توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرجاء والوداد.. والحكم الرشيد في إفريقيا

  مصر اليوم -

الرجاء والوداد والحكم الرشيد في إفريقيا

بقلم - عماد الدين حسين

ما حدث فى مباراة الإياب لبطولة الأندية أبطال الدورى الإفريقى لكرة القدم فى استاد رادس التونسى بين فريقى الترجى التونسى والوداد المغربى يوم ٣٠ مايو الماضى ليس مقتصرا فقط على التنافس فى كرة القدم، ولكنه شديد الارتباط بالمشاكل والصعوبات والأزمات التى تعانى منها القارة الإفريقية فى مجالات متعددة من أول المجاملات والفساد، والتعصب والترهيب والغوغائية نهاية بالاستبداد وغياب الحكم الرشيد.

ما حدث فى هذه المباراة، وما تلاها من تداعيات يشير إلى أننا نحتاج الكثير فى إفريقيا، حتى نصبح مثل العالم المتقدم.
الفريقان التقيا فى مباراة الذهاب بالدار البيضاء، وانتهت بالتعاون الإيجابى بهدف لكل منهما، وهى نتيجة طيبة للفريق التونسى، وفى مباراة الإياب برادس تقدم الترجى بهدف، وفى الدقيقة ٥٨ سجل لاعب الوداد ولد الكرتى هدفا، ألغاه حكم المباراة الجامبى بكارى جاساما من جامبيا، بحجة التسلل.

لاعبو المغرب أصروا على أنه صحيح وطلبوا من الحكم اللجوء إلى تقنية فيديو «الفار» «VAR» للتأكد من الأمر، لكن المفاجاة هى اكتشاف تعطل تقنية الفار.

لاعبو الوداد رفضوا استكمال المباراة، التى ظلت متوقفة لمدة أكثر من ساعة ونصف، نزل خلالها معظم مسئولى الاتحاد الإفريقى إلى الملعب لإقناع اللاعبين باستئناف اللعب، ونزل مشجع تونسى واشتبك مع بعض لاعبى الوداد، وفى النهاية اعتبر الحكم الجامبى، فريق الوداد منسحبا، والترجى فائزا باللقب.

المغاربة تحركوا وقدموا العديد من الشكاوى للاتحاد الإفريقى، وهددوا بالتصعيد لكل المستويات، وفى النهاية اجتمع الاتحاد الإفريقى «كاف» فى باريس يوم الأربعاء الماضى، وقرر إعادة مباراة الإياب فى بلد إفريقى محايد بعد نهاية أمم إفريقيا فى مصر، وتجريد الفريق التونسى من الميداليات الذهبية.

إلى هنا فإن كل ما سبق يتعلق بكرة القدم والشق الرياضى، لكن الجزء الأهم يتعلق بصورتنا كأفارقة فيما يتعلق بالنزاهة والاستقامة والمساواة والعدالة وتوحيد المعايير والحكم الرشيد والأهم الإحساس بالأمان.

للأسف الشديد هذه المباراة تشير إلى أن مثل هذه الحوداث لا تقع إلا فى إفريقيا والعالم العربى، وأحيانا أمريكا اللاتينية، كما حدث فى نقل مباراة نهائى أبطال أمريكا اللاتينية العام الماضى بين بوكا جونيور وريفربليت، من بيونس أيرس عاصمة الارجنتين إلى إسبانيا.

فى المبارات الحاسمة فى النهائيات الإفريقية نسمع كثيرا عن رشوة الحكام، لكى يفوز الفريق الذى يدفع أكثر، وليس الذى يلعب أفضل.

فى هذه المباريات تقوم الجماهير بمحاصرة فندق الفريق المنافس طوال فترة إقامته، بل وخلال نومهم، وتهاجم أتوبيسات اللاعبين والمشجعين، وتظل طوال المباراة تسب وتشتم الفريق الضيف، وتتفنن فى إيذائه من أول الليزر إلى الرشق بزجاجات المياه وكل ما تقع يداها عليه.

أطراف مثل هذه المباريات يتعاملون وكأنهم فى معركة حربية حاسمة، وليست مباراة رياضية عابرة. أما الأخطر فهو أن اتحاد كل دولة إفريقية يحاول أن يجيش كل علاقاته داخل الاتحاد الإفريقى، من أجل أن يفوز فريق بلده، وليس من أجل ضمان وجود المعايير الصحيحة حتى لو تعارضت معه.

فى نهاية مثل هذه المباريات لا يقوم المهزوم بتهئنة الفائز، كما يحدث فى كل ملاعب العالم الطبيعية خصوصا أوروبا، لكن نرى الغضب والتشاحن والاستقطاب والكره والبغضاء، وعلينا أن نتذكر ما حدث فى مباراة الأهلى والمصرى فى استاد بورسعيد فى فبراير ٢٠١٢ أو نهائيات كأس أمم آسيا الأخيرة.

قرار الاتحاد الإفريقى، بإعادة المباراة، شجاع جدا، خصوصا أنه ربطه بغياب الأمن فى رادس وليس بعدم احتساب الهدف الملغى، الاتحاد الإفريقى يحتاج لعلاج كل الثغرات الموجودة داخله، خصوصا ما يقال عن الفساد المستشرى، وأن يتوقف عن أى ممارسات تهدد أصول وقواعد اللعبة الشعبية، وأن يرسل رسالة واضحة للجميع بأن البلطجة والرشاوى والترهيب والضغط العصبى لن تكون هى معايير اللعبة فى المستقبل.

من حق لاعبى ومشجعى الوداد أن يفرحوا للقرار، وبالطبع نتفهم غضب واعتراض الترجى ومن حقهم أن يطعنوا على القرار حيث يرونه ظالما، لكن ما نتمناه أن تكون هذه الأحداث المؤسفة بداية لإصلاح، ليس فقط حال كرة القدم التى يتابعها الجميع، ولكن إصلاح الأوضاع الإفريقية المختلة، فما يحدث فى دهاليز الاتحاد الإفريقى وملاعبه يتكرر تقريبا داخل حكومات وشوارع هذه القارة السمراء المنكوبة بالفساد والاستبداد.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع        

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجاء والوداد والحكم الرشيد في إفريقيا الرجاء والوداد والحكم الرشيد في إفريقيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon