توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتغير التكنولوجى فى قضية خاشُقجى

  مصر اليوم -

المتغير التكنولوجى فى قضية خاشُقجى

بقلم - عماد الدين حسين

هل يمكن لأى جهة أو دولة أو مؤسسة أو جهاز أن تفكر فى تكرار قضية قتل جمال خاشقجى بالطريقة التى يقال إنها تمت بها، داخل القنصلية السعودية فى إسطنبول يوم ٢ أكتوبر الجارى؟!.
القتل سوف يستمر طالما كانت هناك حياة. يحدث ذلك منذ خروج أبينا آدم من الجنة، وبدايات الحياة، حينما قتل قابيل أخاه هابيل، وعجز حتى أن يوارى جثمانه، وسوف يستمر ذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لكن نظريًا يفترض أن هناك العديد من الدروس التى ينبغى تعلمها مما حدث فى هذه القضية.
كتبت هنا وكتب غيرى عن الجوانب السياسية والإعلامية للقضية، وأدنت الجريمة بصورة لا تحتمل اللبس.
واليوم أتحدث عن الجانب التكنولوجى للحادث، وما هى الدروس المستفادة منه تقنيًا؟.
فى عصر انفجار ثورة التكنولوجيا والاتصالات والمعلومات صار صعبا جدا ــ إن لم يكن مستحيلا ــ إخفاء أى شىء. تقريبا كل ما نفعله صار مكشوفا، وعلى الهواء مباشرة. 
أو قد يمكن إخفاؤه لفترة قليلة إلى أن تقوم جهة بنشر تلك المعلومات أو حجبها أو «تكميرها» إلى أن يحين وقت استخدامها!!.
الكاميرات والأجهزة الكبيرة منها والصغيرة، صارت قادرة على رصد «دبة النملة» حرفيا.
الكاميرات هى التى رصدت دخول جمال خاشقجى مقر القنصلية فى إسطنبول، وهى التى رصدت كل تحركاته فى المبنى الذى يقيم فيه.
قبل ساعات من توجهه إلى القنصلية رصدت خروجه من المبنى فجرا، لمقابلة خطيبته ثم عودته برفقتها مرة أخرى.
طبقا للرواية السعودية الأخيرة فإن أحد أعضاء الوفد السعودى الذى حقق مع خاشقجى، واشتبك معه وقتله، قام بارتداء ملابسه والخروج من الباب الخلفى للقنصلية للإيحاء بأنه خرج من القنصلية.. هذه اللقطة سجلتها الكاميرات التركية، ويبدو واضحا أن الشخصين مختلفان، رغم أن الملابس واحدة، الأمر الذى جعل الإعلام التركى يسخر من هذه المحاولة البدائية جدا، حيث إن الكاميرات لم ترصد فقط اختلاف الشخصين، بل إن رجل الأمن السعودى كان يلبس «كوتش أبيض» فى حين أن خاشقجى دخل بحذاء أسود!!. 
الكاميرات أيضا هى التى رصدت الفريق السعودى المكون من ١٥ شخصا، ومتى دخل ومتى خرج، سواء من المطارات أو من القنصلية. كل ذلك ذلك مثبت صوتا وصورة وبالثانية.
وضمن هذه البيانات المرصودة كانت هناك روايات دقيقة عن التحركات التفصيلية لأعضاء الوفد منذ خروجهم من المملكة وحتى خروجهم من تركيا.
المتغير الآخر المهم ــ والذى لا تريد أن تركز عليه الأجهزة التركية المختصة ــ هو التنصت والتجسس التقليدى الذى تمارسه الأجهزة الأمنية على البعثات الدبلوماسية المختلفة. 
هناك تخمينات وتقديرات بأن الأجهزة التركية حصلت على معلومات قيمة عبر هذه الوسائل، لكنها لا تستطيع أن تستخدمها حتى لا تسوء علاقتها بالمملكة.
التقديرات تقول إن هذه الأجهزة سربت حكاية «ساعة الآيفون» الملفقة، حتى تجد ستارا للكشف عن المعلومات الدقيقة التى حصلت عليها من خلال التجسس. بل إن هذه التقديرات تزعم أيضا أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية، قد تمكنت من رصد واعتراض التخطيط السعودى للحادث قبل وقوعه، وبالتالى توريط الحكومة السعودية فى هذه الدوامة التى تتسع وتتعمق يوما بعد يوم بطريقة تتيح لواشنطن ابتزاز الرياض. 
إذا كان الأفراد يدركون أنهم صاروا عرايا ومكشوفين تماما أمام وسائل الاتصال الحديثة وأجهزة الأمن المختلفة، ألا يفترض أن تكون الحكومات أيضا على وعى بهذا الأمر، وبالتالى فالسؤال الجوهرى هو: كيف افترض الفريق السعودى أن هذه الفعلة الشنيعة ستمر من دون رصد؟!.
خلاصة القول، فالمفترض أن أى حكومة أو مؤسسة أو جهة عامة أو خاصة، ستفكر مليار مرة قبل أن تقدم على تنفيذ جرائم مماثلة بنفس الطريقة التى تمت بها داخل القنصلية السعودية بإسطنبول.
والسؤال: هل سيحدث ذلك؟ والإجابة صعبة جدا، فكل ما يحدث فى معظم منطقتنا العربية يشير إلى أن الحماقة بلا حدود!!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتغير التكنولوجى فى قضية خاشُقجى المتغير التكنولوجى فى قضية خاشُقجى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon