توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أى نسخة من ترامب نصدق؟!

  مصر اليوم -

أى نسخة من ترامب نصدق

بقلم : عماد الدين حسين

 يوم الخميس ٢٩ مارس الماضى قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب «إن القوات الأمريكية ستغادر سوريا قريبا، وتعود إلى موطنها، لقد أنفقنا ٧ تريليونات دولار فى الشرق الأوسط، بنينا مدارس وقصفوها، وبنينا منشآت وهم يقصفونها، لكن إذا أردنا أن نبنى مدارس فى أوهايو أو إيوا، فإننا لا نحصل على الأموال».

وبرر ترامب انسحاب قواته من سوريا ايضا، بسبب أنها «هزمت داعش ١٠٠٪ وفروا وتقهقروا بشكل كبير، لقد هزمناهم بوتيرة سريعة»!

وبعدها بقليل قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لا تعلم شيئا عما قاله ترامب بشأن خططه للانسحاب من سوريا.

ومساء الأحد الماضى كتب ترامب تغريدة جديدة عما حدث فى دوما بالغوطة الشرقية لدمشق يقول فيها:
«لقد سقط العديد من القتلى بينهم نساء وأطفال فى هجوم غير مبرر بالأسلحة الكيماوية، والمنطقة محاصرة تماما، ومغلقة بواسطة قوات الأسد ولا يمكن لأحد الوصول إليها، والمطلوب فتحها فورا لدخول الإسعافات والمحققين، لأن ما يحدث كارثة إنسانية ليس لها مبرر».

فى تغريدته لم ينس ترامب أن يشهر بسلفه باراك أوباما قائلا: لو أن أوباما تجاوز ما اعتبره خطوطا حمراء، لأصبح الحيوان «الأسد» جزءا من الماضى، ولكانت انتهت الكارثة فى سوريا». كما لم ينس أن يشهر ترامب بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين بسبب دعمه للأسد.

بعد هذه التغريدة قال مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلى ومكافحة الإرهاب توماس بوسرت، إنه لا يستبعد أن تقوم الولايات المتحدة بشن هجوم صاروخى على سوريا انتقاما لما حدث فى الغوطة الشرقية، ولا يمكن استبعاد أن يتم الهجوم والعدوان على سوريا فى أى لحظة.

وبعدها توالت التهديدات الغربية بالمشاركة فى هجوم على سوريا انتقاما لما اعتبروه هجوما كيماويا من الجيش السورى على مدنيين عزل فى المنطقة.

ما قاله ترامب يوم ٢٩ مارس، غير ما قاله ترامب ليلة أمس الأول ؟\ ليس هذا فقط، ولكن علينا ألا ننسى أنه بعد أن قال إنه سيسحب قوات بلاده من سوريا، كى يوفر مليارات الدولارات لبناء مشروعات فى إيوا وأوهايو وغيرهما، خرج الأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية خلال زيارته للولايات المتحدة مناشدا ترامب التريث وتأجيل اتخاذ هذه الخطة.

المفاجأة أن ترامب خرج بعد تصريح ولى العهد السعودى ليقول إنه إذا أرادت السعودية بقاء قوات بلاده فى سوريا، فعليها أن تدفع فاتورة هذا الاستمرار، مضيفا «أنه سيتشاور مع الحلفاء والأصدقاء، وقد يؤجل سحب قوات بلاده لبعض الوقت»!

ترامب واضح تماما، ولا يحاول أن يجمل نفسه، لكن للأسف، فإن بعضنا من العرب، ما يزال يصر على التعامل معه، باعتباره الناصر صلاح الدين، الذى سيحرر القدس.

وبعد أن وصف ترامب الأسد فى تغريدته بأنه «حيوان»، سارع بعض العرب المخدوعين إلى إعلان فرحهم، باعتبار أن ترامب هو الذى سيحرر سوريا، بعد فلسطين!

ترامب يا سادة واضح جدا، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية المحتلة، ويتعامل معنا، باعتبارنا أمة من الجهلة التى لا تملك أموالا ينبغى أن ندفعها إليه، حتى يقوم بحمايتنا مرة من الإرهاب، وأخرى من إيران، وثالثة من أى عدو يمكن تصنيعه واستحداثه على وجه السرعة.

ترامب لا يؤمن إلا بالصفقات، والمبدأ الوحيد الذى التزم به حتى الآن هو خرافاته التوراتية عن إسرائيل والصهيونية. المريب أن بعض العرب لا يزال يصدق أن ترامب مهموم فعلا بالأطفال والنساء فى دوما والغوطة الشرقية. هو قصف مطار «الشعيرات» قبل نحو عام بنفس حجة الأسلحة الكيماوية فى خان شيخون.. ثم تبين لنا أن القصف كان لمصلحة إسرائيل ليس إلا.

الآن فإن الغرب يريد ان يكون لاعبا اساسيا فى تقرير مستقبل سوريا، والحصول على جزء من كعكة التقسيم، وعدم تركها بأكملها لروسيا، او مقايضة موسكو بملف اخر، أو الانتقام منها على خلفية تسميم الجاسوس سيرجى سكريبال، او اللعب لصالح إسرائيل بمنع اقتراب ايران من الجولان المحتل، مما قد يغير من قواعد اللعب الاستراتيجية.

لن نتجادل الآن على من هو المجرم والمتهم فى حكاية الأسلحة الكيماوية الملتبسة فى سوريا، لكن تذكروا أن الذى بادر بالهجوم وقصف سوريا أمس الأول كان العدو الإسرائيلى.. هل تعتقدون أيضا أن نتنياهو يدافع عن أطفال ونساء الغوطة؟!

أفيقوا يرحمكم الله!!

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أى نسخة من ترامب نصدق أى نسخة من ترامب نصدق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon