توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حمار نافق فى الإبراهيمية!

  مصر اليوم -

حمار نافق فى الإبراهيمية

بقلم : عماد الدين حسين

  فى السادسة إلا الربع من مساء الجمعة الماضية «16 مارس»، كنت أركب القطار رقم 979 المقبل من أسيوط للقاهرة، فى المسافة بين مركزى سمالوط ومطاى بمحافظة المنيا، كان هناك حمار نافق تطفو جثته على مياه ترعة الإبراهيمية، المشهد مؤذٍ ومقرف ومحبط، ويعطى دلالة بأنه لا أحد يتابع أو يراقب أو يحاسب!!.

ولمن لا يعرف من الأجيال الجديدة فإن الإبراهيمة تصنف من أعظم مشروعات الرى، وأنشئت فى عهد الخديوى إسماعيل، وأطلق عليها اسم الإبراهيمية نسبة إلى إبراهيم باشا ابن محمد على الكبير، تأخذ مياهها من النيل عند أسيوط، وتنتهى عند أشمنت قرب الفشن بمحافظة بنى سيف، حيث تتصل ببحر يوسف المتجه إلى الفيوم، ويبلغ طولها 267 كم، وتروى أكثر من 2 مليون فدان بنظام الرى الصيفى فى المحافظات الثلاث.

الفضل فى وضع تصميمها وإنشائها يرجع إلى المهندس المصرى دويدار محمد باشا، الذى كان مفتشا لهندسة الوجه القبلى، وقد بدأ بإنشائها سنة 1867، واشتغل فى حفرها نحو مائة ألف نسمة بطريق السخرة (العونة) وتم افتتاحها عام 1873.

وإذا كانت مياه الشرب فى أنحاء كبيرة من المحافظات الثلاث تعتمد على الإبراهيمية بعد تنقيتها، فقد سألت نفسى إذا كانت المحليات مقصرة، أو مهملة، ألم يلفت نظر سكان المكان، أو غيرتهم، وجود حمار نافق فى مياه هذه الترعة الكبيرة، ألا يدركون خطورة ذلك، على صحتهم وصحة أولادهم؟!.

الإجابة معروفة لى سلفا، فالمشهد المتكرر الذى أشاهده منذ بدأت أسافر بطريقة منتظمة بين القاهرة وأسيوط عام ١٩٨٢ وحتى الآن ثابت لا يتغير.. فلاحات من القرى والمراكز المختلفة من الجيزة وحتى أسيوط يقومن بغسل الملابس والأوانى فى الترعة الإبراهيمية أو كل الترع المتفرعة من النيل، وأحيانا من النيل نفسه!!.

أما المشهد الأسوأ فهو تلال من القمامة والزبالة يتم إلقاؤها فى الترعة، وتختلط بالماء الذى يفترض أننا نشربه جميعا، باعتبار أن سكان القاهرة الكبرى ومحافظات الوجه البحرى سوف يتأثرون بذلك، إذا لم يكونوا هم أيضا يساهمون بجزء معتبر من تلويث هذا النهر العظيم.

هذه المشاهد المتكررة تعنى شيئا واحدا، أننا فقدنا كحكومة ومواطنين حتى حس الخوف على حياتنا، والغريب أن معظمنا يتساءل فى دهشة: لماذا زادت الأمراض المعدية والمتواطنة الناتجة عن التلوث مثل السرطان والفشل الكلوى، والالتهابات الكبدية بأشكالها المختلفة؟!!!، ولماذا نلقى بالزبالة فى النيل، ثم نلوم الحكومة على التلوث؟!!!.

المفروض أننا مقبلون على فترة غاية فى الصعوبة، حينما تبدأ إثيوبيا فى ملء سد النهضة، الأمر الذى سيؤدى آليا إلى نقص فى كمية المياه المتدفقة إلى مصر.

وإلى أن تنتهى فترة الملء التى لا نعرف سنواتها، سنتأثر إلى حد ما، ليس فقط خصما من حصتنا الطبيعية المتمثلة فى الـ٥٥٫٥ مليار متر مكعب، بل فى كميات أخرى كانت تأتينا نتيجة عدم وجود سدود كبرى فى إثيوبيا أو السودان، وبالتالى فالمنطق البسيط، هو أن نحافظ على كل قطرة ماء من مياه النيل، خصوصا أننا سنضطر إلى تحمل فاتورة كبرى لتحلية مياه البحر، ليس فقط لسد النقص المتوقع فى مياه النيل، ولكن لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المتكاثرين، ولأغراض الزراعة والصناعة.

القصة ليست قصة قوانين، فى أحيان كثيرة، وأخيرا تم الإعلان عن تشديدها، لكن المسألة الجوهرية، هى أن يرتفع وعى الناس أولا ليعرفوا أن الموضوع لم يعد يحتمل التهريج، سواء بغسل الأوانى والملابس فى النهر أو إلقاء الزبالة، ومن المهم أيضا، أن يتوقف الجميع عن الإمساك بخرطوم طويل والرش أمام المنزل والمنازل المجاورة، وكأننا دولة المنبع التى يسقط عليها أكثر من 800 مليار مكعب سنويا!!!.

قضية إشعار المصريين بخطورة أى نقطة من مياه النيل قضية أمن قومى من الطراز الأول، وعلى الجميع أن يؤدى دوره فيها حكومة وشعبا ومجتمعا مدنيا.

نقلاً عن الشروق الفاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حمار نافق فى الإبراهيمية حمار نافق فى الإبراهيمية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon