توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يواصل تواضروس ثورته الإصلاحية؟!

  مصر اليوم -

هل يواصل تواضروس ثورته الإصلاحية

بقلم - عماد الدين حسين

فى خضم تداعيات مقتل الأنبا ابيفانيوس رئيس وأسقف دير الأنبا مقار فى وادى النطرون، لم يتوقف كثيرون عند موقف البابا تواضروس بالشرح والتحليل، ليس فقط من الأنبا المقتول، ولكن ــ وهذا هو الأهم ــ من الأزمة، التى ربما كانت السبب فى مقتله.

تحدثت عرضا فى هذا المكان خلال الاسبوعين الماضيين، عن الأزمة الطويلة بين البابا الراحل شنودة وبين الأنبا متى المسكين رئيس دير وادى النطرون، منذ منتصف الستينيات من القرن الماضى، والتى استمرت بطريق أو بآخر حتى هذه اللحظة، رغم رحيل المسكين عام 2006 وشنودة عام 2012.

معظم الكتابات الجادة تقول إن البابا الحالى تواضروس، ينتمى إلى مدرسة الأنبا متى المسكين، وبالتالى فإن غالبية أنصار المدرسة التقليدية، التى ينتمى إليها أنصار شنودة، ليسوا على وفاق فكرى، وربما عقائدى كامل مع تواضروس.

بل هناك من يذهب للقول إن أنصار شنودة حاولوا بطرق كثيرة دفع أحد تلاميذه ليحل محله، وكان من المرشحين لذلك الأنبا بيشوى.

جاء تواضروس، واتخذ العديد من المواقف والقرارات التى يراها كثيرون ثورية وإصلاحية داخل الكنيسة الارثوذكسية.

هو ينتمى إلى ما يمكن وصفه بالمدرسة التنويرية والتجديدية داخل الكنيسة، خصوصا فى العلاقة مع الطوائف المسيحية الأخرى، وضرورة التقارب معها، والاعتراف بتدين الكاثوليك، كما يرى ان المرأة الحائض ليست نجسة.

وقبل اسبوع فقط من مقتل ابيفانيوس، وفى 25 يوليو الماضى، كرمت الكنيسة اﻷنبا متى المسكين، فى احتفالية كبرى بمئوية مدارس اﻷحد، واعتبرته الكنيسة أحد روادها بعد قطيعة معه ومع افكاره منذ نشوب الصراع بينه وبين شنودة.

هذا الصراع تكرس بموافقة المسكين على ادارة شئون الكنيسة عقب قرار الرئيس الاسبق انور السادات بوضع البابا شنودة قيد الاقامة الجبرية بعد اعتقالات سبتمبر الشهيرة عام 1981.

أنصار شنودة، اعتبروا تكريم اسم متى المسكين طعنة فى ظهورهم، وشنت بعض الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعى هجوما على هذا التكريم، قائلة ان افكار متى المسكين تمثل خطورة على الكنيسة.

كما أن موقف تواضروس من مجمل التطورات السياسية فى مصر منذ جلوسه على كرسى البابوية فى 2012، فى نظر كثير من المعلقين اتسم بتغليب مصلحة الوطن على مصلحة الكنيسة، وقال قولته المشهورة بعد الهجمات المتطرفة ضد الكنائس عقب فض اعتصام رابعة فى 14 اغسطس 2013: «وطن بلا كنائس.. أفضل من كنائس بلا وطن».

لكن هناك فريقا بطبيعة الحال لا يغفرون له أنه جلس فى مشهد 3 يوليو 2013، الذى أزاح جماعة الإخوان عن الحكم، وينسى هؤلاء أنه لم يكن وحيدا فى هذا المشهد، فكان هناك شيخ الأزهر، وممثل التيار السلفى والقضاء، وممثلون لكل قطاعات الشعب المصرى. لكن ــ ولأسباب معلومة ــ تم التركيز فقط على تواضروس والاقباط لانها معركة اكثر شعبوية ومضمونة النتائج فى الاثارة والتهييج.

نعود إلى الحاضر، لنكتشف أن حادث مقتل ابيفانيوس قد جعل تواضروس يبكيه بدموع حقيقية، كما رأيناه فى مشهد التشييع. لكن المفارقة أن هذا الحادث أيضا ربما سيكون السبب الذى يجعل تواضروس، يتخذ قرارات ثورية حقيقية لإصلاح العديد من الملفات والقضايا والموضوعات والمشكلات العالقة داخل الكنيسة المصرية منذ عشرات السنين.

تواضروس أعلن عن 12 قرارا عقب مقتل ابيفانيوس منها إعادة النظر فى ملف الرهبنة وقواعدها وشروطها، وكذلك وقف الاختلاط بين الرهبان وعموم المواطنين وابتعادهم عن وسائل التواصل الاجتماعى، وعن المعاملات المالية.
ويسأل كثيرون: هل يتوقف تواضروس عند هذه الإجراءات الـ١٢، أم يواصل طريق الإصلاحات الجذرية داخل الكنيسة المصرية؟!

السؤال مشروع جدا، لأن مقتل ابيفانيوس كشف لنا جميعا، بما فينا الإخوة الأقباط عن مشاكل وأزمات، لم نكن نظن أنها موجودة فى الأديرة، خصوصا الملف المالى، والأوقاف وكيفية إدارتها، والتبرعات التى تجمعها الأديرة والكنائس من عموم المواطنين الأقباط.

نتمنى أن ينجح البابا تواضروس فى معالجة جميع المشكلات والأزمات التى تعانى منها الكنيسة، حتى يشارك الجميع فى النهوض بالوطن الذى يعانى بدوره من مشاكل وأزمات كثيرة وبعضها موجود فى الهيئات الإسلامية أيضا، وليس داخل الكنيسة فقط!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يواصل تواضروس ثورته الإصلاحية هل يواصل تواضروس ثورته الإصلاحية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon