توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بالونة المجاميع المنفوخة!!

  مصر اليوم -

بالونة المجاميع المنفوخة

بقلم - عماد الدين حسين

٨٥٪ من الناجحين فى الثانوية العامة هذا العام حصلوا على مجاميع أكثر من ٧٥٪، فى حين أن ٢٣٪ من الناجحين حصلوا على مجاميع تزيد عن ٩٥٪.

هذا الرقم سمعته من الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، مساء الإثنين الماضى فى جلسة ودية مع الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، والزميلين علاء ثابت، رئيس تحرير الأهرام، ومحمود مسلم، رئيس تحرير الوطن.

السؤال المنطقى هو: إلى أى حد تعبر هذه المجاميع المرتفعة عن حقيقة مستوى التعليم ومستوى تحصيل وذكاء الطلاب فى مصر؟!.

للوهلة الأولى، ولو أن هناك مراقبا ومتابعا من الخارج اطلع على هذه المجاميع، فسوف يصل إلى انطباع سريع بأن التعليم فى مصر قد بلغ مستوى مرتفعا، وأن تحصيل الطلاب ومستوى ذكائهم قد وصل إلى المرحلة القصوى.

لكن لسوء الحظ فإن الحقيقة ليست كذلك إلى حد كبير!

سألت الدكتور خالد عبدالغفار: إلى أى حد تعبر هذه المجاميع المرتفعة عن الواقع؟ إجابة الوزير كانت واضحة وصريحة، حيث قال إن حوالى ١٠٪ من الناجحين بالمجموع الكبير هم أذكياء فعلا، ومستوى تحصيلهم مرتفع، لكن البقية ربما حصلوا عليها عبر الحفظ والتلقين، أو معرفة بطريقة الامتحانات وآلياتها، أو لأسباب أخرى، لكن لو أرسلت كل هؤلاء إلى اختبارات الذكاء الحقيقية فإن النسبة سوف تنخفض إلى حد كبير.

الدكتور طارق شوقى يرى أن المشكلة هى الثقافة العامة التى تجعل أولياء الأمور يضغطون على أبنائهم لكى يحققوا «الاسكور» أو الأرقام المرتفعة، بغض النظر عن هل هم فهموا واستفادوا أم لا، وهل هم فعلا يجيدون اللغات الأجنبية ويبرعون فى الرياضيات، أم مجرد أنهم «حفظوا» وحصلوا على المجموع الكبير، لأن غالبية الأهالى وأولياء الأمور يريدون الرقم وليس القيمة.

الدكتور طارق يرى أن النظام الجديد للتعليم الذى سيبدأ فى سبتمبر المقبل، سيؤدى آليا إلى تخفيض المجاميع المرتفعة، وسنعود مرة أخرى إلى المجاميع الواقعية، إضافة إلى أن المناهج الجديدة ستكون قادرة فعلا على قياس قدرة جميع الطلاب بطريقة شاملة، وعندما قلت للوزير، إننى أتمنى أن تختفى عبارة «الامتحانات فى مستوى الطالب المتوسط»، وافقنى على الفور.

فى تقديره أيضا أن النظام الجديد سيعيد الاعتبار لقياس قدرات الطلاب الحقيقية وأهمية وجود فروق طبيعية ومنطقية بينهم، بحيث نكتشف مبكرا الطلاب النابغين.

الدكتور طارق شوقى يتمنى أن يبدأ أولياء أمور وبالتالى المجتمع بأكمله فى التركيز على القيمة أكثر من الرقم، وبالتالى التركيز على ما يفيد المجتمع أكثر من المظهرية والتباهى بالمجاميع الضخمة التى لا تعكس واقعا حقيقيا على الأرض.

لو كانت هذه المجاميع فعلية، لكان المنطقى أن يكون لدينا مئات وآلاف النماذج من أحمد زويل ومصطفى السيد ونجيب محفوظ وسائر المبدعين والمتفوقين والعلماء فى كل المجالات.

قد يكون هناك روتين حكومى قاتل ومنظومة عامة لا تشجع على الإبداع والتفوق، لكن المؤكد أيضا أن هذه المجاميع الضخمة لا تعبر عن الواقع.

نعلم جميعا أن وزارة التربية والتعليم وكذلك التعليم الأزهرى يقوم أحيانا برفع المجاميع، لأن ظروف البلد الاقتصادية لا تتحمل إعلان النتائج على حقيقتها، ونتذكر جميعا أن نتيجة الامتحان قبل سنوات فى أحد الامتحانات الأزهرية كانت ٢٪ أو ٣٪. ووقتها علمنا أن هذا هو المستوى الفعلى. والأمر نفسه فى التعليم العادى، لأنه لو تم التدقيق والتصحيح بالصورة العادلة فسوف يرسب كثيرون، لكن لا توجد فصول أو مدارس أو إمكانيات لاستيعابهم.

الحل هو أن ننسف هذا النظام القديم بأكمله، ونناقش بجدية وموضوعية الأفكار التى يطرحها الدكتور طارق شوقى لتطوير النظام التعليمى، وما هى الشروط والإمكانيات اللازمة لإنجاحه، بحيث يكون هناك تعليم لا يركز بالمرة على الحفظ والتلقين، تعليم ينمى مهارات الطلاب العملية والنظرية، ويؤهلهم لسوق عمل حقيقى، بدلا من طلاب يتخرجون من كليات ومعاهد ودبلومات فنية، لا يجيدون مهنة أو صنعة، بل ولا يعرفون كتابة جملة سليمة باللغة العربية، وأحيانا لا يعرفون كتابة أسمائهم!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بالونة المجاميع المنفوخة بالونة المجاميع المنفوخة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon