توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شكرا للآنسة يوستينا ثروت

  مصر اليوم -

شكرا للآنسة يوستينا ثروت

بقلم - عماد الدين حسين

قد يذكر تاريخ العمل النيابى والأهلى أن الفتاة «يوستينا ثروت» قد نجحت فيما فشل فيه العديد من النواب والحقوقيين والسياسيين، بل والحكومات الأجنبية.

هذه الفتاة سألت الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء الأحد الماضى قائلة: «قانون منظمات المجتمع المدنى محتاج نظرة سيادتك وصلاحياتك الدستورية».

الرئيس رد عليها بقوله: «أنا متفق معاكى كان فيه تخوف، أدى إلى أن القانون يخرج بشكل فيه عوار».
طبعا من السذاجة وتسطيح الأمور الاعتقاد بأن الفتاة وسؤالها هما السبب الوحيد لقرار الرئيس بإعادة النظر فى القانون.

المؤكد بطبيعة الحال أن هناك ظروفا موضوعية كثيرة دفعت الأمور إلى هذا الاتجاه. لكن فى كل الأحوال ينبغى أن نشكر هذه الفتاة ــ التى لا أعرف هل هى مصرية أم لا، نظرا لاسمها الأول.

سؤال الفتاة كان سببا ظاهرا على الأقل، لكى يتخذ الرئيس هذا التوجه. وللموضوعية فينبغى أن نشكر الرئيس على قراره لأنه فى النهاية ــ وببساطة شديدة ــ استجاب لمطالبات كثيرة داخلية وخارجية فيما يتعلق بهذا الموضوع. وكان يمكنه أن يتجاهل كل هذه المطالبات والمناشدات.

نعود إلى جوهر الموضوع، ونسأل لماذا صدر هذا القانون بشكله المعيب، وكيف نمنع أن لن يتكرر هذا الأمر فى قوانين أخرى؟!

نتذكر الان أن أخطاء قاتلة كثيرة وقعت منذ أن كان هذا القانون مجرد فكرة أو مشروع، مرورا بركنه فى مجلس النواب ثم تأخر إرساله لرئيس الجمهورية نهاية بإصداره.

نتذكر أيضا أنه حدث أمر غريب فى بداية تحويل مشروع القانون من الحكومة إلى البرلمان. الوزيرة المحترمة غادة والى قدمت نسخة معقولة نسبيا وقتها توازن إلى حد كبير بين حماية الأمن القومى، وبين تنشيط وتشجيع العمل الأهلى بأسسه الصحيحة. المفاجأة أن بعض نواب البرلمان عصفوا بهذه النسخة، وأضافوا إليه مواد مختلفة ومتشددة كانت السبب الرئيسى فى العوار الذى أشار إليه رئيس الجمهورية.

المنطقى أن تقدم الحكومة مشروعا متشددا، ويقوم البرلمان بتخفيفه وليس العكس.

صدر القانون بصورته الراهنة متشددا وكان سببا رئيسيا فى الإساءة إلى سمعة الحكومة المصرية لدى قطاعات كثيرة فى الخارج.

الطبيعى أن يسأل سائل: ولماذا ننشغل بمخاوف وهواجس الأجانب، وهل كلامك هذا دفاعا عن بضعة مراكز حقوقية مشغولة فقط بالسياسة؟!

الإجابة ببساطة هى أنه ينبغى ألا نشخصن القضية. بل يفترض أن يكون لدينا قانون سوى وطبيعى للجمعيات الأهلية، يوفر حدا أدنى من المناخ الطيب لعمل هذه الجمعيات. إذا كان هناك قلة من الناس انحرفت بالعمل الحقوقى بصورة خاطئة، فلنحاسبهم طبقا للقانون. إذا كان بعضهم أو كلهم اغتنوا وسمسروا من وراء «سبوبة حقوق الإنسان» فليتم كشفهم وفضحهم بالقانون، ومحاكمتهم ونعرف ان هناك قضية منظورة امام القضاء .لكن المشكلة الدائمة هى الخلط بين أخطاء بعض الأفراد، وبين تكميم وإغلاق العمل الأهلى بأكمله. ثم إن العمل الأهلى ليس قاصرا فقط على عشرات الجمعيات المهتمة بالسياسة أو بحقوق الإنسان بصورتها الراهنة. هناك آلاف الجمعيات الأخرى، التى ينبغى أن يتم تشجيعها. النقطة الجوهرية هى أن يكون هناك مناخ من حرية العمل لهذه الجمعيات فى مقابل أن يتم محاسبة من يخطئ، لكن الكارثة تكمن فى أنه تم أخذ العاطل بالباطل، والنتيجة هى تكبيل للعمل الأهلى بأكمله.

الجماعات الدينية والمتطرفة لعبت دورا مهما فى العمل الأهلى ٢٠١٣، والقانون قيدها تماما ورأيى ان ذلك كان امرا مهما، ولكن فى المقابل لم نجد من يقوم بسد الفراغ الذى كانت تملأه خصوصا فى مجال العمل الانسانى والخيرى.

السياسة الرشيدة أن تدرس الواقع، وتحاول أن تسد ثغراته وتعالج أخطاءه، من دون أن تدمر كل شىء. بحيث تتسبب فى أخطاء أكبر. لا أنشغل كثيرا بالخارج ومطالباته، لكن على الأقل يفترض أن نمكن الجادين والمحترمين الذين يريدون أن يمارسوا عملا أهليا من اداء اعمالهم طبقا لقانون واضح ومحدد.

والسؤال: ما هو شعور الذين هللوا للقانون وقت صدوره، ثم اكتشفوا أنهم أخرجوا لنا قانونا مصابا بالعوار؟!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شكرا للآنسة يوستينا ثروت شكرا للآنسة يوستينا ثروت



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon