توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما فعلته الكرة لمكافحة العنصرية؟

  مصر اليوم -

ما فعلته الكرة لمكافحة العنصرية

بقلم - عماد الدين حسين

أحد الأصدقاء الأعزاء أرسل لى صباح الثلاثاء الماضى فيديو شديد التعبير عنوانه «إنجلترا من دون الهجرة»، يصور المنتخب الإنجليزى لكرة القدم، وبه خمسة لاعبين فقط من أصول إنجليزية فى حين أن بقية الفريق من أصول أجنبية، لا يسرى فيها الدم الأزرق!

ربما كان الفريق الإنجليزى أسعد حظا مقارنة بالمنتخب الفرنسى، الذى فاز بكأس العالم عام ١٩٩٨، حيث كان كله من ذوى البشرة السمراء باستثناء لاعبين اثنين فقط. يومها كانت صورة المنتخب وهو يرفع كأس العالم، ومعهم الرئيس جاك شيراك، هو أكبر طعنة فى قلب العنصرية وحزب الحركة الوطنية اليمينى المتعصب بزعامة جان مارى لوبان. وقتها سأله البعض ساخرا: كيف تهاجم وتنتقد المهاجرين وهم سبب فخر كل فرنسا حيث جعلوها تفوز بالكأس الأغلى؟!

الآن غالبية نجوم الفريق أيضا من السود، أصولهم إما إفريقية أو كاريبية، وآخر من سجل لهم قبل ايام كان اللاعب الأسمر الموهوب بول بوجبا فى أول مباراة للفريق أمام أستراليا. وفى بطولة الأمم الأوروبية قبل عامين، لم يكن هناك فى المنتخب إلا أربعة فقط من أصول فرنسية.

ومن باريس إلى بروكسل فإن آخر من سجل للمنتخب البلجيكى فى أول مباراة له يوم الاثنين الماضى أمام بنما كان اللاعب الأسمر روميلو لوكاكو، وهو من أصول كونغولية.

حتى الفريق الألمانى، فقد شهدنا فى أولى مبارياته بالمونديال أمام المكسيك هذا الاسبوع ثلاثة أصولهم غير ألمانية، هم مسعود أوزيل التركى وسامى خضيرة التونسى وجيروم بواتينج الغانى إضافة لآخرين يشاركون بين الحين والآخر. وكلنا يتذكر اللاعب محمد شول من أصول تركية، وكان ابنا لمهاجر غير شرعى، لكنه ترك بصمة مهمة على المنتخب الألمانى بين عامى «١٩٩٥ ــ ٢٠٠٢».

ما حدث لبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، صار موضة عالمية، وترسخ إلى حد كبير، وربما سيكتب التاريخ لاحقا أن كرة القدم ورياضات أخرى، معها قد قدمت أفضل خدمة للإنسانية وللحضارة، حين وجهت ضربة شديدة للعنصرية والتمييز القائم على اللون أو العرق.

صحيح أن العنصرية لم تختفِ تماما من الملاعب أو من العقول، لكن يحسب لكرة القدم أنها بدأت تهد تحصينات عنصرية كثيرة.

فى مارس الماضى لعب المنتخب الفرنسى مباراة ودية مع نظيره الروسى فى سان بطرسبرج استعدادا للمونديال. وخلال المباراة وجه بعض المشجعين الروس هتافات عنصرية ضد اللاعبين الفرنسيين من أصول إفريقية، ولذلك غرم الاتحاد الدولى لكرة القدم الاتحاد الروسى ٣٠ ألف دولار.

بعض الجماهير الأوروبية ما تزال تمارس العنصرية ضد اللاعبين الأفارقة أو الملونين وتصفهم بالقرود، وتلقى إليهم بالموز من المدرجات!. وبعض الجماهير مثل المكسيكية تعودت على نعت أى حارس مرمى للفرق المنافسة بـ«العاهر»، ولهذا السبب فتح الاتحاد الدولى «الفيفا» تحقيقا فى الأمر، بعد أن تكرر الوصف ضد حارس المنتخب الألمانى مانويل نوير خلال مباراة الفريقين فى افتتاح مبارياتهما فى مونديال روسيا.

هناك بعض الروح العنصرية القليلة ما تزال موجودة لدى بعض الجماهير الأوروبية، لكن للموضوعية فقد أخذت الظاهرة تقل إلى حد كبير، بسبب العقوبات التى ينفذها «الفيفا» أو السلطات المحلية فى كل دولة على حدة.

المشكلة أن صعود اليمين المتطرف فى أمريكا وأوروبا فى الفترة الأخيرة يؤثر على مجالات كثيرة فى إحياء النبرة العنصرية، ليس فقط فى ملاعب الكرة، ولكن حتى فى المقاهى كما حدث فى مشكلة مقاهى «ستاربكس» الأمريكية، التى أعلنت أنها ستعيد تأهيل العاملين فيها ليتعلموا عدم التفريق بين الزبائن على أساس اللون.

لكن ما نود التأكيد عليه أن الرياضة تساهم فى حل العديد من المشكلات وتهذب ذوى النفوس الضعيفة والمتطرفة وتقنعهم بأن اللون ليس هو سبب التفوق، بل الإجادة والاتقان والموهبة.

شكرا لكرة القدم ولكل الموهوبين فيها الذين يقدمون لنا متعة خالصة، والأهم إنسانية صافية.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما فعلته الكرة لمكافحة العنصرية ما فعلته الكرة لمكافحة العنصرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon