توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مائدة واحدة تجمع الأفارقة

  مصر اليوم -

مائدة واحدة تجمع الأفارقة

بقلم: عماد الدين حسين

على مائدة فى مطعم مقام أمام الخيمة التى شهدت افتتاح مؤتمر الشباب العربى والإفريقى فى أسوان مساء السبت الماضى، كان هناك مشهد مؤثر، مجموعة من الشباب العربى والإفريقى تجلس معا. يأكلون ويتحدثون ويضحكون ويتناقشون. وخلفهم شعار المؤتمر «حان وقت إفريقيا».
الذى لفت نظرى لهذا المشهد المهم، أحد مذيعى «راديو مصر». وقلت له إن هذا المشهد يعنى أن تلك بداية جيدة ينبغى السير فيها حتى نصل إلى الهدف الأكبر وهو بناء علاقات عربية إفريقية حقيقية جادة.
الشباب العشرة تقريبا حول المائدة كانوا من مصر وتونس والمغرب وجنوب إفريقيا وإثيوبيا وكينيا.
الحوار تطرق إلى موضوعات كثيرة، منها بالطبع الرياضة، ولماذا يتأخر محمد صلاح فى إحراز الأهداف هذا الموسم.
وهل ينافسه ساديو مانيه أم لا، وهل يلمع النجم الجزائرى رياض محرز مع فريقه السيتى مثلما لمع من قبل مع ليستر؟!!.
كان هناك أيضا حديث عن مشروعات ريادة الأعمال وما هى فرص تأسيس مثل هذه المشروعات فى القارة الإفريقية.
قد يقول قائل وهل مجرد أن يجلس مجموعة من الشباب حول مائدة طعام واحدة، أمر جلل حتى يحتل هذه المساحة؟!.
الإجابة هى نعم، فالأمر ليس مجرد جلوس مجموعة، من الشباب العربى الإفريقى تتحدث معا، ولكنه سياق شامل للتواصل أولا ثم التفاهم وبعدها التعاون.
ما لفت نظرى فى أهمية هذه المائدة وأمثالها هو ما سمعته قبل أربع سنوات تقريبا من دبلوماسى مصرى مرموق، كنت قد قابلته فى أديس أبابا، فى مقر سفارتنا فى أديس أبابا، على هامش الاجتماع السنوى للاتحاد الافريقى، وشارك فيه وقتها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
هذا الدبلوماسى الذى انتقل إلى موقع مهم بعدها، قال لى إن هناك تباعدا كبيرا حدث بين مصر وإفريقيا، فى أعقاب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى أديس أبابا عام ١٩٩٥، كان من أثاره إننا ولينا وجوهنا شطر أوروبا والغرب وأعطينا ظهورنا للقارة الإفريقية.
قال لى أيضا إن الدبلوماسيين الأفارقة وصل إليهم شعور بأننا نتعالى عليهم، ولا نريد التواصل معهم، وبسبب تراكم هذه المشاعر زادت الجفوة واتسعت الثغرة، وكان المشهد فى الاجتماعات المشتركة شديد البؤس، كنا نجلس كمصريين بعيدا عن الأفارقة، لا نتحدث أو نتواصل معهم. وإذا جلسنا فإن ذلك يتم مع العرب الأفارقة فقط. ونتيجة لذلك فقد زاد شعور الفرقة والتباعد، وهو ما أدى ضمن أسباب كثيرة إلى تكتلهم ضد مصر فى قضية حوض النيل ومحاولتهم الإضرار بحصة مصر وحقوقها التاريخية.
بالطبع فإن غياب التواصل لم يكن السبب الوحيد فى المشكلة، ولكنه كان عاملا مهما مع بقية عناصر الخلاف والفرقة.
وزاد الطين بلة بالمؤتمر الذى عقده محمد مرسى مع مجموعة من الشخصيات العامة، وأذيع على الهواء وشهد تهديدا صريحا وفارغا لإثيوبيا.
هذا المشهد البائس، بدأ يتحسن تدريجيا بعد يوليو ٢٠١٣ لأن القيادة المصرية اتخذت قرارا استراتيجيا بالعودة إلى إفريقيا، فى مجالات متنوعة. وكانت أول زيارة للرئيس السيسى خارج مصر بعد توليه المسئولية هى حضور قمة الاتحاد الافريقى فى ملابو عاصمة غينيا الاستوائية فى يوليو ٢٠١٤، وأعتقد أن أديس أبابا هى أكثر عاصمة زارها السيسى خلال الخمس سنوات الماضية، كما أن رئيس وزارئها سواء كان هيلى ماريام ديسالين، أو آبى أحمد هو أكثر مسئول أجنبى التقاه السيسى أيضا، سعيا لإعادة ضبط علاقات البلدين على أسس صحيحة.
مرة أخرى نحتاج أن نبعث برسالة للمسئولين والمواطنين الأفارقة بأننا نتقارب معهم من قلوبنا، وليس فقط من أجل مصالحنا خصوصا المياه، رغم أنه لا عيب فى البحث عن مصالحنا.
لكن الشعوب الإفريقية تريد أن تشعر أننا نحبهم فعلا ونتعامل معهم كأشقاء يجمعنا مصير واحد.
أحد الشباب الذين تحدثوا فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قال إن «السيسى يأتى بمصر إلى إفريقيا».
السؤال: هل مجرد جلوس مجموعة من العرب والأفارقة يعنى أن كل المشكلات قد تم حلها؟!.
الإجابة هى لا، فتلك مجرد الخطوة الأولى فى طريق الألف ميل، لكنها بداية مهمة. نتمنى أن نرى المزيد من الشباب الأفارقة فى المدن المصرية المختلفة، والعكس صحيح، وفى مؤتمرات متنوعة من السياسة إلى الفن، ومن الرياضة إلى الاقتصاد فالمشكلات كثيرة ومتنوعة، وتحتاج إلى تكاتف الجميع لحلها.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مائدة واحدة تجمع الأفارقة مائدة واحدة تجمع الأفارقة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon