطابات البغدادى ذاك الذى ظهر فجأة وهو أكثر العرب قدرة على اختراق الحدود المغلقة فى أوجه العرب أيضا.. هو العربى الوحيد القادر على الانتقال من الموصل إلى الرقة ومن دير الزور إلى طرابلس فيما يقف العلماء والكتاب والشعراء عند أبواب القنصليات والسفارات لساعات بحثا عن تأشيرة تسمح بمشاركتهم فى مهرجان ثقافى أو شعرى أو علمى تنظمه نفس الدولة التى تمنع التأشيرات على العرب فقط وتفتح أبوابها مشرعة على كل القادمين من كل حدب وصوب!!!

***
تغريدات الكراهية جعلت الكثيرين يقولون كنا أكثر أمنا وسعادة وراحة بال دون هذه التكنولوجيا أو ربما هى كالكبريت بإمكانك أن تحرق به مزرعة أو أن تشعل نار لتدفئ بيتك.. اختاروا أية تغريدات وعلم تريدون.. ذاك الذى ينقلكم إلى مصاف شعوب العالم أو الآخر الذى يبقيكم دوما كما يعتقد الكثيرون بدو بخيام وجمال ونساء سبايا وجوارى وحريم!!!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغريدات الكراهية تغريدات الكراهية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon