توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 18 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

قلوبنا مع الشعب السودانى

  مصر اليوم -

قلوبنا مع الشعب السودانى

بقلم: عماد الدين حسين

ينبغى أن ننحنى احتراما وإجلالا للشعب السودانى الذى نجح فى إزاحة عمر البشير الذى ظل يحكمه بلا توقف لمدة ثلاثين عاما، وفى اليوم التالى أزاح رئيس المجلس الانتقالى عوض بن عوف ونائبه، مثلما انحنينا إجلالا واحتراما للشعب الجزائرى، قبل حوالى أسبوع، حينما أجبر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على التنحى، بعد أن حاول أن يحكمه من سرير المرض لفترة جديدة!
ما فعله ويفعله الشعبان السودانى والجزائرى يستحق التقدير والاحترام والإشادة. لكن مرة أخرى، وكما كتبت يوم الأحد الماضى فى هذا المكان تحت عنوان «مغادرة بوتفليقة هى الجزء الأسهل»، وقبلها بيوم تحت عنوان «حتى لا تتكرر المأساة فى الجزائر»، فعلينا ألا ينتشى الشعبان فقط بفرحة التنحى، بل عليهما التفكير فى الأيام والشهور والسنوات المقبلة.
من حق الشعب السودانى أن يفرح لإزاحة البشير، هذا إنجاز كبير جدا ومهم، وحتى لا ننسى فإن الاحتجاجات بدأت فى ١٩ ديسمبر الماضى، وكان كل مطلبها هو إلغاء زيادات أسعار الخبز والوقود وبقية السلع التى أعلنتها الحكومة. هذه الاحتجاجات بدأت فى بورسودان وعطبرة ثم انتقلت إلى الخرطوم وبقية المدن السودانية.
بعدها تطورت المطالب إلى إسقاط النظام، حينما انضمت غالبية الأحزاب السياسية إلى تجمع المهنيين، الذى قاد الأحداث منذ بدايتها وحتى اسقاط البشير يوم الخميس الماضى.
إذا إسقاط البشير هو نجاح كبير لمطالب السودانيين الذين خرجوا للتظاهر وبعضهم استشهدوا أو أصيب فى الاشبتاكات مع أجهزة أمن النظام، لكن هل هذا يعتبر كافيا للمتظاهرين والمحتجين؟
إسقاط البشير كان حلما للجميع فى بداية التظاهرات، لكنه صار البداية فقط، حينما تطورت الأحداث، وصار إسقاط النظام بأكمله هو المطلب الفعلى خصوصا بعد استمرار التظاهر لاجبار المجلس الانتقالى على نقل السلطة الفعلية لحكومة مدنية.
هذا هو التطور الطبيعى للمشهد مثلما حدث فى تونس أواخر عام ٢٠١٠ وفى مصر فبراير ٢٠١١، وفى ليبيا فى نفس العام ثم اليمن وسوريا.
قرأنا وسمعنا وشاهدنا الفريق عوض بن عوف يتلو البيان عصر يوم الخميس الماضى الذى عزل فيه البشير وحدد اقامته وتشكيل مجلس عسكرى انتقالى يحكم البلاد لمدة عامين تنتهى بالانتخابات وتعطيل الدستور وإعلان الطوارئ.
غالبية القوى السياسية وتجمع المهنية رفضوا البيان واعتبروه انقلابا، وليس اقتلاعا للنظام، كما جاء فى بيان بن عوف، ونتيجة لهذا الاصرار اضطر ابن عوف إلى الرحيل فى اليوم التالى.
بالملاحظة البسيطة سنرى تشابها كبيرا بين ما حدث فى الجزائر قبل عشرة أيام حينما تنحى بوتفليقة واستقال، وبين ما حدث فى السودان يوم الخميس الماضى، بل إن البعض يقول: «لقد رأينا هذا الفيلم من قبل»!!
ليس المقصود بكلمة الفيلم السخرية أو الانتقاص من جهد ودور الشعب السودانى الذى طرد البشير، ولكن أن المشكلة واحدة فى غالبية البلدان العربية.
تخرج بعض الشعوب العربية للتظاهر ضد الحاكم الذى يحاول أن يبقى فى السلطة إلى الأبد، تعتقد بقية السلطة أو النظام أن المشكلة فقط فى «الرئيس» وأنه إذا خرج رأس الحكم، فستنتهى المشكلة.
يعتقد غالبية السودانيين أن مجرد إخراج البشير وبعده عوض بن عوف يعنى نهاية المشكلة، فى حين أن الأمر أعمق من ذلك كثيرا. البشير كان مشكلة، لكن المشكلة الأعمق هى النظام نفسه، والحالة التى أوصل اليها بلاده.
كثيرون يخشون من أن ما حدث هو مجرد تغيير واجهة النظام فقط، لامتصاص غضب الشارع أو الإيهام بأن التغيير قد حدث.
لا يريد كثيرون التصديق بأن هناك مصالح ولوبيات تكونت على مدى ثلاثين عاما، هى عمر نظام البشير. هذه المصالح ستفعل أى شىء لحماية مصالحها أو مفاسدها، وستتلون كالحرباء، وتتحالف مع «الشيطان» لحماية نفسها من أى تغيير جدى وحقيقى.
القضية الجوهرية هى ما مدى قوة الحراك الشعبى والسياسى والمدنى على التوحد والصمود وتقديم وجوه، تكون قادرة على الانتقال من القديم إلى الجديد، دون الدخول فى صراعات أهلية مدمرة كما حدث فى ليبيا واليمن وسوريا، أم انها ستدخل مرحلة الانقسامات، والصراع على الغنائم؟!. وما هى قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية الصعبة جدا، وما هى قدرتها على الحصول على الأغلبية فى أى انتخابات مقبلة، والسؤال الاهم ما هو موقفها من أخونة المجتمع السودانى طوال الثلاثين عاما الماضية؟!
قلبى مع الشعب السودانى الشقيق فى هذه اللحظات الحاسمة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلوبنا مع الشعب السودانى قلوبنا مع الشعب السودانى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon