توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عند حافة الحياة هم

  مصر اليوم -

عند حافة الحياة هم

بقلم - خولة مطر

لا تقاوم غواية المشى فى مدن تمنح المساحة لكل شكل من الرياضة والحرية لقدميك فى أن تتحررا من خوف المشى بين مواقف السيارات التى تسلطت على الشوارع والأرصفة.. تترك العنان لرجليك وتلقى بالخارطة بعيدا فأبناء البحر والصحارى لا بد أن ترشدهم بوصلتهم الفطرية.. تتعمد أن تتوه على الرغم من أنها مدينة لا تعرفها جيدا ولا تتقن لغة أهلها..

***

الشوارع نظيفة كحال مثل هذه المدن فى أوروبا والأرصفة محفزة على المشى وتوحى باحترام بلدياتها لسكانها.. تتوغل أكثر تبدأ ملامح المدينة فى التغير فالمدن كالبشر التى تسكنها تتحول مثلها أو تتشكل على أهوائها.. تغريك الأزقة كما هى مدننا العريقة حيث للأزقة رائحة الياسمين والقهوة المعتقة فى فناجين القلوب.. تتساءل هل تعرضت هذه المدن للدمار والهدم الذى تعيشه مدننا العريقه اليوم.. تبحث عن بارقة أمل كتلك التى شعرت بها وأنت تسير يوما فى برلين فهذه مدينة دمرت حتى آخر حجر فى الحرب العالمية الثانية، وها هى عادت مدينة مستجدة قد تكون كتلك التى سبقت الحرب ولكنها نهضت من تحت رمادها وأعادت للبشر مساحاتهم للحب والاستمتاع بالفن والموسيقى..

ولكن تأخذك الأفكار إلى ما حل بتلك المدن بعد الحرب ومدنك التى كلما توقفت طلقات النار والذبح على الهوية بها عاد لها تجار الحروب وزعماء الجماعات بربطات عنق وبدلات أنيقة وهويات جديدة لنفس ذلك الفكر التدميرى.. فكان أن زاد الفقر والتهميش والظلم وقلت الكهرباء والماء وشحت أدوات التواصل إلا بأثمانها الباهظة.. وفيما بان بعض بصيص أمل من خطاب بدا كأنه أقل عنفا وخرابا، برزت مدن لا تشبه سكانها وشوهت الأزقة والمدن القديمة وتحولت إلى مجرد أحجار بلا هوية ولا تاريخ!!!

***

فيما سرحت بعض الشىء أو ربما أكثر، تتفاجأ بتغير المناخات حولك فالأرصفة تضيق فجأة وتتراكم عليها القمامة وجدران المبانى شاحبة ومليئة بالخطوط والرسوم والشخبطات التى لا هى فن الجدران الحديث «الجرافيكى» ولا هى جزء من خطوط الماضى الجميلة.. وحتى أبواب العمارات المهترئة إلا من أقفال متهاوية مما يوحى بقلة الأمن وكثرة السرقات.. وتتحول المحلات و«يافطاتها» فهنا «مجزرة إسلامية» وهو محل للجزارة وهناك مناقيس ومشويات عصام وبعدها مجزرة عبدالله الإسلامية وتبدأ أشكال الغمامة تسرق المساحات من الطرقات والأرصفة وهناك «صالون الشام للحلاقة» وأمامه اصطف الشباب من جنسيات عربية مختلفة معظمهم على ما يبدو عاطلون عن العمل فالوقت ظهرا وهنا أوقات العمل تمتد للساعة الخامسة مساء وهم يكثرون فى الطرقات والمقاهى!!! المنطقة التى يكتسحها الحجاب، مطعمة ببعض النساء من بلدان أخرى غير مسلمة... يتجاور الفقر والتهميش وربما يتصادقان، على الرغم من أنهم فى أوطانهم عنصريون جميعا إلا هنا تجد هناك ما يوحدهم..

***

بعض الأطفال خارجون من المحل، هم خليط بألوان الطيف يمرحون معا وهذا ما يبعث ببعض الأمل ربما فقد ينشأ جيل جديد أقل تعصبا للون أو العرق أو الدين أو الطائفة ربما!!

بمجملهم هاربون من الفقر والعوز العدوين اللدودين للحياة الكريمة. ومعه كثير من البطالة والتهميش.. رحلوا ربما عبر تجار ومهربين أو حتى عبر القنوات الرسمية وما لبثوا أن سقطوا فى دائرة تهميش أخرى فى مجتمعات قبلتهم وأوجدت لهم بعض فرص العمل حتى ولو كانت تلك التى يرفض أبناؤها الأصليين العمل بها، إلا أنهم لا يستطعيون البعد عن تكتلات تشبههم بعض الشىء ويجدون فيها بعضا من وطن غادروه ربما دون رجعة إلا فى الإجازات المتباعدة يعودون منه محملين بحنين سيبقى ملاصقا لجلدهم وما يلبثون أن يلاقوا التهميش من جديد وهو ذاك الذى أشعل نيران التظاهرات والاحتجاجات أو أرسل ببعضهم إلى ما هو أبعد وهو عمليات التفجير والانضمام إلى الجماعات المتطرفة أو الرحيل إلى «دولتهم المنشودة»!!!! هل استطاعوا أن «يقبروا الفقر» كما يقول أهلنا فى الشام؟ قد يستطيع بعضهم ولكن أكثرهم بالطبع سيبقون حبيسين تلك الدائرة صعبة الكسر ويرحلون من أطراف الحياة إلى هامش الأرض!!!

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عند حافة الحياة هم عند حافة الحياة هم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon