توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماى تتعلم البلياردو فى شرم الشيخ!

  مصر اليوم -

ماى تتعلم البلياردو فى شرم الشيخ

بقلم - عماد الدين حسين

القمة العربية الأوروبية التى انعقدت فى شرم الشيخ يومى الأحد والإثنين الماضيين، كانت مهمة للغاية فى العديد من الجوانب، حتى فى اللقطات الكوميدية والطريفة.
واحد من أهم المشاهد الخفيفة التى حدثت على هامش القمة، هو الفيديو الذى وضعه رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى على حسابه على تويتر عقب نهاية القمة.
المسئول الإيطالى الكبير وجد مع رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى فى صالة البلياردو بالفندق الذى كانا ينزلان فيه فى ختام اليوم الأول للقمة. 
كونتى قال على تويتر: «قلت لماى: «دعينا نلعب البلياردو». فى الفيديو قالت ماى إنها تحتاج دعما كبيرا وتعتقد أن حالتها ميئوس منها، وبدأ كونتى يحاول تعليمها كيفية اللعب، ثم تدخل كبير مساعديها جافين بارويل، وضحك الجميع وانتهى المشهد.
هذا المشهد لم يستغرق أكثر من خمسين ثانية يعنى أقل من دقيقة، لكن تأثيره كبير وعميق، وإذا جاز لى أن أقترح على الحكومة المصرية ووزارة السياحة وكل من له صلة بهذه الصناعة المهمة، أن يستخدم هذا الفيديو على أوسع نطاق ممكن للترويج ليس فقط للسياحة المصرية، ولكن لهذه المدينة التى تعرضت لضربة موجعة لم تفق منها حتى الآن.
سيقول البعض، ولكن هناك مئات المسئولين الكبار من غالبية بلدان العالم زاروا مصر وشرم الشيخ، والتقطوا صورا تذكارية مدهشة، خصوصا فى الأماكن الأثرية، فلماذا الاهتمام تحديدا بهذا الفيديو القصير جدا؟!.
الإجابة ببساطة، لأن بريطانيا هى التى قادت العديد من الدول لفرض مقاطعة شرم الشيخ ومصر سياحيا، عقب سقوط طائرة الركاب الروسية فوق وسط سيناء فى نهاية أكتوبر ٢٠١٥، مما أدى لمقتل ما يزيد عن ٢٢٠ راكبا غالبيتهم من الروس.
بريطانيا سبقت روسيا نفسها «صاحبة المأساة» فى وقف جميع رحلاتها السياحية إلى شرم الشيخ والغردقة، ثم تبعتها روسيا التى حظرت الرحلات لكل المطارات المصرية، وقبل شهور قليلة أعادت طيرانها إلى مطار القاهرة فقط، فى حين لا يزال الطيران البريطانى لا يهبط فى المقاصد السياحية.
هذا القرار البريطانى ثم الروسى، وما أعقبه من تردد غالبية السائحين، وجه ضربة قاصمة لمدينة شرم الشيخ، وحولها فعليا لمدينة أشباح، لم تفق منها بصورة كاملة حتى الآن.
سمعت قصصا إنسانية مرعبة من أصحاب الفنادق والموظفين والعاملين فيها وأهالى شرم الشيخ، عن نتائج هذه المقاطعة التى بدأتها بريطانيا.
ولمن نسى، فإن القرار البريطانى تم بأكبر درجة من «الجليطة»، حينما أعلنه رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى لندن فى ٤ نوفمبر ٢٠١٥، وكأنه قصد إحراجه.
قد يعذر البعض روسيا فى قرارها أو حتى بريطانيا، لأنهم سيقولون أنهم يريدون المحافظة على أرواح مواطنيهم من السائحين خوفا من هجمات إرهابية أخرى، وذات يوم قال لى مسئول بريطانى إن أى مسئول كبير فى بلاده لن يتخذ قرار إعادة السائحين قبل أن يكون واثقا مليون فى المائة من سلامتهم وعدم تعرضهم لأى خطر، يومها قلت له، ولكن هذا شرط تعجيزى، لأنه حتى بريطانيا نفسها، لا يمكن ضمان الأمن بنسبة ١٠٠٪ لمواطنيها فى شوارع بريطانيا، التى شهدت هجمات دموية متنوعة!.
وهناك تقديرات بأن حادث إسقاط الطائرة الروسية، ربما يكون تم استخدامه لمعاقبة الحكومة والنظام والمجتمع بأكمله على توجهات سياسية محددة.
نعود لمشهد الفيديو، ونقول إنه أفضل دعاية لشرم الشيخ، لأنه من دون توافر الأمن والاستقرار والسلام فيها، ما كان يمكن لقادة أوروبا والوطن العربى أن يأتوا إليها. 
أدرك أن تريزا ماى ربما جاءت للمدينة أساسا هذه المرة، لكى تقنع قادة أوروبا بالتساهل فى شروط خروج بلادها من الاتحاد الأوروبى، وأعرف أنها تعيش أسوأ أيامها السياسية، لكن المنطق والعدل والإنصاف يحتمان عليها أن تعيد هى وحكومتها النظر فى قرار مقاطعة شرم الشيخ، علما أن السائحين بدأوا يعودون للمدينة خصوصا من ألمانيا وإيطاليا وأوكرانيا.
لا أحد يجادل فى ضرورة توافر أقصى إجراءات السلامة للسائحين، وأن نكون متأكدين من أن إجراءات أمننا فى منتهى الدقة والحرفية المتخصصة وبعيدة عن «الفهلوة المعهودة»!!، لكن الاستمرار فى القرار البريطانى الروسى، يوجه ضربة كبيرة ليس للسياحة المصرية، ولكن للاقتصاد المصرى بأكمله، ويطرح تساؤلات حقيقية عن المسافة الفاصلة بين الحرص على سلامة مواطنيهم، وبين الإضرار العمدى بالاقتصاد المصرى!!.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع       

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماى تتعلم البلياردو فى شرم الشيخ ماى تتعلم البلياردو فى شرم الشيخ



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon