توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حان وقت وقف الاستدانة

  مصر اليوم -

حان وقت وقف الاستدانة

بقلم : عماد الدين حسين

 يوم السبت الماضى قال عمرو الجارحى، وزير المالية، فى لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان: إن حجم الديون بلغ 4.3 تريليون جنيه، وأن فوائد هذا الدين تمثل 36% من إجمالى المصروفات وأن التحدى الأضخم يتمثل فى حجم المديونية، وأن مديونية قطاع الطاقة بلغت قرابة تريليون جنيه، وفى نفس الاجتماع قال عصام الفقى، أمين سر اللجنة: إن فوائد الدين فى موازنة العام الماضى بلغت 242 مليار جنيه ارتفعت إلى 380 مليارا هذا العام، وسوف ترتفع إلى 541 مليارا فى العام المالى المقبل.

فى نفس التوقيت الذى كان يتكلم فيه الجارحى، كنت أجلس مع خبير دولى مرموق، مطّلع بدقة على الأوضاع الاقتصادية، وقال «إن الدين السيادى المصرى مرتفع للغاية».

لم أقتبس كلمات أو تعبيرات لمعارضين مصريين، أو رافضين لبرنامج الإصلاح الاقتصادى، ولكن استعنت بكلمات وزير المالية، الأكثر همًا بموضوع الديون، وكذلك برأى خبير عالمى يدعم بقوة برنامج الإصلاح، حتى لا يتهمنى أحد بأننى أتربص أو «أصطاد فى الماء العكر!».

طبقا للبيانات الرسمية، فإن حجم الدين الداخلى 3.16 تريليون جنيه بنهاية يونيه الماضى، فى حين أن الدين الخارجى قفز إلى 82.9 مليار دولار بنهاية ديسمبر الماضى، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق.

غالبية من أعرفهم ويفهمون فى الاقتصاد ــ من مؤيدى الحكومة بل وبرنامج إصلاحها الاقتصادى ــ يحذرون طوال الوقت من خطر المديونية، خصوصا الخارجية المقومة بالدولار الأمريكى.

مبدئيا أقدر الظروف التى اضطرتنا إلى الاستدانة فى بعض القروض المهمة جدا، التى لولاها لربما واجهت مصر ظروفا لم يكن يعرف عواقبها إلا الله، خصوصا بعد ثورة يناير ٢٠١١، حيث اضطرننا لطبع البنكنوت بكثرة من دون غطاء لصرف رواتب الموظفين.

يقول البعض إنه كان هناك حاجة ملحة للاقتراض فى السنوات الأربع الماضية، لإقامة بنية تحتية ومشروعات قومية كبرى، لم يكن هناك بد من إقامتها، لكن هل كل الديون التى اقترضتها الحكومة منذ ٢٠١١، ينطبق عليها شرط الحتمية؟!.

لا أستطيع أن أفتى بدقة فى هذا الأمر، لكن معظم من أعرفهم من خبراء، يقولون إن السؤال ليس دقيقا بشأن هل كان يفترض أن نحصل على هذا القرض أم لا، لكن السؤال الجوهرى هو: حتى إذا كانت بعض القروض مهمة وحيوية فإن المعيار الرئيسى هو مدى خطورتها على الاقتصاد المصرى خصوصا فى المستقبل.

لا أنسى بالمرة قول خبير اقتصادى مرموق حينما كنا نتحدث عن «المؤامرة» التى نرددها جميعا صباحا ومساء ــ هو لم ينكرها ــ لكنه يخشى أن يكون أحد أوجه المؤامرة الفعلية أن يتم إغراقنا فى الديون الخارجية، فالمؤامرة ليس أن أحاربك فقط، أو أدعم الإرهابيين بالتمويل والتخطيط والإرشاد والمنصات الإعلامية، لكن أيضا حينما أجعلك تعتمد بالأساس على القروض، بصورة تبدو أقرب إلى الإدمان!!.

قبل نحو عام، طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى من الحكومة، عدم الاستدانة إلا لـ«الشديد القوى». والبعض يعتقد واهمًا أن وزيرة الاستثمار هى صاحبة قرار الاقتراض، الحقيقة أن كل وزارة على حدة تتفاوض على القروض وتطلبها وتوافق لها الحكومة على ذلك، ثم تقوم وزارة الاستثمار بتنفيذ ما قررته الحكومة.

كثيرون يقولون: «علينا ألا ننسى حينما أغرقت أوروبا وخصوصا بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا، مصر فى الديون زمن الخديو إسماعيل، وحينما عجزنا عن السداد، فرضوا علينا إنشاء صندوق الدين العام فى 2 مايو 1876، الذى يتلقى كل إيرادات الحكومة، ويسدد بها الديون التى بلغت أقساطها وفوائدها أكثر من 70% من مصروفات الميزانية وقتها، وكان هناك ممثل للدول الدائنة فى كل وزارة مصرية، كان هو الآمر الناهى».

أتمنى أن ننظر إلى الأمام، وأن يكون هناك قرار استراتيجى بوقف الاقتراض تماما، حتى نعرف «راسنا من رجلينا» كما يقولون، وحتى نفكر فى الطريقة التى سنسدد بها هذه القروض مستقبلا، علما أن البعض يقول إن الدين الخارجى أكثر من 82 مليار دولار، حينما نضيف عليه ديون الهيئات الاقتصادية والبنوك وقرض محطة الضبعة النووية من روسيا والبالغ ٢٥ مليار دولار.

الحكومة أبلت بلاء حسنا فى عملية الإصلاح الاقتصادى، على الرغم من أن ملايين الفقراء هم من دفعوا الثمن الأكبر، ولم يكن هناك بديل فعلى لهذه العملية، لكن علينا أن نفكر تريليون مرة قبل أن نقترض «سنتا» جديدا من الخارج!.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حان وقت وقف الاستدانة حان وقت وقف الاستدانة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon