توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حنفية واحدة لكل القرية

  مصر اليوم -

حنفية واحدة لكل القرية

بقلم - عماد الدين حسين

طارق عامر محافظ البنك المركزى صعيدى من قرية أسطال فى سمالوط بالمنيا، وهو ابن شقيق المشير عبدالحكيم عامر.

الخبير البنكى الكبير يقول إنه عاش فى الصعيد لسنوات، ويستطيع أن يحكم على التغيرات الثورية التى وقعت فى الريف والصعيد بين الماضى والحاضر.

عامر تطرق إلى هذا الموضوع خلال لقاء جمعه مع مجموعة من محررى الاقتصاد بوسائل الإعلام المصرية المختلفة مساء يوم الأربعاء الماضى فى قاعة المؤتمرات بشرم الشيخ على هامش الاجتماع السنوى لجمعية البنوك المركزية الإفريقية.

يقول عامر فى الماضى كانت أجرة المزارع أو «النفر» ١٦ قرشا فى اليوم. غالبية الناس كانت تلبس جلبابا واحدا، وأحيانا تنام به، الأكل كان بسيطا جدا، ولم يكن المواطن الريفى يتكلف كثيرا فى حياته، بل أنه عندما يمرض كانوا يشترون له زجاجة كوكاكولا!.

فى معظم قرى الصعيد كانت الخدمات شبه منعدمة، والقرية كلها كانت تعتمد على حنفية رئيسية واحدة، بل إنها كانت معلما، يقول الناس لبعضهم: «قابلنى عند الحنفية»!. لماذا تحدث عامر عن الحنفية الواحدة والقرية؟!. هو يقول إن بعض معارفه من الصعيد يتصلون به أحيانا ويسألونه: «حرام عليكم.. الحياة لم تعد تطاق، متى ستنخفض الأسعار وتتحسن الأحوال»؟!.

هو يجيب بأنه يقول لهؤلاء بضرورة أن يتأملوا فيما حدث فى الريف الآن. غالبية الناس لديها بيوت على طراز حديث. لديهم مياه وكهرباء وكل الأجهزة الكهربائية، ولدى كل شخص موبايل أو أكثر. لكن الأخطر أن معظم هؤلاء توقف عن الإنتاج، وصار يستهلك معظم احتياجاته، بعد أن كان ينتجها.

حينما قال طارق عامر هذا الكلام لأحد الذين اتصلوا به من قريته، رد عليه قائلا: «انتم أى الحكومة من عودنا على ذلك؟»؟!

عامر لا يستطيع أن يلوم هذا المواطن أو يختلف مع هذا المنطق لأنه من زاوية أخرى، فإن الخارج أيضا عودنا على فتح أسواقنا، وصار معظمنا مدمنا على الاستيراد والنتيجة أننا نستدين من أجل ذلك، ومع ارتفاع الأسعار العالمية وقلة الإنتاج، تزداد المشكلة تفاقما.

من أجل محاربة هذا المنطق جاءت عملية الإصلاح الاقتصادى كما يقول عامر، وبالتالى بدأنا نقلل الواردات ونزيد الصادرات.

أحد الزملاء الحاضرين سأل المحافظ بأن الحكومة تتحمل المسئولية عما وصل إليه الأمر، لأنها لا تعاقب المقصرين والمهملين خصوصا فى الجهاز الإدارى للدولة.

عامر رد بقوله: لكن انتم تنسون أننا لو اقتربنا من أى موظف لا يعمل، الدنيا تقوم عندنا، وذات وقت كان كل خمسة أشخاص يعملون مظاهرة فئوية، وللأسف الصحافة كانت تدعمهم وقتها!!.
فى تقدير عامر أنه إذا كانت الحكومة تتحمل بعض المسئولية فإن المجتمع بأكمله يتحمل جزءا من المسئولية أيضا بسبب تراكم الأخطاء لسنوات. هو مثلا يركز على أهمية الجدارة والاستحقاق، ويسأل: كام واحد عندنا يحصل على أشياء من غير جدارة واستحقاق، بسبب ثقافة العمل الخاطئة؟ وعندما تفكر فى معاقبة هذا الشخص المهمل والكسول، تجد كثيرين يتدخلون ويقولن لك «خلاص.. المساح كريم، لا تقطع عيشه»!!!.

طارق عامر يعتقد أنه من المهم جدا تطوير الجهاز الإدارى للدولة وتأهيل الخريجين وتدريبهم، هو يقول: «على قدر الأسلوب اللى هتمشى بيه، على قدر النتائج التى ستحصل عليها». ولذلك فإن البنك المركزى يساعد مع جهات كثيرة أخرى فى تطوير التعليم الفنى، لأنه أحد المفاتيح الرئيسية لحل كثير من المشكلات.

كلام محافظ البنك المركزى يلخص حقيقة التغيرات التى حدثت للشخصية المصرية طوال العقود الماضية، لأسباب متعددة.

والسؤال كيف يمكن تغيير هذه الثقافة، كيف يعود المصرى عموما، والريفى خصوصا ليصبح منتجا وليس مستهلكا فقط. وهل اللوم يتحمله المواطن فقط، أم سياسيات الحكومات المختلفة منذ عقود التى اوصلتنا إلى هذا الحال البائس، وهل وجد المواطن فرصا للعمل ومناخا للاستثمار والإنتاج وتكاسل؟. وحتى لا ندخل فى جدل من الهموم علينا أن ننشغل بطريقة الخروج من هذا النفق المزمن، بحثا عن الضوء الموجود فى نهايته.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حنفية واحدة لكل القرية حنفية واحدة لكل القرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon