توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عامر.. وإنقاذ أتوبيس الاقتصاد

  مصر اليوم -

عامر وإنقاذ أتوبيس الاقتصاد

بقلم - عماد الدين حسين

مساء الأربعاء الماضى جلست مع محافظ البنك المركزى طارق عامر، بصحبة مجموعة من محررى ملف الاقتصاد فى وسائل الإعلام المصرية فى إحدى القاعات بمركز المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ، بعد يوم حافل من الجلسات والنقاشات فى الاجتماع السنوى لجمعية البنوك المركزية الإفريقية،والذى استضافته مصر وترأسه طارق عامر، وافتتحه المهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء.

اللقاء لم يكن رسميا، وتشعب لموضوعات متعددة، لدرجة أن أحد الزملاء سأله: وإيه رأيك فى مشكلة المخدرات؟. فرد عليه باسما: «يا عمى أنا بتاع بنوك مش مخدرات»!.

عامر قال إن نسبة نجاح البرنامج الاقتصادى فاقت كل التوقعات.

عامر يقول إن الناس تعتقد أن البنك المركزى هو من يجلب الدولارات، لكن الحقيقة نحن نساعد فقط فى عملية تدفق العملة الصعبة. وكشف عن أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج تزيد عن الرقم المعلن وهو ٢٦ مليون دولار، لأن هذا الرقم هو الذى يأتى عبر النظام البنكى، بخلاف ما يأتى مع الأفراد أنفسهم.

زملاء كثيرون سألوا عن الازمات الاقتصادية والاسعار المرتفعة، وهنا سألنا عامر: هل نسيتم مرحلة ما قبل التعويم حينما كان الدولار يزيد جنيه كل يوم، وعمليات المضاربة التى تورط فيها كثيرون من أول الأفراد نهاية بجماعات إرهابية وكانت تضارب على سعر الدولار بكل الطرق لضرب الاقتصاد المصرى، بل إن بعض من كان يملك مائة دولار فقط كان يطلق الشائعات، بحثا عن ربح، كلف الاقتصاد القومى الكثير وقتها.

فى تقدير عامر أن مصر وقتها كانت على كف، وأشبه بمجموعة من الناس يركبون «أتوبيس» من دون فرامل، ويوشك أن يقع فى الهاوية، وكنا نحاول منعه من السقوط بكل الطرق. وأثناء ذلك، كان بعض الركاب يشتكون من وجود بعض الاهتزازات، لكنهم للأسف لا يدركون أن حياتهم نفسها كانت بأكملها معرضة للخطر الوشيك. وبعضهم سخر منا وقتها، وقال: «طالما مش عارف تسوق انزل من الأتوبيس»!

عامر قال إن المحصلة أننا نجحنا وتم انقاذ الاتوبيس والركاب، وبدأنا نسير على الطريق الصحيح.

فى هذه اللحظة سأله أكثر من زميل: ولكن أحوال الركاب صعبة جدا بفعل عملية الإصلاح الاقتصادى.

الرجل قال: «نعم لا ينكر أى عاقل أن هناك آثارا صعبة على الناس، لكن إذا كان من حق الناس أن تسأل وتشكو من الآثار السلبية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى، فمن الإنصاف أيضا أن تسأل عن السيناريو الذى كان يمكن أن يحدث لو لم ننقد هذا البرنامج».

هو أجاب على هذا السؤال الافتراضى وقال: «لو لم ننفذ البرنامج، كانت أسوأ الافتراضات يمكن ان تحدث». مثلا من أين كنا سنحصل على ٨٠٠ مليون دولار، نحتاجهم شهريا لشراء الوقود؟!. وجاء علينا وقت لم نكن نملك عملة صعبة لشراء بعض الأدوية الضرورية، ومن أين كنا سندفع ثمن محطات الكهرباء الأخيرة؟!

أحد الزملاء سأله: ولكن أنتم اقترضتم كثيرا، وهذا خطر جدا. المحافظ رد: «الأمر يشبه شخص مريض يحتاج إلى إجراء عملية عاجلة لإزالة ورم من بطنه، وإذا لم يجرها سيموت، وهو فى الوقت نفسه لا يملك المال الكاف لإجرائها، فماذا سيفعل؟!

زميل آخر سأل عن أن حصيلة الاحتياطى النقدى، وأن معظمها ديون وودائع، والمحافظ رد بأن ذلك غير صحيح، وبنود الاحتياطى عندنا تتوافق مع المعايير العالمية، ويدخل فيها الودائع والقروض والتدفقات وحصيلة الصادرات. وشرح عامرالأمر بصورة مختلفة قائلا: لدينا الآن احتياطى ٤٤ مليار دولار، ولو أنه 33 مليارا كان سيكون جيدا، باعتبار أنه انخفض ذات يوم إلى أقل من ١٥ مليارا بعد سقوط جماعة الإخوان. 

السياسة الرشيدة طبقا لكلامه رأت أنه من المهم جمع أكبر قدر من الأموال «على قد ما نقدر، تحسبا للظروف»، والواقع أثبت أننا اتخذنا القرار الصحيح، لأننا جمعنا وقتها ١٣ مليار دولار من عملية بيع وطروحات السندات طويلة الأجل، الآن سوق هذه السندات انغلق دوليا لأسباب يطول شرحها.

المحافظ قال: بعض المصريين يستكثر دفع بوليصة التأمين على الحريق، ثم يشكو ويصرخ إذا شب الحريق!!

فى تقدير طارق عامر أن المحصلة النهائية لبرنامج الإصلاح ممتازة، و«صار بإمكان البنك المركزى أن يتدخل لضبط السوق فى أى لحظة يريد لكسر أى طرف يريد الاضرار بهذه السوق».

تلك هى وجهة نظر المحافظ، وبالطبع هناك وجهات نظر اخرى لا ينبغى تجاهلها بحثا عن الاستقرار الامثل.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عامر وإنقاذ أتوبيس الاقتصاد عامر وإنقاذ أتوبيس الاقتصاد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon