توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضرورة دراسة حالة أصحاب حادث المريوطية

  مصر اليوم -

ضرورة دراسة حالة أصحاب حادث المريوطية

بقلم - عماد الدين حسين

أتمنى أن تتعامل جميع الجهات الحكومية والشعبية بجدية بالغة مع الدلالات الخطيرة للظروف التى أحاطت بمقتل أطفال المريوطية الثلاثة حرقًا.

قبل يومين كتبت على عجالة عن هذا الموضوع محذرا من تسرع البعض فى التعامل مع القضية باعتبارها سرقة وتجارة أعضاء، وأشرت بسرعة أيضا إلى الأسئلة التى يفترض أن ننشغل بها فى المرحلة المقبلة.

واليوم أحاول التركيز على حالة أصحاب وأبطال الحادث وفى مقدمتهم أم الأطفال الثلاثة، وحتى الآن لا أعرف كيف طاوعها قلبها على أن تلقى بجثث أطفالها بهذه الطريقة اللإنسانية، إلا إذا كان هناك لغز فى القضية.

لو كنت مكان أجهزة الدولة ومؤسساتها الاجتماعية وكذلك مراكز البحوث الخاصة، لانشغلت بدراسة نموذج هذه الحالة الغريبة والعجيبة التى كان كثيرون يظنون أنها غير موجودة تماما، أو أنها مجرد حالات فردية!.

السؤال هل هى فعلا حالات فردية، أم تمثل ظاهرة؟!

لست خبيرا اجتماعيا أو جهة رسمية لكى اجيب بصورة جازمة، لكن على الأقل أملك العديد من المؤشرات، التى تؤكد أننا بصدد ظاهرة، وأن هذه الأم ليست حالة فردية بل هناك نماذج كثيرة مثلها، والمشكلة فينا نحن الذين لا نحب أن نرى أمراضنا بوضوح حتى يمكننا التهرب من علاجها.

السؤال الثانى هل لدى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أو أى جهة أخرى أى أرقام ومعلومات وبيانات تفصيلية عن هذه النوعية من المواطنين؟ وما أقصده هو الأم وزواجها بالأزواج الثلاثة العرفيين، وأحوال أطفالها وزوجها الأخير، وكذلك صديقتها التى احترق الأطفال فى شقتها ومعها زوجها وابنتها، إضافة إلى سائق التوكتوك.

ظنى الشخصى أنهم ليسوا مجرد حالات فردية استثنائية، وأتمنى أن أكون مخطئا.

مرجع ذلك أننى أقابل هؤلاء الناس يوميا فى العديد من المناطق، والأنكى أن هذه الفئة بدأت تتحرك من الهوامش إلى القلب، وذلك عبر الزحف الكاسح للتوكتوك من أطراف القاهرة والمدن الكبرى إلى قلب القاهرة والمحافظات، بل انهم يسيرون عكس الطريق على الدائرى!!.
السؤال المهم بعد أن نعرف بيانات هذه الفئة هو: إلى أى مدى هناك دور للدولة أو للحكومة أو للمجتمع المدنى وسط هؤلاء الناس؟!. هل نهتم بهم، أم أنهم خرجوا من حسابات الحكومة، وإذا كانت الحكومة تدعمهم، فما هو حجم هذا الدعم، ومدى تأثيره.

السؤال الأهم: هل لدينا أى دراسات جادة ورصينة بشأن الآثار المترتبة على تزايد هذه الفئة داخل المجتمع؟.

بعض الخبراء يقولون إن الدولة تخلت عن هذه الفئة منذ زمن طويل، وبالتالى، فقد قاموا بحل مشاكلهم بنفسهم.

لم يجدوا عملا فقرروا أن يتناسلوا حتى يحولوا الأطفال إلى قوة عمل منتجة لكنها غير متعلمة، ولم يجدوا مساكن منظمة فاخترعوا العشوائيات، ولم يجدوا مواصلات، فاخترعوا التوكتوك، ولم يجدوا فنا يصل إليهم فاندمجوا فى «المهرجانات»، ولم يجدوا مراكز شباب فأدمنوا جميع أنواع المخدرات، ولم يجدوا علماء معتدلين يخبروهم عن صحيح الدين، فجمعت والدة الأطفال بين ثلاثة أزواج عرفيا، وسجلتهم باسم زوج رابع!.

أتمنى أن يقوم خبراء من وزارة التضامن الاجتماعى وكل الجهات الحكومية ذات الصلة، ومراكز البحوث الاجتماعية بالنزول إلى هذه المناطق، والمكوث فيها لبضعة ايام، حتى يروا الصورة على أرض الواقع. لا أقصد زيارة بغرض تقديم مساعدات اجتماعية عاجلة أو مزيد من برنامج تكافل وكرامة، رغم اهميته، ولكن للبحث فى برامج وسياسات وأفكار ومبادرات تضع هؤلاء الناس على الطريق القويم، وتخلق لديهم أملا فى الغد، وأنهم ينتمون لهذا البلد ويسعدون لتقدمه ويحزنون لتأخره، أتمنى أن أكون مخطئا، حينما أقول أن بعض هؤلاء، قد لا يعرف معنى الانتماء الحقيقى، ولا ألومهم بالمرة، بل اللوم الأعظم على الحكومات المتعاقبة التى سمحت بالعشوائيات، وتخلت عن معظم دورها، ودمرت التعليم والصحة والقيم، فكانت النتيجة هذه الواقعة التى جعلتنا نفيق من غفوتنا ولو قليلا!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرورة دراسة حالة أصحاب حادث المريوطية ضرورة دراسة حالة أصحاب حادث المريوطية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon