توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيروس التوك توك يتوغل

  مصر اليوم -

فيروس التوك توك يتوغل

بقلم : عماد الدين حسين

 فيروس التوك توك القاتل ينتشر ويتوغل فى معظم أنحاء الجمهورية، ناشرا معه ثقافة الفوضى والعشوائية وانهيار القيم بشكل عام.

للمرة المليون، لا أهاجم سائقى التوك توك المغلوبين على أمرهم، فهم ضحايا أيضا، لكن أهاجم المتآمرين الذين أدخلوا هذا العفريت، بشكله الراهن لمصر، والذين سمحوا باستمراره وتحوله إلى واحد من أهم مظاهر الانحطاط فى البلاد.

وباستثناءات قليلة فإن التوك فرض سيطرته على غالبية الشوارع التى كنا نظن أنه لن يصلها!. بل شاهدته يوم الجمعة الماضى يسيرعكس الاتجاه فى مطلع الطريق الدائرى من محطة الزهراء عند أثر النبى، من دون أن يرمش له جفن!!.

هذه المركبة اللعينة تصيبنى بالتوتر والانفعال عندما أراها، لأنها تجسد من وجهة نظرى المشكلة الأخطر التى نواجهها الآن وسنواجهها فى المستقبل.

هى شكلا تمثل القبح واللون الكالح، ومضمونا تمثل الفوضى واللانظام فى البلد.

ليجرب أحدكم أن يسير فى أى شارع رئيسى فى أى منطقة شعبية أو مركز أو بندر بأى محافظة على امتداد الجمهورية.

يوم الخميس قبل الماضى كنت أسير فى شارع الجلاء الرئيسى بمركز القوصية بمحافظة أسيوط. السيارات الملاكى، أو حتى الربع نقل تكاد تتلاشى، فى حين أن التوك توك يحتل المساحة الأكبر من الشارع.

أصحابه لا يدعون لك الفرصة لتسير على قدميك، لا يعترفون بقانون أو نظام، يهجمون على أى مساحة خالية ليحتلوها، لا يبالون بسلامة الآخرين، لأنهم لا يبالون أصلا بسلامتهم الشخصية.

غالبيتهم شباب صغير السن، ترك الدراسة أو تسرب منها، أو حصل على دبلوم فنى، ولا يعرف فى الغالب كيف يكتب اسمه، أو هو نبيه ومتفوق، لكن ظروف الحياة القاسية ألقته فى هذا اليم متلاطم الأمواج.

أعرف أن التوك توك يحل مشاكل التنقل فى المناطق المزدحمة، وأعرف أن عددا كبيرا صار يرتزق منه، لكن ما أنا متأكد منه أن أضراره، خصوصا الأخلاقية أخطر وأفدح تريليون مرة، من أى مزايا جانبية قد يحققها.

هذه المركبة اللعينة غير مرخصة، وبالتالى غير قانونية، وسائقوها لا تعرف الدولة والحكومة وأجهزة الأمن عنهم شيئا.

نحن تركناهم فى الشارع من دون أى حماية أو تربية أو تأهيل أو تعليم، وبالتالى صاروا أبناء هذا الشارع، فشربوا منه أسوأ وأحط ما هو موجود فيه من قيم منهارة.

جربوا أن تستمعوا إلى لغة التخاطب بين هؤلاء السائقين فى أى مكان!. وياحبذا لو كان الحوار بين مجموعة من هؤلاء، وأخرى من سائقى الميكروباص، وسوف تكتشفون إلى أى مرحلة وصلنا!!.

كنت أعتقد واهما أن هذه المركبة التى قد تكون مفيدة فى القرى والأماكن النائية الخالية من المواصلات العامة، لن تصل إلى الشوارع الرئيسية فى القاهرة الكبرى، حتى فوجئت به يسير فى شارع قصر العينى، وبعدها بيومين فوجئت به فى شارع الكورنيش ناحية جاردن سيتى حيث الفنادق الكبرى، وعندما حكيت لبعض الأصدقاء قالوا إنه وصل إلى غالبية الشوراع الرئيسية التى كانت محرمة عليه.

المفاجأة الكبرى أن أصحابه كانوا يلتزمون بخطوط حمراء لا يتجاوزونها. الآن سقطت كل هذه الخطوط، وصار أصحابه أخيرا يسيرون فى شارع سليمان أباظة الذى تقع فيه وزارات التعليم والإسكان والتعليم والإنتاج الحربى والخزانة العامة، وخلف مجلس الوزراء والنواب ووزارة الصحة.

كانوا يأتون كل أسبوع مرة أو مرتين من ميدان السيدة زينب عبر شارع خيرت، الآن حولوا بالتحالف مع ميكروباصات السيدة عائشة حياة سكان المنطقة إلى جحيم.

أجهزة الأمن بذلت جهودا كثيرة وشنت حملات مداهمة كثيرة، ضدهم وضد الباعة الجائلين المتحلقين حول محطة مترو سعد زغلول. لكن للأسف الشديد فهى ذات نفس قصير.

وهذا التحالف الشيطانى فهم قواعد اللعبة. ينسحبون مؤقتا لمدة ساعة أو ساعتين، ثم يعود كل شىء إلى قواعده سالما غانما!!.

القصة بالطبع ليست هذه المنطقة بمفردها، فتلك الصورة متكررة فى غالبية شوارع مصر، وربما بصورة أسوأ بكثير.

الهدف من وراء كل الكلام السابق هو: كيف يمكننا أن نبنى أن هذا البلد، بمثل هذه النوعية من البشر، وهذا النوع من السلوك العشوائى؟!

للأسف الشديد من دون تنظيم هذا السيرك وفرض القواعد والقوانين عليه، فإن هذه الغوغائية، سوف تنسف أى جهد للبناء، حتى لو تكلف مليارات الدولارات..

نحتاج لتربية الناس أولا!!.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيروس التوك توك يتوغل فيروس التوك توك يتوغل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon