توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صلاحيات الوزراء.. وكفاءتهم

  مصر اليوم -

صلاحيات الوزراء وكفاءتهم

بقلم - عماد الدين حسين

هل الوزير أو مجمل أعضاء الحكومة لديهم صلاحيات وسلطات وموارد وآليات كاملة تمكنهم من أداء أعمالهم بالصورة الصحيحة أم لا؟!

السؤال نطرحه بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى الخميس قبل الماضى.

الإجابة بموضوعية شديدة أن فشل وإخفاق الوزراء لا يعود فقط فى مرات كثيرة إلى أشخاصهم وكفاءاتهم، بل إلى القيود والعراقيل والمعوقات والألغام التى يعملون فى نطاقها.

على سبيل المثال هل يمكن أن نلوم وزير إسكان على عدم وجود شبكة صرف صحى، أم نلوم عدم تخصيص الحكومة من الأساس ميزانية لتمويل هذه الشبكة التى تحتاج إلى ما يقارب من مائة مليار جنيه؟!.

مهما كان الوزير كفؤا فإن غياب شبكة الصرف الصحى سيظل نقطة ضعف. وكذلك الحال بشأن غياب شبكة تصريف مياه الأمطار والسيول. فى الماضى لم ننفق كما ينبغى فى هذا المرفق والآن ندفع الثمن.

الأمر نفسه، بالنسبة لوزير التعليم حيث إن معظم ميزانية التعليم تذهب إلى المرتبات والأجور والحوافز ومكافآت للمدرسين والعاملين بالوزارة. هم بالطبع يستحقون أجورا جيدة، ومن دونها خصوصا للمعلمين، لن يكون ممكنا إصلاح العملية التعليمية، باعتبار المعلم أحد الأطراف الأساسية لإصلاح المنظومة. لكن السؤال: كيف يمكن إصلاح التعليم ــ مهما كانت نوايا الوزير والحكومة والدولة بأكملها طيبة ــ طالما أنه لا توجد موارد لإنشاء فصول ومدارس أو توفير البنية الأساسية والفنية والتقنية؟!.

كيف كان ممكنا أن ينجح وزير الكهرباء من دون أن تكون الدولة قد وفرت له عشرات المليارات من الدولارات واليورهات لانشاء المحطات الكهربائية، التى قضت على مشكلة انقطاع وضعف الكهرباء من جذورها؟!.

كيف سينجح وزير النقل من دون توفر موازنة كافية لتطوير شبكة السكة الحديدية وخطوط المترو،التى تهالك بعضها لدرجة أنه كان سيخرج من الخدمة؟!.

كيف سينجح وزير الداخلية فى عمله من دون توافر موازنة كبيرة تكفى لإعادة تأهيل المنظومة الشرطية بالكامل، بحيث تكون قادرة على مواجهة أحدث أساليب الخروج على القانون، إضافة إلى توافر الإمكانيات المالية والفنية والتكنولوجية لردع الإرهابيين الذين يمتلكون أسلحة وموارد متنوعة؟!.

هذا السؤال ينطبق على كل الوزراء بلا استثناء، فالموارد مسألة جوهرية لكى تتمكن الوزارات من أداء عملها.

بعدها أومعها بالتوازى ينبغى أن تكون هناك صلاحيات حقيقية للوزراء، بحيث يمكنهم اتخاذ القرارات المهمة لتسيير أعمال وزاراتهم من دون الرجوع فى كل كبيرة وصغيرة إلى مؤسسة الرئاسة.

صحيح أن الدستور الأخير الصادر عام ٢٠١٤، قد زاد بصورة ملحوظة من صلاحيات مجلس الوزراء، وجعله شريكا مع رئيس الجمهورية فى صنع السياسة، لكن من الملحوظ أنه ولأسباب متعددة، فإن غالبية الوزراء فى مصر، إما أنهم لا يمارسون صلاحياتهم كما ينبغى، أو غير قادرين على ممارستها، والنتيجة أن معظمهم ينتظر تعليمات وتوجيهات عليا، وهكذا نغرق فى دوامة المركزية بلا أمل فى الخروج منها.

التقديرات تقول إن الأجواء الحالية التى نعيشها سترسخ أكثر فأكثر من هيمنة المركزية فى القاهرة على سائر المحليات، وكذلك على الوزارات المختلفة.

لا نتحدث هنا عن السياسة والحريات، بل عن القدرة على اتخاذ القرارات الفنية من أول اقتراح المشروعات ودراسات الجدوى الخاصة بها نهاية بتنفيذها.

ولا نتحدث بطبيعة الحال عن استقلال الوزارات أو المحليات فهناك دستور يحكم الأمر، لكن نحن نتحدث عن ضرورة أن تتحرر الوزارات من النظرة الضيقة، وتبدأ فى ممارسة صلاحياتها فى إطار القانون والدستور.

شخصية الوزير أو المسئول وكفاءته وثقافته تلعب دورا مهما فى زيادة أو نقصان صلاحياته، ورأينا وزراء ينجحون وآخرون يفشلون، رغم أن ظروف عملهم واحدة.

هناك وزراء أيضا لديهم صلاحيات فى إطار وظائفهم، لكنهم لم يستغلوها بالشكل الكافى ولم يحققوا أى نجاح، ولذلك كان خروجهم سريعا، ولم يتركوا أى بصمة.

الخلاصة أنه لكى نحكم على نجاح أو فشل أى وزير، لابد أن نكون متأكدين أولا، من أنه حصل على كل الموارد والإمكانيات والصلاحيات، حتى يكون التقييم أمينا وموضوعيا.

مرة أخرى كل التمنيات بالتوفيق للحكومة الجديدة والوزراء الجدد فيها.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاحيات الوزراء وكفاءتهم صلاحيات الوزراء وكفاءتهم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon