توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يلتقى محمد بن سلمان مع الأسد؟!

  مصر اليوم -

هل يلتقى محمد بن سلمان مع الأسد

بقلم : عماد الدين حسين

 حينما قابلنا ــ نحن مجموعة من الصحفيين المصريين ــ ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى منزل السفير السعودى بالقاهرة، وقتها الوزير أحمد قطان فى الخامس من مارس الماضى، كان من بين الأشياء المهمة التى قالها إن بلاده تسعى إلى إبعاد الرئيس السورى بشار الأسد عن إيران. هذا المعنى كان يعنى عمليا أن السعودية لم تعد تضع إبعاد الأسد شرطا لحل الأزمة السورية.

ما قاله ولى العهد السعودى وقتها ضمنا، أوضحه بجلاء خلال حواره مع مجلة التايم، خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة بقوله: «إن الأسد باقٍ فى سوريا، لكن ليس من مصلحته أن يترك الإيرانيين يفعلون ما يحلو لهم فى بلاده، ومن خلال ميليشياتها هناك، فإن إيران ستؤسس طريقا بريا، يمتد من طهران إلى بيروت مرورا بدمشق وبغداد، هذا الهلال الشيعى سيمنح إيران موطئ قدم أكبر فى منطقة مضطربة».

ماذا يعنى هذا الكلام؟!

المعنى واضح وهو ان تطبيع العلاقات بين السعودية وسوريا، يمكن أن يتم قريبا إذا وافقت سوريا على الشرط الجوهرى وهو الابتعاد عن إيران، بحيث تتمكن الرياض من عدم إكمال الهلال الشيعى، وبالتالى لخبطة كل الأوراق الإيرانية.

من الواضح أن محمد بن سلمان «فى عجلة من أمره بالفعل»، كما قال احد المحللين الغربيين قبل شهور، فقد هجر تماما الأسلوب الدبلوماسى السعودى التقليدى الشائع منذ تأسيس المملكة، والممثل فى التردد والتحفظ وترك الزمن يحل القضايا الصعبة، أو التفاوض خلف الأبواب المغلقة.

لم يكن أحد يتخيل أن يخرج مسئول سعودى ليقول إن الأسد باقٍ. سمعنا ذلك من مسئولين أوروبيين وحتى من دونالد ترامب، بطريقة أو بأخرى، لكن أن نسمعه من مسئول خليجى، ومن الرجل القوى فى السعودية بالأساس، فهذا تطور بالغ الدلالة، ويمكن له أن يرسم لنا بعض ملامح المرحلة المقبلة، خصوصا ما يتعلق بسوريا، خصوصا إذا علمنا ان الموقف السعودى الجديد يقترب كثيرا من الموقف المصرى، الثابت من الأزمة السورية منذ 30 يونية 2013.
عزل إيران ومطاردتها دبلوماسيا، صار هدفا سعوديا ملحا، وسمعنا من الأمير محمد ــ يوم التقيناه ــ العديد من الوقائع التى قال إن بلاده تطارد فيها، إيران دبلوماسيا من آسيا إلى إفريقيا، ومن أوروبا إلى أمريكا اللاتينية.

الجديد فى الأسابيع القليلة الماضية أن الاستراتيجية تطورت، لملاحقة إيران فى قلب نفوذها، أى سوريا والعراق.

التقارب السعودى مع العراق، صار واضحا. هى تستقبل العديد من المسئولين العراقيين البارزين، وأوفدت وزير خارجيتها عادل الجبير إلى بغداد، وتلعب بفريقها الأول لكرة القدم فى البصرة، وتستقبل أول طائرة مدنية عراقية فى مطار الرياض لأول مرة منذ ٢٧ سنة، وتتردد أنباء عن احتمال زيارة بن سلمان بنفسه لبغداد، رغم النفى السعودى الأخير.

السعودية تطارد إيران أيضا عسكريا فى اليمن، وتلاعبها فى لبنان، لكن السؤال الذى بدأنا به هو: هل يمكن للسعودية وبلدان الخليج إغراء الأسد بإعادة تعويمه، وإعادته للجامعة العربية، مقابل الابتعاد عن إيران، والاكتفاء بأحضان الدب الروسى على الأقل فى المرحلة الأولى؟!.
سؤال صعب التكهن بإجابته، ووقائع التاريخ القريبة تصعب من الإجابة. فسوريا حافظ الأسد البعثية ساندت إيران الفارسية ضد العراق العربية البعثية فى حرب الثمانى سنوات (١٩٨٠ ــ ١٩٨٨)، فإذا كانت فعلت ذلك مع حليفها فى الأيديولوجيا البعثية، فهل تخالفه مع السعودية المختلفة معها فى الكثير من الرؤى والاتجاهات والأيديولوجيا؟! أم أن الإجابة يفترض أنها تخضع للمصالح العملية البحتة؟!.

سوريا صارت فى موقف قوة، بعد الانتصارات الكبيرة فى الشهور الاخيرة التى حققتها ضد التنظيمات الإرهابية، التى كانت ممولة بالأساس من غالبية بلدان الخليج.

وأمريكا تلمح إلى أنها سوف تنسحب تماما من سوريا، والرياض تحاول إقناعها بتأجيل ذلك إلى أطول فترة ممكنة.

صار مؤكدا أن المشهد العربى الراهن سوف يشهد تغيرات دراماتيكية فى الفترة المقبلة، لدرجة ان البعض قد لا يستبعد لقاء محمد بن سلمان مع بشار الاسد، إذا وافق على التحلل من العلاقة الإيرانية.. وإنا لمنتظرون!.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يلتقى محمد بن سلمان مع الأسد هل يلتقى محمد بن سلمان مع الأسد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon