توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نهاية أسبوع منزوعة البشر!!!

  مصر اليوم -

نهاية أسبوع منزوعة البشر

بقلم: خولة مطر

السم أقوى فى الكلمة منه فى ذاك السائل أو الدخان الذى ملأ فضاء المدن المزدحمة.. هناك حملة شاسعة تحولت هى الأخرى إلى شكل من أشكال لعب الترويج التجارية.. أو هوس التخلص من السموم فى الجسم بحكم أن كل ما نأكله ونستنشقه ونشربه يحمل كميات من السموم التى تأتى بالعديد من الأمراض أو تتسبب حتى فى أشكال مختلفة من الأوجاع والتشوهات حتى النفسية منها!!!

***
تحولت تلك الجملة الشهيرة «لتخليص جسمك من السموم» شعارا على منتجات متنوعة من العصائر والمأكولات إلى مواد التجميل والمواد المرطبة للجسم وغيرها.. الكل يعمل على تخليص جسمه من سموم هى نتاج حتمى عندما يصبح الربح هو الهدف الأول لجميع الصناعيين وغيرهم وعندما تتحمل دول وشعوب غير صناعية آثار التكلفة الباهظة لما تقوم به ما يسمى بالدول الكبرى.. فمعظم التلوث الذى تعيشه الشعوب الفقيرة فى جنوب الأرض هو نتاج تلك المتطورة والصناعية فى شماله..

***
وكثرت المصحات التى هى الأخرى تروج لقدرتها الكاملة على تخليص البشر من تراكمات كل تلك الملوثات فى فترة زمنية محدودة ولكن بتكلفة باهظة جدا لتصبح هى الأخرى حكرا على طبقة بعينها!! وأصبح تخلص الأجسام من السموم فائدة جديدة لفوائد السفر المتعددة فهناك سفر للراحة وآخر للصحة والتطبب ومرة لأخذ الأطفال لدزنى ومرة للشواطئ فى الصيف وما بينهم سفر بهدف تخليص الجسم من سموم طعام وماء حتى ما يسمى منه بمياه معدنية ما لبثنا وأن اكتشفنا أنه الآخر ملوث وقد يكون ماء بئر عادى وليس معدنيا أبدا أبدا!!

***
هذه المحاولات المستميتة لتنظيف الجسم من ترسبات من الملوثات والمواد الحافظة... إلخ.. ألا يكون من الأجدى أن تصاحبها عملية من تخليص العقل والروح والنفس من تلوث البشر من البشر؟؟ ألا يجدر أن تكون هناك مراكز متخصصة لكى يغسل المرء روحه من كثرة النفاق والكذب والمؤامرات والمراوغات والغش وغيرها؟؟ ألا يجوز أن يحتاج الإنسان أينما كان فى زمن أصبح فيه الكذب صفة يحمد عليها الفرد لأنه بذلك «فاهم الحياة أكثر» أو أنها «تعرف تاخد ما تريده» أو تحت أى ذرائع وتبريرات؟

***
يكثر الحديث عن الحاجة فى إجازة نهاية الأسبوع للابتعاد عن ضجيج المدن حيث ندين الضوضاء التى نخلقها نحن ولكن ندعى أن سببها التحضر والمدنية وتكثر العربات فى الطرقات بعوادمها القاتلة والازدحام فى الشوارع.. كل هذه عوالم واقعية جدا وبالتأكيد تؤثر على الجهاز العصبى حتى للأكثر قدرة على التكيف أو حتى عند عشاق المدن والضجيج.. ولكن علينا أن نفكر مليا فى عطلة نهاية أسبوع منزوعة من البشر المسببين للتلوث والسموم الروحية والعقلية.. عندما تعيش أيام عملك أو حتى بين رفقة تعايشت بجد مع هذه المرحلة المتطورة من تاريخ البشرية كما يدعون مرحلة توصف بأنها طفرة الذكاء الصناعى والابتكار والتكنولوجيا المتطورة وهى نفسها التى تلازمت مع انحدار فى الأخلاق والقيم والمحبة والوفاء وغيرها من الصفات التى ركنت فى أرفف الكتب أو على جدران المتاحف مع الديناصورات التى انقرضت وكثير من المخلوقات الكونية التى انخفضت أعدادها بسبب البشر.. نفس البشر.

***
شىء ما يدعو للتعمق أكثر فى معنى التخلص من السموم ومفهومها، شىء ما يدعو للتفكير العميق فى الحلقة المفرغة التى تبدأ وتنتهى عند نفس «المشتبه بهم» فهم يصنعون ثم يلوثون ثم يعودون ليطرحوا أدوية للعلاج من آثار التلوث وفى كل مراحل هذه الدائرة هم الرابحون حتما.. هم الناشرون لثقافات غريبة على الكثير من المجتمعات بل على كل البشرية.. هم المستفيدون من خلق الأنفس الضعيفة ومن القضاء على كثير من الصفات التى كانت يوما تعد هى القيم المثلى.. هم أنفسهم من يجدر أن تخصص مصحات للتخلص من السموم التى ينشرونها فى المجتمعات!!!

***
تردد هى السبت والأحد لى أنا، أنا فقط لا أريد أن أرى شخصا أو أن أسمع صوتا عبر الهاتف أو أن أقرأ رسالة على وسائل التواصل مليئة بالكذب أو النفاق أو التملق أو الكراهية وهى صفة أخرى أصبحت ربما ملازمة للمدنية والحضارة كما يفهمها البشر الآن.. بمعنى أن تكون متحضرا هو أن تكون منزوع العواطف والرحمة وأن تحول قلبك إلى حاسبة للمصالح على أساسها توجهه، أى قلبك، ليحب ويكره أو يتملق أو ينافق.. هناك حاجة حقيقية للتخلص من سموم البشر حتما قبل سموم الأطعمة..

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية أسبوع منزوعة البشر نهاية أسبوع منزوعة البشر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon