توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لم يتظاهر المصريون يوم السبت؟

  مصر اليوم -

لماذا لم يتظاهر المصريون يوم السبت

بقلم - عماد الدين حسين

مساء يوم الجمعة الماضى ٢٩ يونيو وفى الطريق من منزلى لـ«الشروق»، مررت بميدان التحرير ظهرا ثم ليلا. المرور كان منسابا والحركة هادئة. لكن كانت هناك بداية لظهور العديد من رجال الأمن مع مركباتهم، مع تكثيف التواجد حول المنشآت الحيوية خصوصا فى مربع الوزارات ومجلسى الشعب والوزراء.

وفى الثامنة من صباح السبت مررت فى نفس الميدان، الهدوء كان مستمرا، والأمن أكثر انتشارا، وهو نفس الأمر الذى لاحظته طوال الطريق حتى مدينة الإنتاج الإعلامى فى أكتوبر.

فى مساء اليوم نفسه السبت سرت على قدمى من العجوزة حتى مبنى التليفزيون فى ماسبيرو، ومنها إلى قرب ميدان السيدة زينب. وكانت الملاحظة زحاما شديدا خصوصا على كوبرى قصر النيل، ثم فى ميدان التحرير. المواطنون خرجوا من منازلهم هربا من موجة الحر الشديدة، وبحثوا عن نسمة هواء فى جو مفتوح، حتى لو كانت جزيرة صغيرة تتوسط نهر الشارع.
لماذا أحكى عن كل هذه التفاصيل التى يراها البعض روتينية ولا تهم أحدا؟!.

الإجابة ببساطة، لأن البعض تصور أو ربما راهن على حدوث هناك مظاهرات وحشود جماهيرية ستنزل الشوارع للمطالبة برحيل الحكومة والنظام فى ذكرى مرور خمس سنوات على ثورة ٣٠ يونيو 2013.

وبالطبع فإن النتيجة النهائية التى رأيناها فى ذلك اليوم أنه لم ينزل أحد للتظاهر، لأسباب متعددة، سواء لعدم اقتناعه، أو لخوفه من المجهول أو حفاظا على لقمة عيشه.

فى الايام الاخيرة قابلت مواطنين كثيرين من كل الفئات والطبقات فى القاهرة ووجه بحرى والصعيد. الغالبية تشكو من الآثار الصعبة جدا لعملية الإصلاح الاقتصادى خصوصا بعد الارتفاع الأخير فى أسعار الوقود، التى أدت إلى ارتفاع غالبية أسعار السلع والخدمات المختلفة. لكن الشكوى والألم والغضب من هذا الارتفاع شىء، وتحول كل ذلك إلى سلوك وتحرك على الأرض شىء مختلف تماما.

سيدة مصرية تشبه ملايين السيدات قابلتها فى أسيوط، وجدت نفسها غير قادرة على مواجهة نفقات بيتها وأولادها. وصبت لعناتها على الحكومة. سألتها: هل تفكرين فى التظاهر فعلا ضد الحكومة وسياساتها الاقتصادية، كما كان يتردد وقتها على وسائل التواصل الاجتماعى؟.. ردت بصورة قاطعة بالطبع لا، رغم غضبى الشديد من سياسات الحكومة.

رجل آخر قابلته فى أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة منذ أسبوع. هو أيضا يشكو من الحال الصعب الذى يعيشه، وجعله مشلولا حتى عن التفكير!. قال لى إنه وبعد درس السنوات الماضية فهو لن يخاطر بالنزول إلى الشارع من أجل شىء غير مضمون. تقديره أن ثمن التظاهر الآن سيكون مكلفا جدا، ورهانه أن الحكومة ينبغى أن تدرك خطورة استمرار هذه الحالة على غالبية المواطنين. وأن الغضب المكتوم داخلهم ليس أمرا سهلا، حتى لو لم يتحول إلى أفعال على الأرض الآن.

فى هذا الصدد هناك أمران يراهما البعض متناقضين:
الأول اعتقاد البعض أن الأزمات الاقتصادية المختلفة وما يصاحبها من صعوبات معيشية تعنى بصورة آلية وجود ظواهر احتجاجية حركية فورا فى الشارع.
والتناقض الثانى هو اعتقاد الحكومة أن غياب التظاهر هو صك على بياض من المواطنين برضاهم عن سياساتها الاقتصادية، والملاحظة الاساسية فى تقديرى هى أن كلا الرأيين خاطئ.

الناس لا يتظاهرون فى أى مكان فورا، لمجرد أن أسعار سلعة أو أكثر قد ارتفعت، لكن ليس معنى ذلك أنهم لن يحتجوا أبدا إذا استمرت الحياة المعيشية متدهورة.

الاحتجاجات مسألة معقدة، وتخضع لظروف موضوعية متنوعة ومتداخلة. مرت ظروف كثيرة صعبة على المصريين فى حقب مختلفة، ولم يتظاهروا أو يحتجوا فيها، لكنهم فعلوا ذلك بصورة فاجأت الجميع كما حدث فى ٢٥ يناير ٢٠١١، رغم أن الأوضاع الاقتصادية لم تكن صعبة جدا قياسا حتى بالظروف الحالية.

ختاما، نتمنى أن تنجح الحكومة فى التغلب على الأزمة الاقتصادية، وتحقق أكبر قدر ممكن من التوافق الوطنى، حتى تنزع كل الذرائع التى قد تقود إلى ما لا يحمد عقباه للمجتمع بأسره.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لم يتظاهر المصريون يوم السبت لماذا لم يتظاهر المصريون يوم السبت



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon