توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

شخبطة على جدران الذاكرة

  مصر اليوم -

شخبطة على جدران الذاكرة

بقلم - خولة مطر

لا يمكن إلا أن يكون الخبز من حق آخر منتهك حتى تعلو الصرخة فى الشوارع وتنقش العبارات على جدران المدينة المعتقة فى الظلم بأن الخبز حق أيضا.. والخبز هو مجاز وتعبير عن كثير من الحقوق الأخرى فعندما تكون الأرض تنبت زيتونا فالخبز هو الزيتون والبلح والنقط والقمح!

***

يرفع الكثيرون الخبز ويطرقون الطناجر معبرين عن امتعاضهم أو سخطهم لقوانين تأتى لتعالج هدرا وفسادا لم يكونوا هم، أى فقراء هذه الأرض ومتوسطو الدخل أو حتى طبقة التجار والصناعيين، قد سببوا ذاك الهدر أو ساهموا فى فساد تراكم حتى أصبح كالعفن ينهش فى جدران الحياة اليومية لتفاصيل حيوات البشر على هذه البقعة الممتدة جغرافيا وحضاريا وثقافيا المتقلصة بفعل القائمين عليها من شباب الجيل الصاعد جدا المستعجل جدا، أيضا ذاك الذى انتظرناه طويلا عندما حكم الشيوخ حتى هرموا وتساقطت أسنانهم أو أصابهم كثيرا من الخرف.. انتظرنا وانتظرنا وانتظرنا فجاء الشباب حاملى الآيباد المنغمسون فى متابعة التطورات على أجهزتهم الذكية جدا أيضا، فقلنا على الأرض السلام وفتحنا أذرعنا ملوحين أهلا أهلا بالقادمين الجدد، أولئك الذين انتظرناهم طويلا متصورين أنه قد حان زمن البشائر والعقول النيرة والتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعى.

***

جاءوا ناشرين للوعود، التين والعنب والتمر وطول السنين! فتساقطت تلك الوعود على رءوس البشر الفقراء منهم ومتوسطى الدخل أولا.. فلم تكن سوى خطط معلبة لرفع الدعم عن الخبز بأشكاله، عن الوقود وعن السلع الأساسية التى لم يعرف البسطاء من هؤلاء المهمشون أصلا سواها لقمة ليومهم المتعب... ثم أضافوا لكل ذلك حفنة من الضرائب ولسان إعلامهم «التطبيلى» يردد أن على المواطن أن يتحمل مسئولياته تجاه بلده واقتصاده ومستقبل أطفاله، وعلى الجميع أن يشمر عن السواعد فقد دقت ساعة العمل.. شعارات لطالما ضحكوا هم منها وعليها وحملوها مسئولية الإخفاقات التى مرت بها هذه المنطقة واحدة بعد الأخرى منذ عقود.. عادوا هم، الشباب المتعلم فى الغرب المتسلح بالتكنولوجيا ليعيد إنتاج تلك الشعارات البالية ويصبغ عليها بعض العبارات الحداثية والكلمات المقتبسة من لغات هى التى أنتجتها أصلا!

***

فجأة نام العرب فى مدنهم المعتمة من قلة الكهرباء أو سرقتها أو فساد القائمين عليها وقلة الماء والسيول تغرق البيوت وتنهى حياة البشر والحجر! واستيقظوا على حوار جديد لم يعتادوه بل لم يكن مسموحا لهم استخدامه.. فماذا يعنى أن يتحولوا فجأة من رعايا إلى مواطنين بين غمضة عين واستفاقة، وماذا يعنى أن على المواطن مسئوليات كبيرة وأن الدولة تغرق فى إفلاسها إذا لم يقتطع منه هو أو منها هى بعض مما يساهم فى صمود اقتصاد الدولة؟

***

استفاق العربى على ترقية لم يعهدها من قبل وهو تحويله فجأة إلى رتبة مواطن وأسعده ذلك للحظات ثم لم يستطع أن يقاوم أن يضحك حتى القهقهة فالتحول لتلك الرتبة المرتفعة تعنى أيضا أن يمنح الحق فى أن يراقب ويحاسب ويساهم فى رسم سياسات بلده الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أيضا حتى لا ينفرد أحدهم بقرارات هى لا تعبر حقا عن تاريخ ومواقف شعوب هذه المنطقة ومصالحها الحقيقية..

***

استيقظ المواطن المستضعف لتراكم من السنين التى ساهمت فى تهميشه على قرع طبول «شد الحزام» وهو لم يعرف أين تبخرت كل تلك المداخيل المتراكمة فى لهث الأيام الطوال وهو يعرق من أجل خبز يومه وعياله.

***

لذلك لا تستغربوا أن يرفعوا الصوت عاليا ويرددوا لسنا ضعفاء بل أنتم من استضعفتمونا ولا تستطيعوا أن تمنحوا الواجبات فجأة دون حقوق وأن تحملوا المواطن «الغلبان» مسئولية كل ما حصل من هدر لميزانيات كانت توصف بالتخمة.

***

إنه العبث حقيقة فى زمن الشباب القادم الذين انتظرهم الجميع طويلا لإحداث ذاك التغيير المطلوب فى بلاد التين والعنب فكان ما كان وأصبحت الأمور تدار عبر ألعاب النينجا!

نقلا عن الشروق القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شخبطة على جدران الذاكرة شخبطة على جدران الذاكرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon