توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل كان مطلوبا تأجيل مؤتمر شرم الشيخ؟!

  مصر اليوم -

هل كان مطلوبا تأجيل مؤتمر شرم الشيخ

بقلم - عماد الدين حسين

هل كان مطلوبا أن يتم إلغاء أو تأجيل المؤتمر الدولى للشباب فى شرم الشيخ، حدادا على الحادث الإرهابى الذى وقع بحق دير الأنبا صمويل المعترف فى الطريق الصحراوى قبالة مركز العدوة بالمنيا؟!

سمعت هذا السؤال من بعض الزملاء، وبعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى، مساء الجمعة ويوم السبت الماضيين. والإجابة الواضحة والمباشرة والقاطعة هى لا، فليس تلك هى الطريقة الصحيحة للتضامن مع الضحايا وذويهم، بل ربما أن هذا التصرف لو تم، فسنكون حققنا بالضبط ما كان يهدف إليه الإرهابيون الذين نفذوا الهجوم، وبالأحرى الذين أعطوا لهم التكليف ومولوا عمليتهم، ووفروا لها المنصات الإعلامية المتنوعة لدعمها والترويج لها بأساليب كثيرة، بعضها مباشر فج، وآخر ملتوى وماكر.
أحد الأهداف الرئيسية للإرهابيين فى مصر والمنطقة، هو أن يفرضوا علينا نمط حياتهم هم، لنصبح مثلهم.

أحد أشكال المقاومة للإرهاب والتطرف أن نرفض ذلك، وأن نصر على أن تستمر حياتنا بالطريقة الطبيعية. 
لأن ذلك ــ ضمن أشياء أخرى ــ سوف يقنع الإرهابيون أنهم مهما فعلوا فلن ينجحوا فى تحقيق أهدافهم. 
لنفرض أنه تم إلغاء مؤتمر الشباب، أو تأجيله وترك الرئيس عبدالفتاح السيسى وكبار المسئولين شرم الشيخ، وتوجهوا إلى المنيا، فما الذى كان سوف يعنيه ذلك؟!.
سيعنى أن تتوقف الحياة تماما، وأن تسير فقط بالطريقة التى يريدها الإرهابيون.
لنتخيل أن ذلك قد حدث وتم إلغاء المؤتمر، ثم وقع ــ لا قدر الله ــ حادث إرهابى آخر بعد أسبوع أو اثنين، وكان هناك حدثا مهما فى البلاد، فهل نقوم بتأجيله وإلغائه أيضا، وإذا استمرت نفس الأسطوانة، فما الذى يعنيه ذلك؟!

يعنى ببساطة أن نترك الإرهابيين يحددون جدول أعمال المجتمع، ويخطفوه تماما لطريقتهم فى الحياة.
يقول البعض أيضا كان من المفترض ألا يكون هناك احتفال مساء الجمعة على المسرح الجديد فى مدينة السلام بشرم الشيخ، مراعاة لمشاعر الضحايا!
الإجابة هى نفسها.. الحياة لابد أن تستمر، والتضامن مع الضحايا له مليون طريقة غير تجميد الحياة وتوقفها وهو ما يريده الإرهابيون، علما أن وزيرتى التضامن والصحة غادة والى وهالة زايد قطعتا الزيارة لشرم الشيخ وتوجهتا إلى المنيا لزيارة المصابين واتخاذ الإجراءات اللازمة.
قد يكون من الملائم طبعا ألا تكون هناك مظاهر فجة فى الوقت الذى يكون فيه دم الضحايا ما يزال نديا. 
لكن الفلسفة التى يقف خلفها أصحاب هذه الأصوات خاطئة تماما، رغم أن معظمها ينطلق من حسن نية حقيقية، انطلاقا من عادات وتقاليد مصرية مواغلة فى القدم. وأذكر مثلا ونحن فى الصعيد منذ عشرات السنين أنه عندما كان يموت شخص فلا تتم أى حفلات خصوصا للزواج لمدة سنة، ولا يتم تشغيل التليفزيون لمدة أربعين يوما مثلا، وكأن ذلك يعنى احترام الميت.

أتصور أن الكبار الذين خططوا لجريمة يوم الجمعة الماضى، اختاروا التوقيت بعناية من أجل أولا إفساد مؤتمر الشباب من جهة، والإيحاء بأن الحكومة وأجهزتها تقيم مؤتمرا احتفاليا فى شرم الشيخ، فى حين أن دماء الضحايا لم تكن قد جفت بعد.
هذا تخطيط ماكر ولئيم لاشك وللأسف فإنه يجد بعض الصدى فى قطاعات مختلفة خصوصا على وسائل التواصل الاجتماعى وبعض القطاعات الشعبية.
الذين خططوا للجريمة ومولوها، يحاولون منذ زمن طويل إفساد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين. لكنهم فشلوا فى الماضى، وإن شاء الله سوف يفشلون فى المستقبل. لكن لكى نتأكد من فشلهم، فلابد أن يكون هناك واجب ممنهج ومستمر، يجب أن يبذله الجميع من أصغر مواطن إلى أكبر مسئول مرورا بكل الهيئات والمؤسسات والوزارات والأجهزة والمجتمع المدنى بأكمله.

الذين يخططون منذ زمن للفتنة الطائفية والمذهبية. نجحوا فى أكثر من مكان بالمنطقة، هم فشلوا فى مصر، لكن من الواضح أنهم لم ييأسوا بعد. والمطلوب أن نجعلهم يصابون باليأس، وهذا لن يتم بالكلمات المعسولة والشعارات المستهلكة، ولكن بمعالجة كل الثغرات التى ينفذ منها الإرهابيون والمتطرفون، وإذا فعلنا ذلك، فلن يتحدث أحد عن تأجيل مؤتمر أو احتفالية، لأن الأمر وقتها لن يكون مطروحا للنقاش من الأساس.

نقلا عن الشروق القاهرية

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل كان مطلوبا تأجيل مؤتمر شرم الشيخ هل كان مطلوبا تأجيل مؤتمر شرم الشيخ



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon