توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عند الناصية ضوء وبعض الياسمين

  مصر اليوم -

عند الناصية ضوء وبعض الياسمين

بقلم - خولة مطر

جاءت نصيحة ذلك الصديق واضحة «ابتعدى عن التليفزيون» فملأ الأجواء ضحكا كعادته منذ سنين طويلة. هو الذى عرف المنافى كلها والغياب القسرى لأكثر من ثلاثين عاما عن الوطن، وعندما عاد انتهى شهر عسله سريعا، وما لبث وأن عادت لتطارده الأشباح فيعود لسخريته المعهودة منذ كان فى تلك الجبال يتسلل بينها عبر حلمه، الذى يبدو للكثيرين الآن أنه كان ضربا من الرومانسية أو الجنون أو كليهما معا، إلى وطن للجميع فقط لا كلمات رنانة حينها ولا شعارات وعبارات نبشت من كتب الفكر ولا حتى تعالى على أهل الجبل وهو القادم سريعا من مقاعد الجامعة الأمريكية فى بيروت..

***

هو وبعد كل هذه السنين ينصح بالابتعاد عن التليفزيون فى حالة المرض الشديد وفى هذه لا يمزح بل يرددها بكثير من الجدية.. وكيف تستغرب والإعلام فى أكثر مراحله انحطاطا فى التاريخ الحديث، وأوطاننا أو ما تسمى أوطان هى على قائمة الدول الأكثر انتهاكا لحقوق الإعلاميين والصحفيين الحقيقيين حتى امتلأت الصحف والمحطات التليفزيونية والإذاعية بأشباه الصحفيين وأشباه الإعلاميين أو حتى بعض من الدخلاء الذين لا يمكن وصفهم إلا بـ«الرداحين».

***

ورغم نصيحته فالطبع يغلب التطبع ومتابعة الأخبار والمنطقة عند حافة البركان القادم تعاود الضغط على الريموت تقلب المحطات.. لحظات من الجنون فى البدء تمر على ما تبقى من مدن كانت الأقرب لقلبك وهى حطام ليس الحجر بل البشر.. تعاود الذكريات والصور هنا وهناك لأشخاص رمتهم الحروب والنزاعات فى مدن الشتات التى لا تصون كرامتهم إلا ببعض كلمات عند الحاجة الانتخابية أو السياسية وفى الواقع لا كرامة للاجئ عربى فى بلد عربى!!! بعدها ومباشرة هناك مدن تعيش ما يدعى البعض أنه عرس انتخابى وهو حقيقة كالأعراس يسرق الفرح بعد إطفاء الشمعة الأخيرة فوق تلك الكعكه المزينة وهنا تبدأ رحلة المعاناة.. عندما تفتح الصناديق ويتربع الفائزون على مقاعدهم الوثيرة فى البرلمانات الصورية تسقط الديمقراطية فى مستنقع الواقع المشوه.. لا يزال البعض يتصور أن الانتخابات والصناديق هى الديمقراطية!!! بينما مدن الملح ومحطاتها غارقة فى بحور اللهو فى الوقت الضائع.. تعيش خارج التاريخ والجغرافيا وتعلب الأوهام فى برامج حتى الجيد منها لا يمكنه الخروج من عباءة الانحطاط فى الذوق العام والأخلاق.. وعندما تفتح المجال للحوار السياسى المحرم والمجرم فهو فقط لتعبِّده الطرق المتبقية نحو صفقة العصر.

***

معك حق أيها الصديق والرفيق فهذه هى سبب رفع ضغط وحرارة ومرض معظم مساكين هذه الأوطان.. ولكنه نسى حتما أن يضيف وسائل التواصل الاجتماعى والتى كشف برنامج على محطة الـ«بى بى سى» (وحقيقة لم يكشف سرا) أنه ومنذ العام 2011 بدأت العديد من حكومات المنطقة فى خلق أسماء ومواقع وحسابات وهمية كلها تصب عند الأجهزة الأمنية فى هذه الدول بل وقامت باستثمار أغلى البرامج لتساعدها على التنصت وحجب المواقع وغيرها من الوسائل التى لا يمكن أن توصف إلا بمزيد من كبت الحريات وخلق دويلات الرعب والتخويف والترهيب!!!

***

تبتعد عن التليفزيون عند نصيحته وتعمل على الخلود للراحة ولكن هناك رسالة عاجلة على تويتر لا تستطيع أن تقاوم قراءتها وهى تنبئك بأن فريقين من بلدين عربيين يشاركان فى سباق للدراجات فى آخر دولة احتلال على وجه الأرض بشهادات من منظمات وحكومات مستقلة وخبراء قانونيين ليسوا عربا ولا مسلمين!!! لا تستغربها كثيرا فالصحف الإسرائيلية ومحطات التلفزة تنشر كل شيء وتتباهى بهذه الفتوحات الجديدة فى جدار ما كان يسمى «الصمود العربي»!!! والجدار المانع ووووو.. يساندهم فى ذلك شلة من مراكز بحثية فى بعض الدول وباحثون خليجيون يكررون نفس العبارة بكلامات مختلفة.. لقد سقط الجدار الحاجز وتل أبيب هى وجهتهم للتصييف فى هذا العام والأعوام القادمة، والأسواق كلها لهم وهى أسواق مجزية لأن أهلها لم يكتب لهم إلا أن يتعلموا شيئا أوحد من زيارتهم لمدن النور والثقافة والفن ألا وهو الاستهلاك ثم الاستهلاك ثم الاستهلاك.. وهذا فتح آخر لإسرائيل فى جدار كان منيعا ولكنه تهالك مع فعل الأيام والزمن وفساد النخب السياسية وحتى المجتمع المدنى ومنظماته وتشويه الحضارة والفهم..

***

تتبخر نصائح الرفيق / الصديق سريعا وتعود إلى واقع يفوق توقع حتى أكثر المحللين فهمًا للمنطقة وللسياسات الدولية.. تعود حرارتك للارتفاع تدريجيا ويحتار الأطباء عن الأسباب!! تبتسم وتعيد تكرار «عند الناصية ضوء وبعض الياسمين» ابقوا بخير وبعقولكم فى زمن الجنون اللا متناهى!!!


نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عند الناصية ضوء وبعض الياسمين عند الناصية ضوء وبعض الياسمين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon