توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيناريوهات الحرب الإسرائيلية المقبلة

  مصر اليوم -

سيناريوهات الحرب الإسرائيلية المقبلة

بقلم - عبد الله السناوي

تكاد الحرب أن تكون عنوانا رئيسيا فى إسرائيل على ما يمكن أن تذهب إليه الحوادث المقبلة.
الحرب ــ بذاتها ــ هدف مطلوب وملح بغض النظر عن جبهتها وحجمها وما قد يترتب عليها من آثار ونتائج.
بقدر ما تعرضت نظرية الأمن الإسرائيلى إلى انكشاف مروع فى مواجهات غزة الأخيرة تبدى اضطرابا كبيرا فى بنية حكومة «بنيامين نتنياهو» حتى كادت أن تسقط وتدخل إسرائيل فى انتخابات مبكرة.
حدث اهتزاز فى الثقة العامة بعد الفشل الذريع للعملية الاستخباراتية الإسرائيلية فى غزة، التى كادت توقع قوتها فى الأسر.
وحدث اهتزاز آخر فى البنيتين السياسية والعسكرية بعد أن نجحت المقاومة فى إطلاق أكثر من (400) صاروخ على محيط غلاف غزة دون تصد يعتد به.
أخذت مكونات الائتلاف الحكومى تتنابذ بالأمن، وكل طرف يحاول أن يثبت أنه الأكثر تشددا.
حاول «نتنياهو» أن يجهض سيناريو انهيار حكومته واللجوء لانتخابات مبكرة بالتخويف من احتمال عودة «اليسار الإسرائيلى» للحكم وتوقيع اتفاقية جديدة مع الفلسطينيين أسوأ من «أوسلو» ـ كما قال.
كما حاول إضفاء طابع عسكرى وأمنى غامض على مواقفه وسياساته طلبا لدعم الأحزاب اليمينية المتشددة: «نحن فى طريقنا للحرب.. لن أقول متى سنتحرك أو كيف؟ لكن لدينا خطة واضحة، أنا أعرف ماذا أفعل ومتى.. وسنفعل».
هكذا نجح فى الحفاظ على ائتلافه الحكومى الهش بعد إقناع «نفتالى بينيت» رئيس حزب «البيت اليهودى»، أحد التعبيرات السياسية عن جماعات المستوطنين، بالتخلى عن طلب تولى حقيبة وزارة الدفاع خلفا لـ«إفيجدور ليبرمان» الذى استقال احتجاجا على وقف إطلاق النار مع «حماس» متهما «نتنياهو» بأنه «فضل الإرهاب على السلام!» فى انتهاك للمعانى لا مثيل له.
يصعب الادعاء أن إعلان «نتنياهو» عن حرب قريبة محض كلام فى ظل أزمة حكومية ومزايدات أمنية صاحبتها، أو أنه سوف ينسى بعد حين.
العكس صحيح تماما.
حسب الصحافة الإسرائيلية فإن هناك خططا جاهزة للتنفيذ بأى وقت ناقشها المجلس الوزارى المصغر.
وبحسب التوازنات الحكومية الهشة فإن «نتنياهو» مرشح للإقدام على عمل عسكرى يثبت أنه الأكثر تشددا فى معسكر اليمين الصهيونى والأقدر على حفظ الأمن الإسرائيلى.
بعد عام بالضبط تجرى انتخابات الكنيست فى إسرائيل.
إنه عام الحرب بقدر ما هو عام الانتخابات.
بنص كلام «نتنياهو» «لا مكان للسياسة فى قضايا الأمن»، وهو كلام مراوغ، فالأمن والسياسة فى إسرائيل وجهان لعملة واحدة.
إسرائيل مجتمع استيطانى عسكرى، كل شىء فيه يبدأ وينتهى بالأمن.
الشعور بعدم الأمان يعود إلى طبيعة الدولة ونشأتها وسط محيط عربى يعاديها.
رغم الصورة التى يبدو عليها العالم العربى الآن من تفكك وضعف وصل ذروته فى هرولة متسارعة من دول فى الخليج لتطبيع العلاقات مع إسرائيل استخباراتيا وعسكريا واقتصاديا دون أدنى ارتباط بأية انسحابات من الأراضى المحتلة منذ عام (1967) فإن ذلك لا يطمئن إسرائيل ولا يغير من نظرتها، فلا أمن بلا قوة تردع العرب مجتمعين ـ إن اجتمعوا.
بغض النظر عن مكان وحجم العملية العسكرية المقبلة، فإن رسالتها لا تستثنى أحدا ـ الذين يهرولون بالتخاذل كما الذين يقاومون بالإرادة.
أين الضربة المتوقعة؟
السيناريو الأول ـ إخلاء «الخان الأحمر» شرقى القدس المحتلة بالقوة دون اعتداد بأية اعتراضات دولية استدعت ـ حتى الآن ـ وقف الإجراءات العنيفة.
«نتنياهو» نفسه كشف عن هذا التوجه دون أن يحدد موعدا.
الإخلاء بالقوة الغاشمة لا يرد اعتبارا للآلة العسكرية الإسرائيلية، التى تعرضت لهزة شديدة فى آخر مواجهات غزة، بقدر ما يستدعى ردات فعل تندد وتحفز على استنفار طاقة المقاومة الشعبية فى القدس والضفة الغربية.
كما أنه لا يمثل حربا واسعة تعهد بها «نتنياهو» للحفاظ على ائتلافه الحكومى الهش فى عام الانتخابات.
السيناريو الثانى ـ عدوان جديد على غزة يشبه حروب أعوام (2008) و(2012) و(2014) تدوى فيه المدفعية الثقيلة والصواريخ، تقتل وتروع وتهدم بيوتا على رءوس أهلها، دون أن تسفر ـ كالعادة ـ عن تغيير فى قواعد الاشتباك، أو موازين القوى السياسية والعسكرية.
هذا السيناريو يصطدم بمشروع التهدئة طويلة المدى بين إسرائيل وحماس، الذى يحظى بدعم الأجهزة الأمنية والعسكرية فى الدولة العبرية.
كما يصطدم بخطة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب»، التى يطلق عليها «صفقة القرن» المرجح إعلانها مطلع العام المقبل، إن لم يؤجل ذلك الإعلان لفترات أخرى حتى تتهيأ له فرص تمريره.
أحد أسباب «نتنياهو» لعدم الذهاب لانتخابات مبكرة، ترشحه استطلاعات الرأى العام الإسرائيلية لتصدرها، عدم إرباك الصفقة المنتظرة، التى تتماشى مع المشروع الصهيونى فى أكثر صوره تشددا.
على الأغلب سوف يحاول توظيف الأزمة الحكومية، التى تعرض لها، فى الحصول على مكاسب إضافية، كإعلان أكثر من دولة عربية بوقت متزامن الاعتراف بإسرائيل وتبادل العلاقات الدبلوماسية معها باسم تشجيعها على المضى فى السلام دون أن يرتهن هذا النوع من السلام لأية مرجعيات دولية تصون الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية.
حسب ما هو مسرب من «صفقة القرن» فإن فكرتها الجوهرية تفريغ قضية غزة من طابعها الوطنى الفلسطينى وإحالتها إلى قضية إنسانية تتكفل بها بعض المشروعات والمساعدات الاقتصادية وبعض أوجه تخفيف المعاناة عن أهلها المحاصرين.
فى حالة أى عدوان واسع على غزة الكلام كله ينتفى والضغوط تتبدد.
لا أحد فى إسرائيل يجزم أن الضربة المقبلة سوف تكون فى غزة، رغم توافر الأسباب الداعية وأهمها أن هيبة جيش الدفاع الإسرائيلى اهتزت فى آخر المواجهات معها.
السيناريو الثالث ـ استبعاد العمل العسكرى الواسع فى غزة مع الإقدام على عمليات نوعية استخباراتية كالاغتيال المنهجى لقيادات سياسية وعسكرية كبيرة فى حركة «حماس».
هذا السيناريو ممكن لكن تداعياته تفضى ـ بالضرورة ـ إلى تقويض مشروع التهدئة طويلة المدى.
السيناريو الرابع ـ أن تنتقل حركة النيران من الجبهة الجنوبية إلى الشمالية، من غزة إلى جنوب لبنان.
السيناريو محفوف بالمخاطر، فالقدرة العسكرية لحزب الله ومستويات تسليحه أعلى بما لا يقاس بما تحوزه «حماس» وجماعات المقاومة المسلحة الأخرى فى غزة.
مما يقال فى الصحافة الإسرائيلية لتسويغ نقل دفة النيران إلى الجنوب اللبنانى منع «حزب الله» من تعظيم قدرته العسكرية بإمدادات جديدة من السلاح النوعى.
يصعب الإقدام على السيناريو اللبنانى بالنظر إلى كلفته الباهظة على الأمن الإسرائيلى نفسه والمواجهات السابقة تزكى عدم الاندفاع فيه، لكنه غير مستبعد بالنظر إلى العقليات التى تحكم الدولة العبرية.
السيناريو الخامس ـ أن تتجه حركة النيران إلى المواقع السورية باسم ملاحقة التمركزات العسكرية الإيرانية.
لمرات عديدة تدخلت القوات الإسرائيلية بضربات صاروخية تبنت تلك الذريعة، لكنها أخفقت فى أية تعديلات على موازين القوى، أو الإضرار بالمركز السياسى الإيرانى فى الأزمة السورية.
الأسوأ إسرائيليا أن آخر الغارات أفضت إلى أزمة مع روسيا بعد إسقاط إحدى طائراتها، وكان من تبعاتها إمداد دمشق بالمنظومة الصاروخية المتقدمة «إس ــ 300».
لن يكون الأمر سهلا هذه المرة، فالرادع الروسى منظور، وقوة التصدى جاهزة.
الحرب تطل برأسها، لكن لا أحد يعرف أين.
مشكلة إسرائيل أنها ليست قوية إلى حد أن تكشر عن أنيابها على جبهات مختلفة.
ومشكلتنا نحن أننا لا ندرك أننا لسنا ضعفاء إلى هذا الحد.

 

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيناريوهات الحرب الإسرائيلية المقبلة سيناريوهات الحرب الإسرائيلية المقبلة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon