توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الجمعة 28 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

فستان رانيا يوسف

  مصر اليوم -

فستان رانيا يوسف

بقلم - عماد الدين حسين

سؤال هل من حق أى شخص أن يرتدى ما يشاء من ملابس؟!
الإجابة نظريا هى نعم، لأن الملابس حرية شخصية.
انطلاقا من هذه الإجابة.. هل أخطأت الفنانة رانيا يوسف حينما ارتدت فستانا يشبه المايوه فى حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى مساء يوم الخميس؟!
الإجابة هى نعم أخطأت وبصورة فادحة.
هل هناك تناقض بين إجابة السؤالين؟!
إطلاقا، لا يوجد أى تناقض بالمرة.
تفصيل ذلك، هى أنه حتى إذا كانت الملابس حرية شخصية، فهى مقيدة أحيانا بعوامل وظروف كثيرة.
الإنسان مثلا لا يمكنه السير عاريا فى الشارع، بل لا يستطيع أن يفعل ذلك فى نافذة أو بلكونة شقته، رغم أنه داخل منزله الخاص. فى هذا الموضوع هناك العديد من الشروط والعوامل والظروف التقديرية لخصها المثل الشعبى «كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس».
سيقول دعاة الحرية المطلقة إن رانيا يوسف فنانة ومعروف عنها جرأتها فى كل شىء حتى فى تصريحاتها وثقتها المطلقة فى نفسها وشخصيتها وأنوثتها ثم إنها فى مهرجان سينمائى دولى، وليست فى مسجد أو محاضرة جامعية، فما الذى يمنعها أن ترتدى ما تشاء من الملابس؟!
الذى يمنعها أشياء كثيرة، منها أن هناك قانونا يمنع خدش الحياء العام، لكن الأهم هناك قيم مجتمع ينبغى مراعاتها!
سيقول البعض أيضا ولكن عبارة قيم المجتمع تعبير مطاط جدا ويستخدم فى مرات كثيرة، لتقييد الحريات.
نعم هذا صحيح لكن ما فعلته الفنانة رانيا يوسف يراه كثيرون يجافى الذوق والفطرة السليمة وضرره أكثر من نفعه إذا كان له نفع.
لكن بعيدا عن الجدل التقليدى بشأن القيم والذوق العام، هناك عامل مهم صار يلعب الدور الأكبر فى مثل هذه الظواهر التى بدأت تزيد فى الفترات الأخيرة.
هذا العامل هو السوشيال ميديا.
ظنى الشخصى أن رانيا يوسف وغيرها من الفنانين والشخصيات العامة، حينما يذهبون الآن إلى المناسبات الاجتماعية والفنية والسياسية الكبرى. فإن عيونهم وقلوبهم صارت معلقة بالسوشيال ميديا.
أظن أيضا أن هذه الفنانة وهى تشترى هذا الفستان ــ إذا جاز أن نقول عنه فستانا ــ كانت تعلم يقينا أنها سوف تحدث ضجة كبرى فى المجتمع. 
رأينا نماذج كثيرة من هذا السلوك فى الأسابيع الأخيرة. فنان يتعمد تقبيل زوجته بصورة لافتة، وفنانة ترتدى ملابس غريبة جدا، كما فعلت رانيا نفسها فى حفل الافتتاح حينما ارتدت بدلة سوداء على طريقة مايكل جاكسون، وكما فعلت سما المصرى فى حفل الافتتاح أيضا رغم أن ملابسها يومها كانت محتشمة. عيون هؤلاء جميعا على «الترنيد» أو فى أضعف الإيمان هى أن يضمنوا وجود أخبارهم وصورهم على مواقع التواصل الاجتماعى، حتى لو كان هذا الظهور مسيئا ومعيبا وفاضحا!
حضرت حفل الافتتاح، ورأيت أن الجزء الأكبر لنشاط بعض الفنانين هو التقاط الصور على السجادة الحمراء أو «الريد كاربت». هذا حقهم وشأنهم وحريتهم الشخصية. لكن وبما أن الفنان شخصية عامة، فمن حق المشاهدين أو الجماهير، أن تحاسبهم. مدحا أو ذما، وهنا لا ينبغى أن نقول إن الملابس حرية شخصية.
فى أوروبا والولايات المتحدة نقرأ كثيرا عن مقالات لنقاد كبار تمتدح فستان هذه النجمة أو تنتقده. 
الخبر السيئ أن هذا الأمر سوف يستمر، لأنه مرتبط بوسائل التواصل الاجتماعى، التى لا تنشغل بأخبار جادة فى مجال الفن، بل تركز اهتمامها الأساسى على ملابس هذه النجمة، وحجم ما تكشفه من جسدها. وصارت هناك مواقع كثيرة تعيش وتقتات على التحركات بل والهمسات التفصيلية لبعض النجوم مثل كيم كاردشيان!
الفنانون كانوا يفعلون ذلك منذ سنوات طويلة بصورة أقل، لكن لم نكن نعرف لغياب وسائل التواصل الاجتماعى. ما يشغلنى شخصيا هو التأثير الخطر الذى يمكن أن تلعبه سلوكيات نجوم المجتمع سواء كانوا فنانين أو لاعبين على الشباب الصغار.
لدينا نماذج تسعى لتقليد محمد صلاح لأنه صار قدوة فى طموحه ونجاحه، ولدينا نماذج ستحاول أن تلبس مثل رانيا يوسف.. وربنا يستر!
الحل ليس تحريك بلاغات أو حتى محاكمة رانيا يوسف وأمثالها، ولكن السؤال عن البيئة والظروف والقيم التى أوصلتنا إلى هذه الحالة وكيف يمكن ترشيدها وتهذيبها لنعود إلى قيم تشجع الفن والإبداع ولا تصدم الذوق العام.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فستان رانيا يوسف فستان رانيا يوسف



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon