توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خط فى رمال متحركة

  مصر اليوم -

خط فى رمال متحركة

بقلم - خولة مطر

ماذا يحدث فى الخليج؟ وماذا يحدث لأهله؟ أين رحلت تلك المشاعر القومية أو الإنسانية؟.. ما الذى حدث للتعاطف والتلاحم والمحبة؟.. 
مثل هذه الأسئلة كثير ما تتردد ليس فقط خلال اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات، بل وعلى شبكات التواصل كلها.. الأسئلة الكثيرة هى انعكاس لمجموعة من التصريحات والرسائل المختصرة والمواقف التى يرسلها بعض الخليجيين والخليجيات على مواقعهم فى التويتر أو الفيسبوك أو الانستغرام.. 
***
عند تلقى الأسئلة لا يستطيع الخليجى أيضا إلا أن يردد أن هؤلاء لا يمثلون الأغلبية العظمى بل على العكس هناك أغلبية قد لا يكون صوتها بنفس نبرة العلو ولكنها موجودة وهى لا تستطيع أن ترى نفسها سوى ضمن محيطها الأكبر والدوائر المتسعة من التلاقى مع البشر فى كل مكان.. وهذا رغما عن الجهود الكبيرة التى تقوم بها بعض الأجهزة أو الشخصيات أو الجهات أو أو! لرسم خط فى الرمال المتحركة يفصل بين أبناء الخليج وأهلهم الأقرب لهم فى المحيط العربى الواسع الذى هو كقوس القزح بتلاوين وتنوعات وأحلام وتطلعات قد تبدو متعددة ولكنها ليست مختلفة كثيرا عن أحلام الخليجى والخليجية البسطاء جدا.. أولئك الذين لم يدخلوا حلبة المنافسة لإثبات أنهم حضاريون «متمدنون» ومتماشون مع الموضة العالمية فى تقبل الآخر، والجميع يعرف دون مجهود كبير أن هذه العبارة الفضفاضة تستخدم للتعبير عن تقبل الصهاينة والإسرائيليين أكثر من تقبل المواطن الخليجى والعربى المختلف فى الطائفة أو الدين أو العقيدة أو الفكر أو حتى توجهاته وتوجهاتها الجسدية! نعم إننا متسامحون جدا فى مدن الضباب ولكننا منغلقون بنفس الحماس فى مدن «الطوز» والأبراج العالية والتسابق فيما بيننا ومنذ سنين طوال على الأكبر والأوسع والأعمق.. مثل هذا كمثل انعكاسات الغيم على زجاج ناطحات السحب الكبيرة فى صحراء الخليج والجزيرة.. أكثر هشاشة من الرسم فوق الماء.
***
بعض الخليجيين ومنهم من يطلق عليهم «مفكرين» أو أساتذة جامعات ومن حاملى الشهادات المطرزة بحرف الدال التى أصبحت أكثر انتشارا من عدد المركبات فى شوارع ضواحينا.. بعضهم يردد «لماذا يكرهوننا؟» فى محاولة لطرح نفس ذاك السؤال الذى طرحه بعض الأمريكيين بعد أحداث 11 سبتمبر أو حتى بعد التفجيرات المتكررة هنا وهناك أو الانتقادات والملاحظات على سياسة الإدارة الأمريكية.. وهنا سقط الخليجى أو يعمل بعضهم على إخضاعه لغسيل للدماغ يصور له أن أى انتقاد للسياسة الخارجية لحكومته تعنى كرها وحقدا وحسدا من العرب تجاه الخليجيين الذين ينعمون بالخير والنعمة! منطق لا يمكن وصفه إلا بالمنطق المريض والناقص وغير القادر على التمييز. ويتزامن مع هذا الخطاب محاولة من البعض لتصوير الخليجى على أنه المواطن السعيد المحظوظ أو «السوبر إنسان»! أو أنه المواطن «المدلل» وهذه نظرة فيها شيء من السطحية إن لم يكن قلة الفهم بالواقع الخليجى. 
***
ومثل هذه النظرة والفكر لا بد وأن تأتى بانعكاسات لا يمكن أن تكون إيجابية على عالم يعمل على التقارب وتقليص الفجوات بين الثقافات والشعوب وإلغاء الحدود المصطنعة أصلا وتحويلها إلى جسور للحضارة والثقافة التى تقرب لا تفرق.. توحد لا تمزق، خاصة إذا كان ما سيتم تمزيقه هو مهلهل أصلا ولم يعرف الوحدة إلا فى نفحات متقطعة من تاريخه الحديث منذ الاستقلال عن الاستعمار رغم أن كلمة استقلال لا تبدو هى الأدق فى وصف حال بعضنا أو ربما كلنا!
***
عندما يفكر أحد الحاملين للألقاب و«الأختام» بتكرار الجمل المنمقة المستقاة من كتب علم الاجتماع وعلم الإنسان، حيث يوجه خطابا للعرب بأن الخليجيين قادمون وأنكم قد سيطرتم على المنطقة بما فيه الكفاية حتى دمرتم ومزقتم هذه المنطقة أكثر. وعندما يعيد آخر أو أخرى «المعايير» بأننا دفعنا لهم هكذا مبلغا ولم تتحرر الأرض لأنهم صرفوها على بذخ قيادتهم بدلا من الشعب المحتل، وعندما تردد سيدة بأنهم جاءوا للرزق فماذا ينتظرون الآن؟ دون أن تتحلى بصفات الخليجى الأصيل الذى يذكر معروف العرب، كل العرب الذين ساهموا فى التعليم والثقافة وبناء الدولة الحديثة فى معظم إن لم يكن كل دول الخليج.. 
***
عندما تتكرر مثل هذه الخطابات التى تخلق الانشقاقات فليتأكد الجميع أنها لن تقف عند الحدود الفاصلة بين الـ «نحن» والـ «هم» بل ستصل إلى تقسيم الـ «نحن» أيضا إلى جزئيات صغيرة من الطفيليات التى قد تطفو لبعض الوقت على السطح ولكنها عاجزة عن أن تخلق وطنا. 

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خط فى رمال متحركة خط فى رمال متحركة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon