توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليست «بمبى» أو «كحلى غامق»

  مصر اليوم -

ليست «بمبى» أو «كحلى غامق»

بقلم : عماد الدين حسين

 مساء الأحد الماضى قابلت خبيرا اقتصاديا مرموقا بصحبة بعض الأصدقاء المتميزين. وخلافا للحديث الشائك الذى يشغل غالبية مجالس المثقفين المصريين هذه الأيام والمتعلق بالقبض على عنان وأبوالفتوح وجنينة، والحرب على الإرهاب، فإننا جميعا أنصتنا إلى كلام هذا الخبير، خصوصا أنه عمل فى الحكومة والمؤسسات المالية المختلفة، كما أنه مارس السياسة على أرض الواقع.

هو يرى بالطبع أن هناك أزمة اقتصادية حقيقية، لكنه ليس متشائما على طول الخط. هو من النوع المتوازن الذى يقول إن هناك سلبيات كثيرة، لكن هناك إيجابيات. ومن أجل كل ذلك فإنه ينال احتراما كبيرا وسط كل معارفه.

يقول إن هناك تحسنا فى معدل النمو، لكن الأهم من النمو هو التنمية. نعرف جميعا أن حكومات حسنى مبارك الأخيرة حققت نسب نمو قاربت الـ٨٪، لكن ذلك لم ينعكس على غالبية المواطنين، ولم تسقط ثمار النمو التى تحدث عنها أحمد عز وجمال مبارك والمجموعة الاقتصادية على الفقراء فى تلك الأيام. وبالتالى فالمهم دائما هو طريقة توزيع عائد هذا النمو، من أجل تنمية للمجتمع بأكمله خصوصا للفقراء والطبقة المتوسطة.

هو يقول إن بعض قرارات الإصلاح كانت حتمية، لكن للأسف فإننا دفعنا الثمن الصعب والمؤلم فيها، ولم نجن ثمار الجانب الإيجابى منها حتى الآن، ونتمنى أن يحدث هذا الأمر قريبا،هي حسب تعبيره " خلقت قاعدة جيدة للبناء..لكننا لم نبت عليها بعد".

هو يتفهم الذين يؤيدون المشروعات الكبرى خصوصا تلك المتعلقة بالمقاولات، فهى توفر العديد من فرص العمل، لكنها للأسف فرص عمل غير دائمة. وبالتالى علينا ألا نغفل المشروعات الإنتاجية، لانها توفر فرص عمل حقيقية ودائمة ومنتجة. على سبيل المثال إنشاء عاصمة جديدة قد يوفر فرص عمل لعشرين أو حتى خمسين ألف شخص، لكن بعد نهاية المشروع، لن يحتفظ بوظيفته إلا البواب والجناينى!!. فى حين أن مصنعا يعمل به خمسون شخصا فقط سوف يستمرون فى وظائفهم إلى الأبد.

أحد الجالسين سأل: ولكن المشكلة هى الانحياز الطبقى للحكومة ضد الفقراء؟!.

الخبير الاقتصادى، قال إن ذلك ليس صحيحا، هناك بالطبع انحياز لكل حكومة، لكن فى حالة المصرية الراهنة، فإن ذلك ليس دقيقا، المشكلة أن الحكومات تميل أحيانا إلى «الشغل التنفيذى السهل». مثلا إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، أمر سهل جدا بإقامة مبان ومنشآت وطرق جديدة تماما، وعلى أرض فضاء، ويستطيع الناس أن يروا إنجازاتها بسهولة، فى حين أن إصلاح القاهرة القديمة، أمر صعب ويستغرق وقتا ويحتاج إلى أموال كثيرة، والأهم أن الناس قد لا تشعر بأن هناك إنجازا قد تم.

تعويم الجنيه، كان مهما جدا وحتميا من وجهة نظر الحكومة، فهو نظريا، سيؤدى إلى زيادة الصادرات وتقليل الواردات، وجذب المزيد من الاستثمارات، الأمر الذى سيؤدى لاحقا إلى تقليل عجز الموازنة.

هذه الأمور لم تتحقق بصورة كبيرة، خصوصا أن العجز فى الموازنة لم يتراجع بصورة ملموسة. والمفترض أن ما يتم توفيره يذهب لتوفير فرص عمل أو دعم التعليم والصحة. لكن الذى رأيناه حتى الآن أن تخفيض قيمة الجنيه جعل عائدات السياحة تتراجع بصورة فادحة. على سبيل المثال فإن السائح المقيم فى الغردقة يأتى يوما كاملا إلى الأقصر يأكل ويتجول ويشاهد الآثار العظيمة مقابل ١٥ دولارا فقط!!. والمستثمر أيضا الذى كان يدفع ١٠٠ مليون دولار لإقامة مشروع فى مصر، وجد نفسه فجأة يدفع خمسين مليون دولار فقط أو أقل!!.

تلك هى أبرز الأفكار التى سمعتها من الرجل، علما أنه فاتنى جزء من كلامه، لأننى حضرت متأخرا.

أتفق معه فى الكثير من الأفكار والرؤى، وأحترم منطقه، وأجده أكثر توازنا، كما أنه يرى كامل الصورة.

نحتاج فى مصر إلى الكثير من نوعية هذا الرجل، المخلص للبلد بلا حدود من دون ادعاء أو هتاف، الذى يرى الايجابيات ويعظمها والسلبيات ولا يضخمها، لا يطبل ولا يهدم. «الحياة بالنسبة إليه ليست بمبى أو كحلى غامق بل درجات متنوعة من الرمادى». كان الله فى عون الجميع.

نقلا عن الشروق القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست «بمبى» أو «كحلى غامق» ليست «بمبى» أو «كحلى غامق»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon