توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس «عزبة» لأحد!

  مصر اليوم -

ليس «عزبة» لأحد

بقلم - خولة مطر

«ولكنه طيب»؛ يرددون بعد حوار مطول عما قام به هو أو هى من أعمال لم تضر به هو بل ربما لقطاعات واسعة من البشر أو حتى للوطن الذى تحول فى الكثير من الأحوال إلى «مزرعة» أو «عزبة».. وكأن الطيبة هى المؤهل الأوحد لاختيارهم لمثل هؤلاء المناصب فى دولنا «العتيدة»! 

أو أنه / أنها فعلوا ما يفعله كلهم فلماذا نعتب عليه أو عليها؟ شىء ما جعلنا نستسهل إيجاد الأعذار للفاسدين أو الظالمين أو حتى سيئى الإدارة تلك التى يتصور الجميع أن أى أحد يستطيع أن يدير إما بحكم الوراثة فتكون وكأنها جزء من جيناتهم.. بمعنى نورثها كلون العين والشعر والبشرة أو حتى تفاصيل الوجه.. فى كل مناسبة يدور فيها الحديث عن سوء للإدارة وينتهى بالجملة الشهيرة ولكنه «ولد حلال وطيب» لا يستطيع المرء ألا يتذكر حجم الدراسات التى تعمل حول فن الإدارة وكم أنها تخصص فى الجامعات التى تحترم نفسها وهنا علينا أن نضع أكثر من خط تحت «التى تحترم نفسها» وليست الجامعات البوتيكات التى كثرت كالفطريات فى مجتمعاتنا المشوهة لتشوه حاضرها أكثر وتستمر فى التشوية ليصل إلى المستقبل المعتم أصلا! وفى كل تلك المواد والكتب لا مكان لـ «الطيبة» كجزء من شروط المدير/ المديرة ذات الكفاءة!

عندما أصدر الدكتور غازى القصيبى الحاضر دوما كتابه الشهير عن فن الإدارة تساءل البعض ما علاقة ذلك بشاعر وروائى مثله؟ وكان رده هو واضح فى الكثير من المقابلات والأحاديث بأنه يجدنا بعيدون جدا عن فهم أن الإدارة فن بحد ذاتها وعلينا دراستها قبل ممارستها والتعلم والاستفادة من خبرات سابقة.
الإدارة ليست جزءا من الجينات الموروثة ولا حتى تأتى كجزء من المنصب فالوزير والمدير وصاحب المؤسسة أو حتى المدير لفندق أو محل لا يمكن أن يتحلى بصفة الإدارة حتى لو كان على درجة عالية من التعليم وقد توج اسمه أو اسمها بحرف الدال الشهير والمغرى جدا فى مجتمعات مسطحة لا تزال تتمسك بالألقاب من الأمير حتى رئيس «الفراشين»! محزن أن يعرف بعض العرب أزواجهم والمقربين منهم بلقب الدكتور أو الدكتورة فيما تلتقى بأحد البروفيسورات الذين ابتكروا ما يسعد أو يشفى البشرية وهم سعداء بأسمائهم الأولى فقط! 

ونحن ندرك أن جزءا من الإدارة يدرس فى المدارس والجامعات والكليات والحياة والجزء الآخر يأتى بالخبرة والممارسة والتعلم من الخطأ فأنا أخطأ لكى أخطأ ومن جملة الأخطاء هذه أتعلم.. فيما يعتقد بعضهم أو بعضهن بأنهم معصومون من الخطأ ربما يعود ذلك لخضوع من حولهم وتقبيلهم الأيادى حتى تصوروا أنهم أنبياء رغم أن حتى الأنبياء قد أخطأوا وأن زمن الأنبياء قد ولى.

لسوء الإدارة دور كبير فيما نحن فيه حتما من سقوط بعد سقوط ومن سيئ إلى أسوأ ومن اقتصاد منهار ووزارات ومؤسسات متهالكة إلى فشل فى التعليم من الابتدائى حتى الجامعات ومن الصحة حتى العمل ومن الصناعة حتى التجارة التى كانت هى جزءا من تراث هذه المنطقة أى أن تاريخها العريق أساسه التجارة والتبادل التجارى فحتى فى هذا فشلنا وأصبح حالنا لا يسر لا عدو ولا حبيب فيما يردد البعض كل ذلك إشاعات مغرضة من الحاقدين على نجاحاتنا المتلاحقة يا أمة ضحكت! كما أنها جزء من المؤامرات الكونية على أوطاننا «المستقرة» المسترخية فى أنهار العسل والخمر المعلب فى عبارات العفة والتدين.

وفيما ارتضى البعض تقبل الواقع كما هو عليه إلا أن الكثيرين يراقبون بخوف ما يحدث من توزيع المناصب الإدارية القيادية كجزء من توزيع الغنائم بعد معارك طواحين الهواء! فقد وافق البعض على اعتبار أنه يعيش فى مزرعة كبيرة ولكنه لا يستطيع أن يسلم مستقبل أجيال قادمة لبعض الهواة الذين لا يملكون ما يؤهلهم للمناصب التى هم فيها سوى اسم هنا وعلاقة قرابة أو صداقة هنا أو كجزء من مكافأة الموالين ومعاقبة المعارضين حتى المقربين منهم جدا فلا مساحة لما بين بين فإما معنا وإلا فأنت مع الشيطان!

ليس من المبالغة القول إن فى ذلك، فى مثل هذه التعيينات اللامسئولة وتوزيع المناصب كغنائم الحرب فى عصر الجاهلية فكل ذلك جريمة بحق الوطن كل الوطن الذى هو ليس ملك لأحد أسألوا التراب وموج البحر والنوارس!

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس «عزبة» لأحد ليس «عزبة» لأحد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon