توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتبهوا.. لا تستنسخوا بلاك ووتر فى سوريا!

  مصر اليوم -

انتبهوا لا تستنسخوا بلاك ووتر فى سوريا

بقلم : عماد الدين حسين

 «بلاك ووتر» هذه الشركة سيئة السمعة التى ارتكبت جرائم بشعة بحق المدنيين فى العراق قبل سنوات، قد تعود قريبا للعمل فى سوريا، ولكن هذه المرة تحت لافتة «القوات العربية».

نعلم جميعا أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ألمح قبل أيام إلى انسحاب قوات بلاده «2000 جندى» من سوريا، ودعته السعودية إلى التريث فى الخروج، فطلب منهم «دفع فاتورة البقاء»، إضافة إلى إرسال قوات عربية بديلة لقوات بلاده، فرد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، بأن بلاده مستعدة لإرسال قوات سعودية.

غالبية التقديرات تقول إن بلدان الخليج لن ترسل قوات، لأسباب متعددة، ليس هذا مجال الخوض فيها، كما أنها لن تتمكن من إقناع بلدان عربية أو إسلامية كبرى بإرسال قوات.

قد تقنع بلدانا فقيرة بإرسال قوات رمزية، وبالتالى فإن الاحتمال الأكبر أن تقوم شركة «بلاك ووتر» بحل المشكلة، أو لنقل «تعقيد المشكلة» كما فعلت فى العراق.

ما يعزز هذا الاحتمال ما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» يوم 16 إبريل الماضى، حينما قالت إن مؤسس شركة «بلاك ووتر» ايريك برينس تلقى اتصالات من مسئولين عرب كبار، بشأن جمع وتشكيل قوات فى سوريا، لكنه أخبرهم أنه سوف ينتظر معرفة ما سيقوم به ترامب أولا.

وقبل أن تقع الواقعة، نلفت نظر الجميع فى المنطقة العربية ونذكرهم بالماضى القريب والأليم لشركة «بلاك ووتر» فى العراق، علهم يتفقهون.

حينما زادت خسائر القوات الأمريكية الغازية على يد المقاومة العراقية بعد الغزو عام 2003، ظهرت الحاجة إلى وسيلة لتقليل الخسائر، وهكذا جاءت فكرة الاستعانة بشركة «بلاك ووتر». هى شركة تضم مقاتلين مرتزقة من أمريكا وجنوب إفريقيا وتشيلى والبوسنة والفلبين، وبلدان أخرى. وتعمل بشكل رسمى أو من خلال شركات وسيطة فى عدة دول بالعالم من بينها إسرائيل. مقاتلوها ولأنهم يعملون فى مناطق عالية الخطورة، فإنهم يتقاضون رواتب باهضة، والأخطر لا يلتزمون بأى قوانين عسكرية أو قواعد اشتباك. ولذلك يقال عنهم إنهم يملكون رخصا للقتل والدمار.

بين عامى 2005 و2007 وطبقا لتقرير صادر من الكونجرس الأمريكى، وليس من أى منظمة حقوقية متعاطفة مع العرب، فإن قوات الشركة ارتكبت 195 حادثة بحق مدنيين عراقيين، وكانت أبشع جرائمها على الإطلاق، مجزرة ساحة النسور ببغداد، حينما أطلقت النيران عشوائيا على المدنيين، ما أدى لمقتل 17 منهم. تمت محاكمة أربعة من القتلة وإدانتهم فى الولايات المتحدة، لكن محكمة أمريكية برأتهم عام 2009.

أوباما قال إنه سينهى تعاقد وزارة الخارجية مع «بلاك ووتر» عام 2009، لكن عمليا ظلت إدارته تتعاون سرا وعلنا معها. وكشفت صحيفة «دير شبيجل» الألمانية أن واشنطن أرسلت 400 جندى عبر الشركة إلى شرق أوكرانيا فى مايو الماضى لحساب قواتها المسلحة لمناكفة روسيا.

جرائم بلاك ووتر لا تعد ولا تحصى فى العراق وأماكن أخرى، وبدلا من تحجيمها، فإن نشاطها زاد بصورة كبيرة، وصارت دول فى المنطقة وخارجها تعتمد على مثل هذه القوات المرتزقة لتحديث جيوشها، أو العمل بالأجر وبالقطعة فى مهمات محددة. ويقال إن رئيس الشركة برينس يرتبط بعلاقات متميزة مع بعض المسئولين العرب.

نعرف أن هناك تكتيكات كثيرة تتغير فى المعارك العسكرية، ولم تعد بأكملها بين جيوش نظامية، أو تخضع لقواعد الاشتباك المعروفة، أو التزامها بالأخلاقيات العسكرية. ومن ضمن هذه التغيرات الاستعانة بمثل هذه الميليشيات التى تعمل بالايجار. هى ليس لديها عدو أو صديق ثابت.. هى تعمل لمن يدفع لها. ولا تنشغل بمن تقتله من بشر أو تهدمه من أوطان.

السؤال لكل المسئولين الذين يفكرون فى الاستعانة بهؤلاء المرتزقة: ألا تفكرون فى عواقب مثل هؤلاء القتلة المحترفين، الذين لا نستبعد أن يكونوا أيضا مرتبطين بالإسرائيليين والمحافظين الجدد المتطرفين فى الولايات المتحدة؟!.

لماذا لا توجه الدول العربية خصوصا جهودها لتسوية سياسة توقف القتل والدمار فى سوريا، وتحارب فعلا المتطرفين والإرهابيين، الذين ثبت أنهم خطر أيضا ليس على سوريا والعراق، بل على كل الخليج العربى؟!!.
أرجوكم لا تكرروا مأساة «بلاك ووتر» العراقية مرة أخرى فى سوريا.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتبهوا لا تستنسخوا بلاك ووتر فى سوريا انتبهوا لا تستنسخوا بلاك ووتر فى سوريا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon