توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيوخ وقساوسة وحاخامات فى أبوظبى

  مصر اليوم -

شيوخ وقساوسة وحاخامات فى أبوظبى

بقلم - عماد الدين حسين

«إن الهدف من وراء نقاشنا حول منطلقات الأخوة الإنسانية، هو إطلاق مشروع إعادة بناء جسور التواصل الإنسانى الحقيقى، والتعاون المثمر والثقة والاحترام والمحبة الضرورية، لعبور الإنسانية، بشتى أعرافها وأطيافها وتنوعها الجمالى إلى شاطئ السلام، فى أفق فتح صفحة جديدة فى العلاقات الإنسانية لمواجهة التطرف الفكرى ونتائجه السلبية التى عانت منها الإنسانية طويلا».
الفقرة السابقة بأكملها، ليست كلامى، ولكنها وردت فى مقدمة برنامج عمل «المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية» الذى انعقد فى اليومين الماضيين فى العاصمة الإماراتية أبوظبى، وتوج بزيارة تاريخية لبابا الفاتيكان فرنسيس للإمارات، هى الأولى لبابا الكاثوليك، ليس فقط للإمارات، ولكن لشبه الجزيرة العربية بأكملها.
فى هذا المؤتمر التقى البابا وشيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فى رسالة شديدة الرمزية للمتطرفين فى جميع أنحاء العالم.
حينما دخلت قاعة المؤتمر، فى قصر الإمارات، وبدأت فى تصفح جلسات وورش عمل المؤتمر، لفت نظرى مستوى الحضور والتمثيل. فبعد الافتتاح الرسمى بكلمة للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الإماراتى، تحدث السفير أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية فى الجلسة الافتتاحية بصورة موجزة، غادر بعدها مباشرة للسفر إلى بروكسل لحضور اجتماع مهم بين وزراء الخارجية العرب ونظرائهم الأوروبيين بشأن القمة المنتظرة.
فى الجلسة الافتتاحية تحدث جيمس زغبى رئيس المعهد العربى الأمريكى. والأنبا يوليوس أسقف عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس نيابة عن البابا تواضروس، والقس اولاف فيكس تافيت الأمين العام لمجلس النائس العالمى بسويسرا، وأخيرا سوامى برهمافيهارى كبير كهنة معبد سواميناريان سانساتا الهندى، وكان لافتا أن يصفه الكتيب بـ«الموقر» ولم أعرف هل هذا منصب أم صفة أم رتبة دينية هندوسية؟!
حينما تلقيت الدعوة لحضور المؤتمر كنت أظن أنه قاصر على حضور رجال الدين المسلمين والمسيحيين، إضافة إلى الصحفيين، لكنى فوجئت بأنه يشمل رجال الدين فى كل الأديان السماوية والوضعية، فالمتحدثة الأولى فى الجلسة الأولى كانت الكاهنة كوشو نيوانو رئيس منظمة كوسى كاى اليابانية، وبعدها الكاهنة مارى سول فيلالون راعى الكنيسة المثيودية بالفلبين، ثم تشونج أوك لى رئيس مؤسسة ون البوذية الدولية بكوريا، وأخيرا الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج. وهذه الجلسة أدارتها نورة الكعبى وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية.
بجانب الجلسات الرئيسية فى اليوم الأول، كانت هناك ورشة عمل أدارها محمد السماك وتحدث فيها القس بوب روبرتس قس كنيسة نورثوود الأمريكية، ثم ميخيل انخيل موراتيوس وزير خارجية إسبانيا الأسبق والممثل الأعلى لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ثم شارل سان برو مدير عام مرصد الدراسات الجيوسياسية الفرنسى، وأخيرا «المعلم» امرتا سوارو بانندا بورى «التلميذ الأول» لطائفة أمرتا نندا مانى الهندوسية الهندى.
وإضافة لرجال الدين المسلمين، فقد كان لافتا أيضا حضور دينى بارز لطوائف وملل أظن أن كثيرا منا يسمع عنها للمرة الأولى مثل انيل كومار جين رئيس ومؤسس «اهمسا» أو «الديانة الجينية» الهندية. وفى الجلسة الثانية التى أدارها زكى أنور نسيته كان لافتا حضور الحاخام مايكل شودريش حاخام بولندا الأكبر. والجلسة كانت بعنوان المسئولية المشتركة لتحقيق الأخوة الإنسانية. فى ورشة أخرى تحدثت بنى دوغال الممثلة الرئيسية لدى الأمم المتحدة للمجتمع البهائى.
وفى ورشة ثانية كان هناك الحاخام ميشيل بروس لستيج كبير حاخامات المجتمع العبرى بواشنطن، ومعه فى نفس الورشة هومى دهلد مؤسس ورئيس المؤسسة الثقافية لمعتنقى الزرادشتية.
وفى الورشة الثالثة كان هناك سودهيندرا كولكارانى مراقب مؤسسة مومباى البحثية الهندوسية.
فى اليوم الثانى كان أبرز المتحدثين الكردينال مار بشارة بطرس الراعى بطريرك الكنيسة المارونية اللبنانية وايرينا بوكوفا المدير السابق لليونسكو.
وفى الورشة التى أدارها محمد السماك تحدث الحاخام مارك شناير رئيس مؤسسة التفاهم العرقى بأمريكا ثم «الموقر» موهيدر سنج مدير المعهد الوطنى لدراسات البنجاب، وجوليان حاييم سوليفان حاخام فرانكفورت. والمطران أفراييم تينديرو الرئيس التنفيذى للتحالف الإنجيلى العالمى بأمريكا.
كان هناك حضور لافت لرجال الدين الإسلامى من غالبية الدول العربية إضافة إلى حضور مميز لرجال الدين المسيحيى المصريين واللبنانيين.
ما شاهدته كان مشهدا متميزا يعكس روح التسامح، لكن السؤال الذى ظل يشغلنى طوال جلسات المؤتمر كيف يمكن ترجمة كل هذا الكلام الطيب والجميل والمتسامح الذى ورد فى مقدمة هذا المقال إلى سلوكيات ملموسة بين انصار هذه الاديان والملل والنحل؟!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيوخ وقساوسة وحاخامات فى أبوظبى شيوخ وقساوسة وحاخامات فى أبوظبى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon