توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

  مصر اليوم -

التعليم والسيارة ربع النقل

بقلم - عماد الدين حسين

على الصفحة الأخيرة من عدد «الشروق» الصادر يوم الإثنين الماضى الأول من أكتوبر صورة شديدة الدلالة والإيحاء. سيارة ربع نقل تسير فى أحد شوارع مدينة ٦ أكتوبر ويتكدس فوقها عدد يصعب حصره من التلاميذ. كثافة عددهم لا تجعلك تشاهد السيارة، وهكذا يبدو المشهد، وكأن هناك كتلة بشرية تتحرك!!. طلاب «مشعلقون» فى الهواء كل واحد منهم يمسك بزميله أو بما تيسر من أى جزء من السيارة، التى يفترض أنها غير مخصصة بالمرة لنقل البشر.

هذا الصورة وجدتها على صفحة الزميل والمصور البارز عبدالوهاب السهيتى، وهى لقطة بمليون كلمة كما يقولون.

هذه الصورة يمكن أن تتم قراءتها بأكثر من طريقة.

أول وأسهل طريقة هى أن يلتقطها المحبطون والمشككون، ويقولون إنه لا أمل فى إصلاح أى شىء، خصوصا التعليم.

وأسهل طريقة أيضا أن ينظر إليها المتفائلون والمؤيدون باعتبارها مجرد حادث فردى لا يعبر عن واقع الحال الوردى، والإصلاحات فى جميع المجالات. وبما أن الحياة يصعب تماما أن يتم النظر إليها فقط من خلال اللونين الأبيض أو الأسود، فإن هذه الصورة فرصة مثالية لمحاولة فض الاشتباك الدائرة الآن بشأن التعليم.

المدخل الموضوعى أننا لا يمكن أن نلوم وزارة التعليم على هذه الصورة، كما يفعل البعض «عمال على بطال» فالوزارة ليست مسئولة عن عملية نقل التلاميذ من بيوتهم إلى المدارس، ومن التعسف أن نحمل الوزارة مسئولية كل شىء!!.

والمنطق أن نسأل من يفترض أن يتحمل المسئولية؟!

قولا واحدا، المسئول هو إدارة المرور، فالسيارة ربع النقل يمكنها أن تنقل أى شىء إلا البشر. أعرف أن هذا النمط من النقل موجود بكثرة فى بعض الطرق ما بين القرى والمراكز، لكن للموضوعية لم أرَ مشهدا بهذه الفجاجة والخطورة.

السؤال الثانى هل لو قام المرور بدوره ستنتهى مثل هذه المشاهد؟! ربما نعم، لكن ذلك يحتاج وقتا، والأهم أنه يتطلب ايجاد وسائل نقل آدمية وآمنة تليق بالطلاب.

ومن الشكل إلى المضمون، فالمفترض أن نتفق على أن المشهد الحالى ليس شديد البياض كما يراه المتفائلون، وليس شديد السواد كما يراه المتشائمون.

لا يمكن لأى شىء أن ينجح إذا تم النظر إليه بتلك الطريقة. هناك واقع شديد الصعوبة فى العملية التعليمية، وكل منصف يعرف أنه حصاد تراكم سنوات لمنظومة من البطء والإهمال والفشل وسوء التخطيط وقلة الموارد.

الوزير الحالى د. طارق شوقى لديه تصور لإصلاح التعليم، وهذا التصور يؤيده البعض ويعارضه البعض الآخر، والحل ليس التمترس خلف هذا الموقف أو ذاك، بل محاولة الوصول إلى نقاط تفاهم حتى ننطلق إلى الأمام.

البعض يستخدم مشهد صورة التلاميذ أو ما يشبهها لكى يقول إنه لا يوجد أى أمل على الإطلاق. وهذا القول يجد صدى لدى البعض خصوصا فى السوشيال ميديا، إضافة لبعض المشكلات الحقيقية الأخرى مثل زيادة كثافة الفصول أو الدروس الخصوصية، أو ضعف مستوى المعلمين أو قلة الفصول أو ضعف المناهج، أو أى من المشكلات العويصة التى نعرفها جميعا منذ سنوات.

المدخل الحقيقى لمعالجة مشكلة التعليم ليس فقط وضع نظام تعليمى جديد، أو افتتاح بعض المدارس. لكن أن تكون هناك بيئة عامة تستطيع التوصل إلى حد أدنى من التوافق على المشتركات، لأنه من دون ذلك سوف نعيش ما يشبه حوار الطرشان.

لا يوجد نظام مثالى، كما أنه لا يوجد نظام سوداوى، لكن هناك نظاما أقرب إلى واقع. والمشكلة الراهنة أننا بصدد وجهتى نظر متناقضتين تماما لا يلتقيان عند نقطة معينة. 

مشهد السيارة النقل التى كانت تحمل التلاميذ يكشف عن واقع مرير، لكن لا ينبغى أن نظل أسرى هذا المشهد. لو أننا فكرنا بهذه الطريقة، لن نتحرك للأمام خطوة واحدة. كثرة المشكلات وشيوعها وتفاقمها، لا يفترض أن يصيبنا باليأس، بالعكس المفروض أن يجعلنا نعافر ونجاهد ونحاول حتى نبدأ التحرك للامام من هذه النقطة التى علقنا فيها طويلا. إصلاح التعليم ليس مهمة وزارة التربية والتعليم فقط أو حتى كل الحكومة، بل هى مسئولية الجميع وبالتالى، فعلى كل شخص أو هيئة أو مؤسسة أن تؤدى دورها وبعدها يمكنها الانتقاد كما تشاء!.

كن يتبقى سؤال مهم: هل الطريقة التى تتعامل بها وزارة التعليم مع الاعلام هذه الايام تساعد فى التحرك للامام ام العكس؟!.

سؤال يحتاج إلى مناقشة عامة علنا نصل إلى نقطة التقاء.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعليم والسيارة ربع النقل التعليم والسيارة ربع النقل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon